حين تضحكين
أفتش لي عن لقب
غير الصحراء
حين لا تضحكين
أحسد أبو الهول
على وجومه القصير
حين تضحكين
أندلع متوثبا
بأدرينالين حصان
حين لا تضحكين
أصوم
خشية أن تضحكني البلية
حين تضحكين
يحذف ديك الصباح
لام قلقي .. ق ق
أنت لا تضحكين
أنت ترسلين قارب نجاة
إلى منفى المناجاة
حين لا تضحكين
تتشقق الأخاديد في خدي
لكنها لا تنفلق عن الزهور
حين لا تضحكين
تعتل يماماتي
فتهجم النسور على رأسي
أنت لا تضحكين
إنما تؤسسين لفن
ما كان قط بقائمة الفنون
أنت لا تضحكين
أنت تطيلين عمر النهار
فتعود العصافير إلى أعشاشها متأخرة
أنت لا تضحكين
أنت تطلقين سراح الرحيق
ما يبشر بعسل أنيق
أنت لا تضحكين
أنت تبشرين الفراش
بربيع بشوش
و ضحكتك ذات استثناء
تشق رقبتي
لتبتلع رأسي
.
تعلقي بصمتك في شجرة الثريا
فأنت تفاحة فريدة
تنتظر صدور مرسوم جديد
يلغي لغو الجاذبية القديمة
حتما لا تعرفين
شعور الابريق
الذي صببتٍ منه الفنجان
الذي تقبلينه
و لماذا أتوقع اندهاشك
فالقارورة التي يُشرب
خندليسها حتى تسكر
عادة ما تبقى محايدة
تعتبين على لساني
كأنك لا تعلمين أن سبع سنين
بالكاد ستعلم طفل القلب
كيف يقول أحبك
كي أرضي غرورك الوجيه
سأعترف أني أتعاطاك بقوة
قوتي التي تحسد الاخطبوط
على أذرعته العديدة
منطقي جدا
أن تغضبي لأصالحك
و نعيد المشهد كل أسبوع
لاننا لا نريد لفلمنا أن ينتهي
الطبيعة لا تقبل الفراغ
مثل القلب تماما
فالوقت الذي لا نملأه ة حبا
نشعله عتبا أو حربا
الحب رياضة قلبية
لذلك كل بداية كل أسبوع
نعرضه مجبرين
لبعض الاحماء القاسي
و لأنك ليلى
لا بأس من بعض قسوة
فبغير القاف و السين
لا يمكن أن أكون قيسا
.
كالعادة سأبري قلمي
ليس لأكتب
بل لأضرب وتر أرقي
فربما أجمل الكتابة
أن تكون الان لحنا
سريا تدندنه عروقي
ما أسهل ألا أتوسل الحروف
منتظرا شفقتها
لتترجم أشواقي
فما لي أرصص جدراني
بأحلام لا تلهم غيري
ألا حري بها أعتناقي
سمني الان ما تشائين
بخيل صائم غاضب
المهم أني أوصد أعماقي
جربت أعصرني كأسا
قاب عطش لك
مع جفاف ريقي
جربت أكون بهلولا
إذا ما مسحة حزن مستك
فبضحكتك أشرب ترياقي
جربت أرقص بين عينيك
حروفي جائعة
لم يخجلني قط إملاقي
جربت تفتيتي إليك حد الحصى
شعورا فحسا فما دونهما
فرِحا ما همني استرقاقي
جربت أشعلني لعتمة تلقيها
ذات إسبالة جفن من أسى
فما اعترفتِ إلا بإخفاقي
الان قلتها صراحة
كسرت الموج و الشراع معا
فمن ذا يجبر انطلاقي
قلتها صراحة
وشحت يدي بقول غليض
من ذا يفك وثاقي
فيا ديواني لك الصمت عزاءا
و رايات سود
حتى أنال استحقاقي
.
