فإن شئت أن تخضري أو يجننني منك السراب
إني لا أسلو بلحن و لا ينسيك طيب مهما طاب
لا تشعلني قداحات خيال أنت مهواي و المحراب
بك تعداد فصولي خمس مثل جهاتي في الحساب
خضراء بالقلب و غيرك يخضورهن فج الخضاب
جورية أنت قيد الانفاس و غير مسكك لا يستطاب
كم كان تغريدك بشرفتي هواءا بلسمي الاستطباب
حروفا اشتهيت سعراتها بشوق مقارعتها الانخاب
أنا فرخ لا يهوى التنقل كالأخر بين أشجار الغاب
لكن لهفي التنقل يطرب بين أغصانك أيما إطراب
فكثرة الازهار لا تغويني لن تدنس بعيني الصباب
لهف روحي أتنفس قربك كفقاقيع الماء و كالحُباب
لهف عيني تشرب عيناك رشفا نميرا حلو الانسكاب
يا أنت يا هدوئي النسبي يا شوق يمي للاصطخاب
يا وردا مضنيني أريجه لًحيف أن تجيد الاغتراب
لك يا مليح بالقلب منزل رحيب كالسماء للضباب
هل رشاقتك هي غوايتك في هروبك و الانسحاب
أملته عليك و أنت غزال يغص من ساوره اقتراب
هكذا الحال من أول عين ليالي مبللة برقيق عتاب
أتظني حبري في غيابك سلسبيل مجنون الرغاب
في غير مروجك سارح راخ عماماته و الاهداب
إنما أقتفي أباريق عشق فطمتِني منه و ما ذاب
عصبتُني عن أيما رحيق مذ أذقتيني ذياك الرضاب
أنا الصحراء ديدني صبر و جدب أو أعتق بالشراب
فإما يرقٍِيني ترياق عطر لك أو يجدعنني بالغياب
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق