الأحد، 30 أكتوبر 2011

مطر غيابها



















 
 

متى يكون الحلم أضغاثا
متى يدعى ورديا
متى يصنف كابوسا
وكل التي أراها تمتصني حد الغرق
 
تملؤني تغمرني
تعتريني تكتسيني
تنضبني تلهمني
تلقي بي وسط فيض أزرق
 
كل التي تراودني تثملني
تهلكني ترديني
تطحنني تعجنني
تمضغني الى ما لا نهايات الفرق
 
تظمئني تكسرني
تصلبني تهجرني
و تطبطب علي
في كل الاحوال 
بأكف مطيبة العرق
 
هجرتني و ما اكتفت
فالتهجر مليا و إن جفت
طاب لي و إن اختفت
سامحتها و إن اعتدت و أسرفت
إن ظلمت قلت أنصفت
إن تمنعت لم أقل تأففت
إن طردت قلت لا إنما أستظافت
و إن سخرت لم أقل تشفت
بل من النقائص تعففت
مهما كان منها حسنا تصرفت
في كل الاحوال معطاء تشرفت
 
مال للايام دونها ذات مكر
أين صباحات الزهر
أين ذاك العطر
و عسل الثغر
و البوح من صدر لصدر
أينه الهمس المعذب الشعر
و حب اللوز المغلف بالثمر
ما للايام تندلق بحذر
مالي آتيها بشرر
فتخبو بين يدي و تفتر
 
أقلع يا سحابها
عن مطر غيابها
فحرام أن أوجد في غابة مطيرة
و أكون فيها أضيع شجيرة
 
 
 
 
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق