الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

علمني غيابك



 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
يتنورس الشوق كل مساء
يعود قافلا من رحلة التفتيش اليومية عنك
بعد أن يكون قرع الابواب الموصدة
و درع الدروب الحزنى
أتوجه بطلا و مكرها في آن
بأن نحتسي معا على شرفة الرجاء
فنجان رغوته مرار و قاعه إكسير استمرار
احتفال يومي يشحننا بأمل كي لا نفتر
 
علمني غيابك ألا أسأم
و أن أظل أزعنف مساماتي
حتى صلعتي أبقيها مستنفرة
فإذا أتيت يا حبة العين
لا تتخلف جذور شعيراتها عن خفقة الجسد
 
علمني غيابك أجود صيغ الصبر
فصرت قديسا أداجن الجمر
محتسبا أتأبط العسر
و لا أأنف من الوعر
علمني أن أمارسه كأنما هو أبدي
وأن أعيشه كأنما تأتين غداة غدي
علمني أن أزهد لحد التقشف
إلا في ترقبك أبذخ و أسرف
 
علمني انتظارك أن مناسكه مقدسة
لا تحتمل كفرا و لا تقبل جدالا
فطفقت أولم تنهيدي لمراجل الشوق
عسى أن أستذرًك من بين فرث الغياب زلالا
ما كانت الصحراء لتعطش
لولا أنها أعارت في احتراقها مائها للسماء
فلترتق بدورها السماء غيمها لتنزل مطرا
إن لم يكن من أجل صحراء تعاني محولا
فلإحقاق  معادلة أخد بعطاء عرفانا و جميلا
و أنا أشبه الصحراء بحجم ما وفيت أرغب وصالا
 
علمني انتظارك تجرد المخلصين
تطرف الدهريين و السرمديين
التماهى في تفرد الحالمين 
و التناصَ مع مرايا السرياليين
و كان علمني من أول اللقاء
أنك على متن ألف عام كل مساء تمضين
لكنك ماء العين و بل الشفاه غداة تعودين
 

 
 
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق