الأحد، 5 أغسطس 2012

لك العذر وردا






















كان قد بات الشوق بمقلتاي      غير كسول لم تتثائب له أجفان
فأورقت الاحلام بأوتار الفجر      و تدلت عناقيدا من غير أفنان
حتى صيرني أسيرا لريحانة         و بآن محررا كفراشات الجنان
فالريحانة وردة من يوم فاحت      و القلب عاقد بعطرها القران
حتى نذرت لها الصميم محررا       و سموت بها عن كل الحسان
طاب لي العذر لو حتى حمق        أرتضيته بمنتهى ذل و هوان
فأي المجرات يغويها جنوني       إذا ما لفظتني مدارات الهذيان
و أي الطيوف تقايظ أضغاثي      بكذا نشوة صاهلة بالوجدان
و إليها وحدها تأوي خواطري      أنهارا تجتذبها شطآن التحنان
آناء الليل وأكمام النهار سالٍ     أزاول قنوتا لا قنوطا لا سَكَان
ما نقلت فؤادي قيد تنهيدتين      كيف لي و مثقال حبي أطنان
كان قد بات الشوق بمقلتاي       غير خامل و السهاد عنوان
فكتبت باقلام المنى أرجوزتي       و صدقت الرؤيا و بت نشوان
حتى هل الصباح فنهلت روحي     من بعد يباس زلالا من مقلتان
بلسمة لتعب الاعماق و تحِلةً      لشوق لا يضطلع به إلا هيمان
برغم الصد و جفاء رشفت ما     غفر همًا و فقس بعض أحزان
لم أحمل نقمة بل هي النعماء      و إن استأثرتني الحبيبة بالطعان
فكفاني منك يا مهيبة قربا لما      يكتمل مثل هلال ليلة رمضان
بدا ضامرا مهزوزا محدودبا       كوصال العشاق يفته الذوبان
كفاني أن تطهرت مقلتاي من      رجس الغياب و أذى الحرمان
كفاني و قد أشهدت به المكان     أنني سقيت من قربك الشريان
فلك الورد مشتلا حتى ترضين     و لك العذر باقات منه و ريحان
و السماح شريعة الحب و صلح     بشرط النصح لا عود لا إتيان


£

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق