كان قد بات الشوق بمقلتاي غير كسول لم تتثائب له أجفان
فأورقت الاحلام بأوتار الفجر و تدلت عناقيدا من غير أفنان
حتى صيرني أسيرا لريحانة و بآن محررا كفراشات الجنان
فالريحانة وردة من يوم فاحت و القلب عاقد بعطرها القران
حتى نذرت لها الصميم محررا و سموت بها عن كل الحسان
طاب لي العذر لو حتى حمق أرتضيته بمنتهى ذل و هوان
فأي المجرات يغويها جنوني إذا ما لفظتني مدارات الهذيان
و أي الطيوف تقايظ أضغاثي بكذا نشوة صاهلة بالوجدان
و إليها وحدها تأوي خواطري أنهارا تجتذبها شطآن التحنان
آناء الليل وأكمام النهار سالٍ أزاول قنوتا لا قنوطا لا سَكَان
ما نقلت فؤادي قيد تنهيدتين كيف لي و مثقال حبي أطنان
كان قد بات الشوق بمقلتاي غير خامل و السهاد عنوان
فكتبت باقلام المنى أرجوزتي و صدقت الرؤيا و بت نشوان
حتى هل الصباح فنهلت روحي من بعد يباس زلالا من مقلتان
بلسمة لتعب الاعماق و تحِلةً لشوق لا يضطلع به إلا هيمان
برغم الصد و جفاء رشفت ما غفر همًا و فقس بعض أحزان
لم أحمل نقمة بل هي النعماء و إن استأثرتني الحبيبة بالطعان
فكفاني منك يا مهيبة قربا لما يكتمل مثل هلال ليلة رمضان
بدا ضامرا مهزوزا محدودبا كوصال العشاق يفته الذوبان
كفاني أن تطهرت مقلتاي من رجس الغياب و أذى الحرمان
كفاني و قد أشهدت به المكان أنني سقيت من قربك الشريان
فلك الورد مشتلا حتى ترضين و لك العذر باقات منه و ريحان
و السماح شريعة الحب و صلح بشرط النصح لا عود لا إتيان
£
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق