الأحد، 11 سبتمبر 2011

أغبطهم على سرابهم






















مثلما المنديل بين أناملك ذات حر
حين لما في لحظة رطبتيه فاحييتيه ثم قتلتيه
فمررتيه على جبينك و ما تحت جفنيك
و على جانب من لماك المتعرق و خديك
فكان أن تبلل بآخر تنهيدة من خمرة عطرك
و هو يطبطب نشوانا على نحريك


و هو على القارعة من فراق
ينصب على براءة الصباحات خيام أمل
و يغزل من الذكريات خيطانا سود
يصنع منها لمواويل الشوق سرادق عزاء
و مسوحا للوحات عشق مرسومة بإثمد و صلصال
مركونة في متحف تاريخي زائره الوحيد قلب وفي
يحتدم اللونان  في عينيه فتتضبب الصور


قاسية هي الذكريات على مشاهد غير ملونة
لكأنما تنبت الصور من فجيعة
فيبادرها عالم من أسى مقيم
و يعتبون على السراب كذبه الابيض الجميل
و أنا أغبطهم
لانه ما يزال يمدهم بلو أمل مختلس
أو يقين ملتبس
أغبطهم جدا
لان سرابي أنا مثل غانية اعتزلت الإغواء
و احتشمت في الافق كراهبة شمطاء
فما زلت أستغوي خصوبتها بمفاتن الفقد والحنين
حتى وجدت أنها مثل أنثى غير جديرة بالغناء ليلا تحت ستائرها


و أمطط الوقت
كي يتسع لحجم الحاجة للتسكع و الهذيان
و أفتح النوافذ كلها حتى تشرع على ألف احتمال
أنصت لنبض القلب برهبة السحاب ما قبل أن تخرق الرعود فيه سكونه المهيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق