الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

أقول معذرة ,, هل تكفي
















ما كنت أتوقع أن تعيدك إلي بكل هاته السماحة التي لا تخفي غصة متأبطة بقلبك وردة بيضاء أمثولة لا تسمن و لا تغني من حنين
فقط جملة تحمل كما من شجوني و هما من هموم تعود إلى مخيال ثقافي لست أجد فيه ما يثري ما بيننا أو ينقضه
كلمات ميتة كانت قبل أن تحيا على صعيد غير الذي قيلت فيه ذات تأفف حيث وجدت لذى قائلها قوة محاججة لا تفند
هكذا هي الامثال تحاط بهالة من التقديس و بجناس لفظي و سجع حرفي يغري الذاكرة بحفظ مفاتيحها على الرفوف القريبة من عتباتها كي تكون أيسر استحضارا و أسهل ولوجا عند الحاجة و أحيانا بلا أرب أو وطر إليها يذكر
ما كانت الامثال يوما من جوامع الكلم و ما كانت قيمتها الملتبسة إلا من إيمان معتنقي نفاذها بجدواها في التذكير بمواقف و تجارب السابقين أو كما وصفت بأنها حكمة على طبق من ذهب
و الغريب أن تخدم الكثير من الامثال كل النااس و الاذواق و الحالات و المواقف فهي مثل كلام الدبلوماسيين المفتوح على كل الاحتمالات و الفرضيات
و أحايين كثيرة تنحت على هيئة التورية بأن تعني معنى و تقصد مقصدا آخر و هذا هو سبب خلودها من المهد إلى اللحد لانها لا تعدم من يقصد أغوارها و متاهاتها السرية و المعلنة لتبرير وسائله و أغراضه و مشاعر نفسه المتناقضة السوية و غير السوية

كلما وصلت إلى حقيقة مرة سارعت إلى المثاليات القديمة لتغطيتها ’ هذا قول أنسي الحاج
اما أنا فإنني أعود مسرعا إلى سلة الامثال عينها لأستعير منها مثلا  و هو رب ضارة نافعة
فما كان أضر ذلك المثل حين اتخذتيه من زاوية ثقافية إيحائية و ما كان أنفعه لفهم سلوكياتي لو نظرت إليه من جانب الكلمة و ما تعنيه بالنسبة لشاعر يحاول ترويض سباع الكلام في حلبة منفتحة على ألف احتمال
 ربما أكون مخطئا سيدتي حي التجأت إلى كلمة قيلت مند ألف عام و أسقطتها على صفحات الانترنيت كما تسقط نيازك ما قبل التاريخ على بلاط مرمري قرب حديقة الهايد بارك أو ممر الشنزاليزي
و مع ذلك فها أنا أسحبها معتذرا بحرارة و مرارة الآسف التائب لاننا أبناء اللغة الواحدة و جيران ثقافة محلية واحدة و لا يشفع لي جهلي التكهن بمكامكن الخطر قبل ارتياده

أقول معذرة فهل تكفي

الاثنين، 27 أغسطس 2012

ما أقساك يا سعادي
















أ بجنحيك كسرتيني       ما أوهنني يا جلادي
أم ببتلاتك أرديتيني       ما أقساك يا سعادي
أحييتِني يوم قتلتْني       عيناك فشف ودادي
أَمَسْتِ حياتي بموت        حميم عطر رقادي
فوفيتُ الروح سخية      لحب هفهف فؤادي
أهاضني حنينا حتى       جفا الوسن سوادي      
فملت على ضفافك       أنهلهم خمر سهادي
شجنا أناجيكه البدر      رتلته حلما بأورادي
أوردة يممت عطرك       بعشقي و فل مرادي
شتان قتلة أشتهيها       و حيف حتف يعادي
أفلما واصلتني الود      و صرت حلو أعيادي
تنكثين موثق القلب      آآآه ما أضيع فؤادي
أَغرًتك عصمة بيدك       فاليوم أعلن حدادي
ما أتعس الدنيا اليوم      و واشماتتهم حسادي



