ما كنت أتوقع أن تعيدك إلي بكل هاته السماحة التي لا تخفي غصة متأبطة بقلبك وردة بيضاء أمثولة لا تسمن و لا تغني من حنين
فقط جملة تحمل كما من شجوني و هما من هموم تعود إلى مخيال ثقافي لست أجد فيه ما يثري ما بيننا أو ينقضه
كلمات ميتة كانت قبل أن تحيا على صعيد غير الذي قيلت فيه ذات تأفف حيث وجدت لذى قائلها قوة محاججة لا تفند
هكذا هي الامثال تحاط بهالة من التقديس و بجناس لفظي و سجع حرفي يغري الذاكرة بحفظ مفاتيحها على الرفوف القريبة من عتباتها كي تكون أيسر استحضارا و أسهل ولوجا عند الحاجة و أحيانا بلا أرب أو وطر إليها يذكر
ما كانت الامثال يوما من جوامع الكلم و ما كانت قيمتها الملتبسة إلا من إيمان معتنقي نفاذها بجدواها في التذكير بمواقف و تجارب السابقين أو كما وصفت بأنها حكمة على طبق من ذهب
و الغريب أن تخدم الكثير من الامثال كل النااس و الاذواق و الحالات و المواقف فهي مثل كلام الدبلوماسيين المفتوح على كل الاحتمالات و الفرضيات
و أحايين كثيرة تنحت على هيئة التورية بأن تعني معنى و تقصد مقصدا آخر و هذا هو سبب خلودها من المهد إلى اللحد لانها لا تعدم من يقصد أغوارها و متاهاتها السرية و المعلنة لتبرير وسائله و أغراضه و مشاعر نفسه المتناقضة السوية و غير السوية
كلما وصلت إلى حقيقة مرة سارعت إلى المثاليات القديمة لتغطيتها ’ هذا قول أنسي الحاج
اما أنا فإنني أعود مسرعا إلى سلة الامثال عينها لأستعير منها مثلا و هو رب ضارة نافعة
فما كان أضر ذلك المثل حين اتخذتيه من زاوية ثقافية إيحائية و ما كان أنفعه لفهم سلوكياتي لو نظرت إليه من جانب الكلمة و ما تعنيه بالنسبة لشاعر يحاول ترويض سباع الكلام في حلبة منفتحة على ألف احتمال
ربما أكون مخطئا سيدتي حي التجأت إلى كلمة قيلت مند ألف عام و أسقطتها على صفحات الانترنيت كما تسقط نيازك ما قبل التاريخ على بلاط مرمري قرب حديقة الهايد بارك أو ممر الشنزاليزي
و مع ذلك فها أنا أسحبها معتذرا بحرارة و مرارة الآسف التائب لاننا أبناء اللغة الواحدة و جيران ثقافة محلية واحدة و لا يشفع لي جهلي التكهن بمكامكن الخطر قبل ارتياده
أقول معذرة فهل تكفي