أتراها رأتني شخت
فقالت ما لي و أحدب
لا تواتي الغمزة
عينا مائها منضب
لا تواتي الهمسة
شفاها أيبس من الخشب
لا تواتي الصبوة
قلبا بعمر أبي لهب
لا يواتي الشوق
أساريرا ما تنتحب
لا يواتي العشق
صدرا لا يضطرب
رتل موالك وحيدا
قد أكل الدهر عليك و شرب
أتحسب قلمك نايا
و دمه ما عاد ينتصب
فشارك هرك الهرم موقده
أنا في غاية اللهب
عاقر برودة قلمك
أنا في منتهى الصخب
عش بقية يأسك
أنا في أول الخصب
بالكاد أرج فنجاني
لأخبٍر مبتدأ الحب
.
كبرتْ على لعبة الحب
تبخس جد الجد
لطفل القلب
كبرتْ على لعبة الحب
قالت. لا ريب
قطار عمرك به عطب
كبرتْ على لعبة الحب
تعقلتْ فعلقت
لا تستساغ لهفة الأشيب
كبرتْ على لعبة الحب
قالت
الغزل لا يبتاع العنب
كبرتْ على لعبة الحب
نقرت بأذني
أما آن لك أن تتعب
كبرتْ على لعبة الحب
يمكنك الان أن تصمتَ
ما عدت تطرب
كبرتْ على لعبة الحب
أحرقتْ كل رسائلي
قالت محض شغب
كبرتْ على لعبة الحب
قالت.ما لي و أرقكَ
الطفل ينام بُعيد المغرب
كبرتْ على لعبة الحب
قالت.استغفرْ نون و القلم
عن جميع ما تكتب
و تذنب
فتب
.
نافذتي عليك
إطار أمنية مديدة
بطول الايام تتعافى
و ليس عليها الزمن يعفى
نافذتي عليك
تطل على بستان منعم
يؤتي أكله في شبع و سغب
حاشا أن يأكل عليها الدهر و يشرب
نافذتي عليك
باص يبعدني عنك
تغص رئة القلب بالشوق
فألوذ لنافذة الإغاثة لأتنفسك
نافذتي عليك
نافذة طائرة تتسربل بأصل المطر
أو نافذة غواصة تحت المحيط
ترى اللؤلؤة مقلدة في أصل محارتها
نافذتي عليك
انفراج التلابيب عن صدر يتنهد
انفراج البتلات عن رحيق يتورد
انفراج الجفون عن عينان تتوقد
نافذتي عليك
إفراج الصباح عن عصفور قلبي
ليغرد بعقيرة زادها حنين
كان طمسها غياب أو ليل
نافذتي عليك
قلبي مفتوح عليك
وجداني مطل عليك
و كلي مشرع عليك
نافذتي عليك
بالاخضر تتملى اخضرارك
بالاخضر تفرح باخضرارك
بأخضرك تكفن قلبي في انتظارك
نافذتي عليك
للقطار الطويل الذي يمضي بي إليك
نوافذ كثيرة تتراقص في الهامش
و نافذتي عليك تابثة في المقدمة
نافذتي عليك
كوة قشيبة في غربال الدنيا الغلابة
الفؤاد أعياه لذغ الورود الكذابة
و وحدها الخضراء المعطار الجذابة
نافذتي عليك
تباشير الربيع و الشتاء
تترى زخات و زقزقات و شهد
أو أحيانا بخصال صيف و خريف تتوعد
نافذتي و نافذتك
حق علي و عليك
أن نبقياها بحول الحب مخضرة
نذوذ عنها من كل عنكبوت يتحين بمضرة
..
و لها أن تقول مبتهجة
هو بدمعه يملح بحري
و بمعسوله يحلي نهري
فما أرغد سمكاتي
و لها أن تقول صادقة
مسكين ما أغشمه
كلما أتاني كشف عن ساقيه
يحسب ظلي الأخضر لجة ماء
و لها أن تقول متعجبة
قدرك أن تستكشفني
مع علمك أن لا قارة جديدة
إلا في طي غيب قلبك
و لها أن تقول واثقة
كل ما كتبته عني
لا يتعدى حجمه
قطر الخالة الواحدة على خدي
و لها أن تقول غير صادقة
ما أجمل شعرك يا هذا
كاذب أنت و لا ريب
فأكذب الشعر أعذبه
و لها أن تقول مزهوة
دعوه فلا ضير إن زاد
على مجانيني مجنون واحد
فأنا ليلى القرن العشرين و واحد
و لها أن تقول منصفة
هو شاعري المجنون
الذي يهيم في ودياني
ليخلد بالبحور ذكري
و لها أن تقول متذكرة
طبلة أذنه من صداي
لا يهتز تشنف تطرابه
إلا بالموافقة الصارمة لصوتي
و لها أن تقول مستبدة
هو بستاني حديقتي
فلا ضير إن حملته النير و الفأس و المحراث
جزاء استمتاعه بورودي
و لها أن تقول معترفة
متعمدة حملقت في عينيه
ذلك كي أروض صقورهما
لأصطاد بها غزلان عيناي
و لها أن تقول و أشكرها
صورتني لهدهده بلقيسا
كي يشيد لي كل صباح
قصرا ممردا من همسه
فأكشف له مرضية
عن سيقان الورد الراقص بداخلي
و عن ابتسامة معطرة تطمئنه
و ترضيه إلى غداة غده
.....
قالت عني
أنا قارورة افتتانه الازلي
جمدت جميع موج بحوره
منذ وصلت ساحله
قالت عني
أنا قصيدة خياله
و بناني يراعته
لهذا لا يكتبني إلا كما أريد
قالت عني
أنا طوق نجاته الوحيد
فليغرق إن يشاء الغرق
لن ينبري إليه إلا طوقي
قالت عني
أنا زفير شهيقه
فليغص بي
إن فكر ألا يتنفسني
قالت عني
إن أوتار قيثارتي
من مسام جلده
لذلك أفعل بقشعريرته ما أشاء
قالت عني
بكل مكان رأفة به
نصبت له مقاعد انتظاري
فحيثما فتش في صدره يجدني
قالت عني
اقتطعت له من الليل
جزءا لابد يسهره
فإن لم يكفه فالليل كله له
قالت عني
سحرته و أخذت بقلبه
حتى لو فكر في الشفاء
فالقلب المعني بالعلة بقبضتي
قالت عني
هو مملوك في مملكتي
فهل للملوك تعريف
غير وشمتي على جبينه
قالت عني
لمرة طوقته بحناني
كي لا يقول عني مستبدة
كي لا يفكر بأنني باردة
قالت عني
أحرقته مرة بلهيب شفتاي
كي يعلم أن أطباقي كلها
كلها حامية
و قالت أيضا بلساني عني
فطمته مبكرا عن صدري
و ألقمته بدل نهدي قلما و دواة
ملهاتين له يكتباني
و يشربني منهما
إلى ما لا ارتواء
....
هي تقول عني
العين التي أصدقتني جمالي
لم يعد فيها ماء
لتنرجس غيري عن جمالها
تقول أيضا عني
اليد التي لوحت لي
ذات صباح
قطفتها عن بكرة تلويحها
و تقول أيضا عني
إن عصاني
فسأريه نمشي
الذي في وجنتاي
نجوما في عز الظهر
تقول أيضا
الطريق الذي لاقاني به
حضرته عليه من العامة
سميته باسمي
تقول أيضا
النافذة التي واعدني منها
هي قبة صخرتي
لحائط مبكاه الازلي
تقول أيضا
فككت شيفرة أسرايره
منذ أول ضحكة
و غيرت إحداثياتها لي
فبسمته و لا ريب لي
تقول أيضا
حتى دندناته أسرت خواطرها
فلا أصدق من قوله
فليغن كل على ليلاه
تقول أيضا
قد سجنته مع صورة لي
في ذات قفص صدره
فكيف أغار عليه
تقول أيضا
لقيته بالكاد يتعلم المشي
و أنا علمته الطيران
و سحبت منه أجنحتي
تقول أيضا
لا خوف عليه
فهو العصفور
الذي كبلته برمش الجفون
تقول أيضا
هو يميزني من بين ألف
كنخلة في مرج
لاشك أنني وردته
تقول أيضا
فإن أمطرت السماء
و لم أره قوس قزحي
فلابد أن يكفر بالمطر
تقول أيضا
في شريط أحلامه
لا تلمع نجمة غيري
لا توجد بطلة غيري
تقول أيضا
أنا النسمة المهذبة
و القطرة العذبة
التي تحطان على قلبه التعب
هذا ما تقوله بلساني عني
..
عفوا حروفي
أقتطفك لها ورودا
فتحتطبها
لمواقد حجود
عفوا حرفي
أعصرك قطرة قطرة
من سلاف النجيع
فتسيلك يا للخيبة
لغدير يضيع
بريت لها قلمي
من قرون صغار الغزلان
فلم تبال
أكان علي
أن أنجرها من عاج الفيل
أو من قرن وحيد القرن
لا أدري يا حبري
ما الذي لا تستسيغه فيك
ربما كان القلم
الذي هو روتين عملها
تنقص و تنقص يا حبري
مع كل قصيدة
مع ذلك لا تهتم
لربما هي تنتظر
أن تستنهض جفافك
متى تنضب
هي لا تعرف
أن القلم يجف
تماما كما تجف ساقية
ترك جهدها سدى
قلمي الذي تتوكأ عليه حروفي
ليحب
تعطيه ظهرها
فينتحب
مشكلة قلمي
أنه لا يعرف من يوم عرفك
من الاسماء مع كثرتها
إلا اسمك
مشكلة قلمي
أنه ما إن عرفك
حتى رسم خطا مستقيما واحدا
يفصله من جهة عن سواك
و يقود قاطرته بلا لف
صوبك
هي لا تعلم بالتأكيد
حجم زخم حنجرة قلم
يلقي إليها كل ساعة
قول القلب الغليض
و لا تعلم ألم مخاض قلم رقيق
و هو يحبل بين العشية و ضحاها
لينجب لها في ذات الليلة
طفلا مدللا جميلا
من واجبي كأب
أن أحفظ بنات قلمي
من الوقوع في أيد
لا تحسن قرائتها
مشكلة قلمي
أن نِصاب المشاعر
لكتابة قصيدة عنها
يتوفر فور الانتهاء من أختها
ما يتعبه كثيرا
مشكلة قلمي
أنه لا يؤمن بالتعددية
فلا هو يغير الالوان
و لا هو يعدد الاسماء
و لا هو يكتب عن قضية
غير قضيته معك
هذا لان الموسيقى التصويرية
أجمل عندها
من الفلم و شخوصه
من السيناريو و نصوصه
و أخيرا يا قلمي
فلتغص غصصا علقية
في حلق مصاصي عطرك
و السارقين بلا إذن
عبيرك
...
النخلة مستوحشة
في الاعالي تربي بناتها
تخشى أن يخالط أصغريهم
(اللسان و القلب)
من يفسد مذاقهم
الغيمة
لا تشرك بني الارض
قرار هطولها
خشية التأثير
على صَرف صِرف نياتها
التي أنجبت
توأما بقلب واحد
خافت
من دنيا بمقلبين
تفصل بين قلبين
غيرت وسادة حرفي
و لم يصالحه أرقه
ابتعت له أخرى
عليها رسوم دراكولا
و لم يتعظ
اقتنيتها له وردية
فجَن ليل أرقه
و جُن
لا تشِك الوردة
إلا حافيا قلبه
من قفاز المراوغة
و أنا ماذا أقول
و البحر بكل ما حوى
ما فتئ لاهثا يبحر
و يمخر
و ما هدأ ساعة في عبه
عبابه
أصلع
و أمشط متجملا
شعري الكث بداخلي
يهرشني
و قد أضيع
في صمتها
إن لم تبحث عني بهمسها
أو تغريدها
ثم ماذا أريد
فمن أصغر منقار
يأتي أصفى تغريد
حشاها تتأسى ببلشون
أو بمالك محزون
سؤال
ألأني أعشقها
من وراء نافذة
يتكسر سريعا
زجاجها
و مزاجها
نصيحة وجيهة
إذا تحجر قلبها
فكن نحاتا
في يدك إزميل و مطرقة
ليس قلما و ورقة
..