الخميس، 23 أغسطس 2012

ما بين الشوق و الحنين























كلمة الشوق لها أيضا نقيضة
سأتبرأ منها من اللحظة
لن تخاتلني اللغة في هاته المقالة الغليضة
فتشاركك فعل الشوق مع أشباه مريضة
و تضعك قاب حرفين مع أمور مهيضة
ليس التشوق إليك كنزوات أشواق عارضة
شتان ما بين رغبة أشتاقها في لحظة
كأن أحتاج حماما لظهيرة قائظة
أو تنتاب رزنامة يومي رتابة بغيضة
فأبدي حالة شوق لملهاة تعيد لي الحفيظة
شتان ما بينهما وسع الصحراء العريضة
فاحتدام اشتياقك مد في الحشا و انتفاضة

لا توب من طلاه لو باض الديك بيضة
لاني أعتنقه ثالثا بعد السنة و الفريضة
أيما اشتياق غيره هباء و مشاعر غائضة
و ما خلاه محض اشتهاءات غامضة
وحده الحنين إليك مجمل أشجاني الهائضة


الشوق لغة ما يخفت عند عتبات الاقبال
و الحنين نبض بالقلب مقيم و ابتهال
شوقي أنا لا يخبو لو في عز الوصال
و حنيني مستمر الى ما لا نهايات الكمال



الأربعاء، 22 أغسطس 2012

يكفي أن أتخيلها لاسكر























كلما حاولت وصفك
تذكرت لاستحالة الامر
عبارة في ملف تعريف كناش الحالة المدنية
أنظر الصورة   
و ما إن أرنو عليها
حتى أقع في ثمل الدراويش
فانسى الوصف و النعت
و يستبد بي حال الوجد

بائع العطور في الحي دائما بي يتندر
فأرد عليه بتفاخر

دونك عطورك و ما يتبخر
أنا يكفي أن أردد اسمها لاتعطر
يكفي أن أتخيل طيفها لأسكر

يزعجني أن يكون لكلمة الحب نقيض
و يؤرقني أكثر أن تتبجح بذلك مختلف المعاجم
بأن تخبر مباشرة بعدها أنها عكس ال...ه
لكأنما لتدل المحبين بسبيل أخرى سالكة عند مفترق الطرق
أو لتغويهم بالنكوص القهقرى كل ذات قنوط أو يأس
لهذا ألوذ إلى كلمة العشق
التي ليس لها نقيض في لسان العرب

فحين أٌقول أحبك
أشعر باندساس محبات أخرى على الخط
أحسها تمتطي معناها الذي يبدو سطحيا
هجعة القيلولة كأس شاي العصر مع حبات اللوز
كوكتيل الفواكه الاستوائية مع أرجوحة معلقة بين نخلتي كاريبي
التسكع أمام واجهات المحلات الفاخرة و أروقة اللوحات الزيتية أو دردرة رمال الشواطيء بأقدام حافية
احمرار الكرز إغراء التوت و العنب و حب الرمان
الفلفل السوداني و ماركتي المفضلة من معجون الاسنان و الخبز المحمص و نجمات السينما
و أشياء أخرى أقل أهمية أو أكثر يضعها الحرفان معك بنشاز جنبا إلى جنب
فتجعلك اللغة بما لا تملك من خيار
و بما لا يرضيني
بأن تجدولك معها في خانات ليست على الاطلاق منصفة
فتشاركك كل محبوبات الارض محبتي الغير مصنفة
حتى حين أقول أهواك
تتداخل مع الهوى هواياتي
فتخاتل الحروف و تراوغ كلمات المرور
تلتبس عليها هواية السفر و الكتابة و الكلمات المتقاطعة و لعبة السودوكو و حلبات المصارعة الحرة
فقط حين أقول أعشقك
أجانبك كل الشبهات
و أسمو بك عن كل المظنات

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

مزاجية العطر





















كنت دائما أراهن على فهمك البديهي لمسلماتي
فلم أكن أحتاج إلى تنميق مسلمات الركض نحوك
كنت أفهمك أكثر مما تفهم الغابة حفيف أشجارها
أدفأ مما تصغي لشدو أطيارها
و أحن من انحناءة أغصانها الرؤوم لتداري أوكارها
كنت أفهمك أحسن مما تفهم الامطار أعشاب الربيع
فاحتفيت بك دائما كما يليق بجائع يقيم أوده
و تزلفت إليك شكرا بورد مقتطف من صنيعة ريك
ظانا أنك تفهمين معنى أن يتضوع الزهر تلقاء الشوق
بدل أن يوقد للبخور جمار يشم له شواظ قبل انسياب عبق الشرق
كنت أمقت شموعا تحرق
فقط من أجل أن لا يشكَل عليك ما بعيني من أرق
لذلك لم أبدل سعيا لاختبر نباهتي أنا
و لم أتنصل من يقين بداهتي بك
و هانذا أصطدم بسعفك النارية
و النتيجة أنني احترق في درب تبانتك
مثل دعسوق يسخر تحليقاته القاصرة لبلوغ القمر

أنا مفضوح كوني مدرع بلوح زجاجي
و أنت لطالما تتموهين بعطر مزاجي
و المطبات هكذا تكون كارثية الاحاجي
فإن تجاهلتك البساتين و أنت وحيدة تزورينها
فإنها حتما ستعرفك حين بمفردي أزورها
فأنا مثل بيدر أعج بسنابلك عام خصب
و بعبق ذكرى حب شهي بين منقري فرخ سنة جدب
و الذي يجسد الهواء المرسل الذي أنتظره
كي أسف حبك عن تبنك
و أميز ما بين مجراتك الحلزونية و تبانتك
هو إبقائي قدر المستحيل على نباهتي
كأن أغرق دون أن تفوتني في معمعة المكابدة
فتنة الاسماك الملونة
 
كان الحب مدرجا لألف طائرة
و كنت أنا كل الركاب و إن بالالاف أدرع سلاليمك
و أتسكع مع بنات أحلامي في ردهاتك المرمرية
و اشرب بكل الافواه فناجيني في صالات انتظارك
قبل أن أجوب حالما ليالي أجوائك
و كان الشوق رحلة إثر رحلة تنادي بأرقامها نبضاتي
أن التحقي بمقعدك لتحلقي في سمائي
فأجدني أطير بك و معك و إليك
هل مع كل زلة تسقط كل تلك الطائرات الحميمة
و علي من بين أنقاضها البحث مرارا
عن صندوق وردي واحد ليفسر ما جرى
هل أنا في حاجة لعكازة تلسكوبية
أهش بها لعثراتي بين فزاعات حقولك

الأحد، 5 أغسطس 2012

لك العذر وردا






















كان قد بات الشوق بمقلتاي      غير كسول لم تتثائب له أجفان
فأورقت الاحلام بأوتار الفجر      و تدلت عناقيدا من غير أفنان
حتى صيرني أسيرا لريحانة         و بآن محررا كفراشات الجنان
فالريحانة وردة من يوم فاحت      و القلب عاقد بعطرها القران
حتى نذرت لها الصميم محررا       و سموت بها عن كل الحسان
طاب لي العذر لو حتى حمق        أرتضيته بمنتهى ذل و هوان
فأي المجرات يغويها جنوني       إذا ما لفظتني مدارات الهذيان
و أي الطيوف تقايظ أضغاثي      بكذا نشوة صاهلة بالوجدان
و إليها وحدها تأوي خواطري      أنهارا تجتذبها شطآن التحنان
آناء الليل وأكمام النهار سالٍ     أزاول قنوتا لا قنوطا لا سَكَان
ما نقلت فؤادي قيد تنهيدتين      كيف لي و مثقال حبي أطنان
كان قد بات الشوق بمقلتاي       غير خامل و السهاد عنوان
فكتبت باقلام المنى أرجوزتي       و صدقت الرؤيا و بت نشوان
حتى هل الصباح فنهلت روحي     من بعد يباس زلالا من مقلتان
بلسمة لتعب الاعماق و تحِلةً      لشوق لا يضطلع به إلا هيمان
برغم الصد و جفاء رشفت ما     غفر همًا و فقس بعض أحزان
لم أحمل نقمة بل هي النعماء      و إن استأثرتني الحبيبة بالطعان
فكفاني منك يا مهيبة قربا لما      يكتمل مثل هلال ليلة رمضان
بدا ضامرا مهزوزا محدودبا       كوصال العشاق يفته الذوبان
كفاني أن تطهرت مقلتاي من      رجس الغياب و أذى الحرمان
كفاني و قد أشهدت به المكان     أنني سقيت من قربك الشريان
فلك الورد مشتلا حتى ترضين     و لك العذر باقات منه و ريحان
و السماح شريعة الحب و صلح     بشرط النصح لا عود لا إتيان


£