الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

في أمس الحضن إليك











أحبك اليوم
و غدا و بعد غد
و لطول العمر
سأورثك لنبضي
جيلا بعد جيل
سأورثك من بعضي لبعضي
جينا إثر جين
 
مكتظ بك أنا
كالكثبان من الصحراء
وفيرة متشبثة و وحيدة
كالريح فيها
مزمجرة لاهثة و شريدة
و كالعيون فيها
متبخرة ماكثة و جليدة
أحاسيسي نميرة بك و لذيذة
 
في أمسٍ الحضن إليك
أكاشف عطرك بين ضلوعي
فتنجبك آهاتي قوس قزح
يحبو عناقي صعودا لالف ليل
تحدودب المسافة ميلا بعد ميل
و أنى لي الهبوط
و أنا ريشة أنتظر هباتك
لأطير و أحط
 
أشتهي ريقك لسهرتي
سيعتق أكثر خمرتي
سيطيل أكثر سكرتي
سيلهم أغزر فكرتي
لسوف يؤرق هجعتي
لكني أحتاجه لجشعتي
 
أشتهي فيك الغرق
أتضوعك بصدري
تطفحين مثل الموج العاتي
أميط عني للعناق المهيب
تلطمني عثاكيلك فترديني
أغالب سنابكك أجهد أقف
أقبظ على ما نلت منك أعصره
أفتح عيناي أصحو
يتناثر الزبد البحري المضمخ بك
نجوما ساخرة في السماء
 
محموما بك
تتصفدك إهاباتي عرقا زكيا
تنبثقين من مساماتي رذاذا شهيا
تتراقصين في خاطري وردا نديا
أراني على أربعين جوادا مطهما
أتمايل عودا أشطح وجدا أرشح بردا
يشنفني بالصليل الشهي رَوْحك
بالنصل الزاهي فوحك
و أنت تنبثقين حبة كستناء بنية
مختالة متغنجة شهية
من شغافها الابريلي الاخضر
يحول بيننا قندول صحراوي شائك
 
,

الأحد، 16 سبتمبر 2012

ألقابي عليك




















 نعم
لقبتك بكل تلك الالقاب المنيفة
لأقل أني أسقطتها عليك مسميات بالكاد هي عناوين
لما استعصى علي كتابته عليك من دواوين
فاختزلتها مانشيتات حمراء و وردية
بالخط المزخرف العريض ألقابا
أنا فقط الضليع بمعناها و تأويلها
 

تلك الالقاب لم تنبت من جلمود مجوف
إنها أعمق من مجرد تفلسف
إنها الجمل المفيدة التي أنجح في صياغتها عموديا
كلما انبطحت لغتي فيك أفقيا
 

هل سمعت بديوان من حرفين
أو مجلد من كلمتين
أو حكاية من تنهيدتين
ليس يكتبه إلا عاشق مثلي
ليس يتنهدها إلا مٌريد مثلي
و ليس يجمعك يا أنتِ
في محظ كلمتين
إلا من بعثرتيه في ألف من شمائلك أو يزيدون
 

ألقابي عليك
هي الأجنة النجيبة من بطون افتتاني
لحظة لا يبقى للكلام عنك بقية أنجبها
تفور وقت تنام على شفتي الأبجدية
و حين ذات تصوير و غزل أحار
من أي البحار
يا بهية أتيك بلؤلؤ و محار
 

ألقابي عليك هي محاججتي القوية
أمام ضعف حيلة مراياي إزاء أبعادك البلورية
أمام قصور أوعية اغتباطي في استيعاب مواجيدي
حال اصطخاب ائتلاقاتك في وريدي
 

تلك الالقاب أحفظها
لا تطلبي إلي أدراجها
دعيها فالروح معقلها و مشكاتها
دونتها في القلب بنبضه
و في الدم بكريات نجيعه
بأي الرقائق بعدهم يجمل أن أكتبها
و على أي البرديات يحمد أن أرسمها
و أي الأحبار تليق بسحرها
أبماء زعفران سوس
أم بورد مكونة أم بدم الغزال
دعيها تتعلق حيث هي عزيزة
نجمات فرقدية و نيروزات و ثريات
 

,
 
 

الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

اللحظة بين عينيك






















اللحظة بين عينيك رخوة كقطر الندى
ما تزال تصول بها خيول الشهقة الاولى
فترديها احتراقا على صعيد شوقي الهائج
ما بالها هشة مثل ندفة ثلج
 
ما ضرها لو راقت بمزاج
و كبلت عقربانها برتاج
و هي السقيمة الرقيقة الشفيفة كريق الزجاج
ما ينفعها أن تكون قاتلة مقتولة كناب العاج
أنا الذي أرغبها كثيفة كغاب الساج
واعدة مكتظة حبلى كأجود الخراج
 
أي لعبة ماكرة تلهوها
في انتظاري تترنح ثملى
تتلذذ كمن يقشر بيضة
لكم يغيضني تسلحفها
تعرج مجهدة
تسخر من طوابير لهفتي بعكازتها
تتخثر حد الشلل
حتى لتكاد تتجلط في عرق الزمن
عبثا أعاونها على مرجحة بندولها
و تنسحب من أكمام المنطق حين وصال
أتراها تطير فرحا بك
إذ تتكتك بسرور
فتصب في نبضي أنهار عجلها
تأتي على أنفاسي بآلة الحصاد
و تكسر تنهيدي و هو ما يزال غض
بكبريت إنضاجها
ما أسرعها
ما أقساها و ما أظلمها
أين تعلمت الرقص على الجليد
حتى تلتهم أجمل وقتي بازدحامها
 

ما يهمني نشاطها أن يضيعني
أما كفاها أنني
بين عينيك
ما أزال خجولا كالاطفال
مترددا مثل الصبيان
مرتعدا كفرخ الحمام
 
 
,

أريدني بين ذراعيك


















و كنت خام صلصال أزهو
أنذر اشتهاءاتي للريح
و أضحك ملء السماء
متفسحا يمرع على الضفاف
لم أذق من أمواه الحنين إلا رشفة العصفور


حين اجتحتيني
أكنت محتاجا لذاك الفيضان
حتى أغرق في لجة عين
فأُمكن النجوم شيبي العتيق
أربعينيا أكتشف له قلبا يخفق
و صبابة صاهلة تحت الضلوع
و عينان تستلذان السهاد
و تورد وجنتان عاودهما الخجل
و غيرة قانية تقتات خزامى الوجل
أكنت بحاجة لذاك اللقاء
حتى تتحرك دلافين الشوق
تستقصي القمر أخبارك
و الأثير أنفاسك

أبعد أن فسقت من وقاري
فاقترفت جريرة العشق
و ارتضاك قلبي موطنا
تتركيني للأوهام تراودني
أما تزالين تذكرين
ذاك الغراب الذي دفناه سويا
ها هو عاد يملأ نعيقه وصيدي
و الطبل الافريقي الذي ذات صباح
زفك إلى خفقاتي
ما يزال يدك وريدي

الاحلام كلها تفضي إليك
و الخاطر يلمظه الهمس الذي صنته لكِ
ما يزال على اللسان ألذغ الجمرات
و أخشى ألا تتمالكين نفسك
حين يوم ألقاك
فتشهقين و تترنحين أو تعتذرين
و أنا أريدكِ محافظة كما أنت
أريدك شامخة مهيبة كنخلة
أرتعش من هيبة ميسانك
و يذهلني اللؤلؤ المتمنع في محارتك
حتى إذا هممت بقطف عنقود ابتسامتك
أصل لاهثا و قد ذابت على هلال شفتيك
أريدك حين تأتين ألا تضاعفي نحوي سيرك
و حين تعانقين ألا تطيلي العناق
فأنا نرجسي أحب اكتشاف شوقي في بلور عينيك
أحبك نزقة لحد التملص أحيانا
و أحبني قرشا قهر المحيطات ليلين بين ذراعيك

أريدني بين ذراعيك
ملحمة لا تعرف الاكتمال
نبوءة في الصدر لا ارتجال
فابقي لأطول ما تستطيعين
مرجانة تستعصي على الغوص
أنا الغطاس الذي لن يلتهمه البرمود
العباس الذي طار باحثا عنك و ما يزال يذود
و الديك الذي باض مرة و لن يعود
أنا الذي قطع نسل الاسطورة برؤياك
أنا شهريار لا أشبع اجترارا
ألف ليلة لا تكفي على عتباتك انتظارا

كنت أنظر للحب نظرة الفراش للزهر
علاقة تضيق و تتسع وفق الفصول
و حين عرفتك
لم أستسغ في الحب الا التمهاهي
خلاصة القول
بدأتها تسلية
و أعيشها الان تصلية
.

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

علمني غيابك



 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
يتنورس الشوق كل مساء
يعود قافلا من رحلة التفتيش اليومية عنك
بعد أن يكون قرع الابواب الموصدة
و درع الدروب الحزنى
أتوجه بطلا و مكرها في آن
بأن نحتسي معا على شرفة الرجاء
فنجان رغوته مرار و قاعه إكسير استمرار
احتفال يومي يشحننا بأمل كي لا نفتر
 
علمني غيابك ألا أسأم
و أن أظل أزعنف مساماتي
حتى صلعتي أبقيها مستنفرة
فإذا أتيت يا حبة العين
لا تتخلف جذور شعيراتها عن خفقة الجسد
 
علمني غيابك أجود صيغ الصبر
فصرت قديسا أداجن الجمر
محتسبا أتأبط العسر
و لا أأنف من الوعر
علمني أن أمارسه كأنما هو أبدي
وأن أعيشه كأنما تأتين غداة غدي
علمني أن أزهد لحد التقشف
إلا في ترقبك أبذخ و أسرف
 
علمني انتظارك أن مناسكه مقدسة
لا تحتمل كفرا و لا تقبل جدالا
فطفقت أولم تنهيدي لمراجل الشوق
عسى أن أستذرًك من بين فرث الغياب زلالا
ما كانت الصحراء لتعطش
لولا أنها أعارت في احتراقها مائها للسماء
فلترتق بدورها السماء غيمها لتنزل مطرا
إن لم يكن من أجل صحراء تعاني محولا
فلإحقاق  معادلة أخد بعطاء عرفانا و جميلا
و أنا أشبه الصحراء بحجم ما وفيت أرغب وصالا
 
علمني انتظارك تجرد المخلصين
تطرف الدهريين و السرمديين
التماهى في تفرد الحالمين 
و التناصَ مع مرايا السرياليين
و كان علمني من أول اللقاء
أنك على متن ألف عام كل مساء تمضين
لكنك ماء العين و بل الشفاه غداة تعودين
 

 
 
.

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

جمرة و وردة



















ما تزال تختبر فيَ بلاهة الطفل
أي وطر تروم ألاً تراني الرجل
إن كانت ضريبة قربها اللاتعقل
فما أجملني وليدا يتدلل


ما تزال تترك لي جمرة مع وردها
و أنا أساير لعبتها
أخشى أن أعقل في نظرها
فلا ترتاح ليلا في خدرها

لا أخشى غضبة الهامان
إن دخلت حديقة قصره بلا استئذان
و عبثت فيه بشقائق النعمان
فأنا طفل يمشي على شوك ورده حفيان

سأمد دائما أصابعي للجمر
الراشد أسير خوفه و الفكر
و الوليد في حل من الحذر
و الحر من يدع الورد إلى الجمر

و قالت كثير عليك
نياشين الشوق على كتفيك
حسبك ما أجود به عليك
إن ربتت يا طفلي على كتفيك

قالت تنصحني جوزيتْ بالخير
أحذرك من الانتظار طول العمر
الترقب ناسه وثابون بغير حذر
ما أجف الصحراء إلا انتظار المطر

 .

ليست أضغاث أحلام


 





 



أغوتني عتمات الليل و خلبتني وشوشات السكون 
فأثخنني الشوق و أضاف إلى جنح الليل البهيم
زعنفة تتخم الحنين في بحر من أنين
تكاثفت علي مشاعر الوحدة
أحسستني مثل فنجان فاغر فاهه فوق طاولة قصية
فيما أريج بنه يغازل بالضفة الثانية وردة عصية
لذت إلى عبقك الصاخب في الروح أفتش عني
فهناك دائما أجدني إذ افتقدني
لأقبض علي متلبسا ألتبسك

أسلمت الوعي للحلم أسكبك في اشتهاء
ألتمسك بأدرعة الحنين
و أستذرٌك بعطش السنين
حتى رأيتك تقبلين
تمشين على سلاف عبراتي المعتقة الأنين
و تلتفين ببعض من وشاح أحمر قاني
جله متماوج يمتد خلفك كنهر شوقي العاني

ازدان الحلم بلا عسر مخاض
تبرعم حتى تجاوز الافتراض
مزمزت كؤوسه و لمظتها فاستفاض
لمست يدك فاحتكت عراجيني كما بداية نوبة صرع
و حين قبلت جبينك في ضرع
أقلعت بيوكميائياتي مثل سرب حجل فزع
رأيتك ترقصين و المطر منهمر خمرا من تحت إبطيك
فتضوع المدى خزامى و قرنفلا حيرانا بين ذراعيك
انتفت انتظارات الصحراء فشرعت تتعرى تحت قدميك
تستبين نضارة عمق ربما لاقت بالتورد الذي تفتق بوجنتيك
فلم تشهد من قبل الفاكهة اللبلابية التي تسلقت نهديك
و لم تذكر أن خيضت على رملتها حرب ضروس كالتي تخوضها عينيك
و أنا أتماهى مع عطش الصحراء رأيتني أني أشرب من حلمتيك
أعصر التوت و الرمان بين صقصلي شفتيك
و التهمنا كجيش نحل أقاحي غنجك المراق من على نحرك إلى أخمصيك

أعلنت في نخيل واحاتي أن تسيد
فالساعة سألهب قممك كما يحرق العود صبيحة العيد
انتصب و روض سعفك لتتهيأ لنافورة مائك العربيد
انتصب هذا أمر ليس خمرا أو أوان التهادي بالياسمين
هذه لحظات يعز فيها النخيل أو يهان

شوقي يشغل كل بوصة مني
لهذا سأرتوي من كل بوصة منك
كل بوصة كتبت شغفها لحميمتها بعطرهما السري
كل بوصة قرأت رديفتها بنهمهما السحري
لم يكن تمة فراغات تشغلها أشتهاءات متمردة
لا سوط لا حوط إلا من برزخ فضولي بارد
كلما رفعني عنك -قيد زغبتين- تصاعد أنفاسي يتسلل بيننا
يضطرني لهبوط إضطراري بإنعاظ ضليع على تضاريسك
حيث أطوي مجددا أنفاسك الملتهبة أصفعني بها
لتتلقف مساماتي خراطيم عطرك
وتلتفح جذوة جسدي بنيران جسدك

تكافئت كل الجوارح و ناضلت ندا لند في النزال الحميم
إلا صلعتي مسكينة قاومت عِنة لما هالها هبوب غذافك الغزير
شَعرك لوحده نشرة أحوال جوية معقدة
أذهل صنوف النسيم و الهبوب و كل الفصول في رقعة عشق شطرنجية واحدة
شَعرك يا أيتها التي جنن محياها البدر إذا اكتمل إنه إذا خسف يروعه سواده
كل شعرة منه رسالة الكترونية تفاقم أيما صبوة زاهدة
كان أنثى مستقلة تتصرف بسجايا عاشقة متوقدة
و هو يمارس شبقا أعثى من ريح صرصر لست أعيذني من سربلتها اللذيذة

صحوت و ما كان الصحو إلا محنة ليلة تزعم أنني أضغاثها
ليلة كانت ستمرق بذنبها من العقاب فسهرتها
أليس عقاب الليلة الجاحدة سهرها
أكان أضغاثا ذاك العرق المسكي النازف ضاريا شممتيه
من شهد قمحي البشارة كيف لم تمسح بهاءه إن كان أضغاثا عتماتك
أكان أضغاثا و قد كنت لنا يا ليلة لست أبخس صنيعك الضريح آوانا
أكان حلمي أضغاثا و قد شهدتِ انغماس فصيح كلي في صريح كلها
أكان أضغاثا أن أرضعتك مع حرماني من ضروع المتعة الفائقة ألبانا تشتهينها
أم حسد هو تحسدين روحين أسري بهما حتى عرجتا
على لحظة عشق في مستقبل تنتظر قدرها

ا