ضحكتها أحيانا
عقد لؤلؤ بلا مشبك
لا تجد كيف
على جيد الفرح
تعقده
ساعة حائط بعقرب واحد
البندول يتمايل رقصا
لكن لا يٌعرف بالضبط
لأي مستقر يهفو
باقة سماوية بهيجة
لكن لا تدري
لبعدها عن ذات الحس
لزوم لزامها
قزح تمتد غمزته
من منبت الماء لمصبه
و أنت في صحراء
ما تمطر
تماس ضياء لامع
و أنت المحنط
بلغة عود قرنفلها
لا يصعقك ليزرها
القاف و الهاء
في حصة مخارج الحروف
استعارا صوتها الرخيم
فقلقلا الموال حتى أقلق
كرمة شائت المزاح قليلا
زمت شفتها
فعصرت بدل المعتق
حصرما
مظلة تفتحت بغتة
السماء منسحبة
الزمان أصيل مهرول
و المكان نافذة على خرير ما و زقزقة
إذا زاد رهفك
عن حد لطفها
انقلبت إلى جفافها
ضحكتها أحيانا
...
تنح أيه القلم
سأكتبها اليوم
بعطرها
فلي أن أتوضأ
لشوق في وقته مكتوب
بطيب مسكها على يدي
إن غابت مزنتها
لأن أنفي متهم
بالكفر بجميع العطور
يؤمن فقط بالمسك
الذي بين جنحيها
عطري الرجولي
حتى و هو على الرف
يغار من
عطرها الضواع
يشمه من عيني
عطري الرجولي
في قنينته
يرى عطرها من عيني
قبل أن يشمه
حاسة شمي
تبخس التاجر
أغلى عطوره
توصية عطرها لها
الغزلان
الورود
تأتيني متمسحة
تفتش عن مسكها
لربما تحتدي به
رصيد عطرها
على جلدي
وحده
لا ينفد
عطرها
جلد ثاني علي
فاخر تياه
سلهام السلطان
في عيون كافة العطور
عطرها
هو ساعي الوريد
ما بين أنفي
و باقي جوارحي
عطرها
عود الند متوهجا
في عيون العطور
الحاسدين
عطرها
ملاك معطر
يحرس أنفي
من غوايات المعطًرات
عطرها
قبل أنام
يقرأ علي مُرقيا
ما تيسر من مسكها
منسوب عطرها
في دمي
يقرر
هي الأنثى الخالدة
عطرها
رابط الجأش
في رواق فاخر
يتحدى القوارير بأنفي
يقول
أنفه و الايام
يحكمان بيننا
قبلة فمي
تُسر لشمة أنفي
مم تشتك
ما ضرك الهجر مثلي
ما أضناك الشوق مثلي
...
و هي قرب المطار
فكرت في صندوق أسود
أشحنه
بذكرياتها
الهوينى مشت
فعلى قلبي كانت أقبلت
و على بؤبؤ عيني تولت
عشب دعائي لها مداس
و شسع خطاها من وجيب الانفاس
كأنها تراني ظلا معتما
أو طللا مبهما
فحين أحضر
تشيح بعينيها
لتعاقر أيما شمس
فهل هي من ورود الانس
أم من سلالة عباد الشمس
أوهمت قلبي الصغير
الجائع
بحب وفير بين كفيها
فما أن نقر نقرتين
حتى رحلت
و أغرقتني
و اغرورقت منها خلجاتي
فبأي ذنب من خلجانها
ما إن تعلمت الغوص
لفضتني
ثم أقسمت
ألا تصادفني كل ذات صباح
حتى لو غدت ممراتها بلا أقنعة
حتى لو استنفذتُ
جميع وجوهي
و قتلتني
حيث رمت بي من عل
أدخلتني واسع قلبها
ثم أخرجتني من نافذتها
و أنا كما لا تعلم
كائن بلا أجنحة
أنا الذي
كلما غابت عني
حلت عليها
لهفتي
أنا الذي
من أضلاعي
صنعت الاطار
الذي وضعت فيه صورتها
و هل لها عنوانا
آخر أقصده
غير صدري و فؤاده
و هي التي
كانت تزرع في مسامي
نسيم عطرها
كي تحصدني كلما تشاء
عاصفة لبحرها
و كنت أطلب إليها
أن تمسك حرفي من أذنه
كما تفعل بفنجان قهوتها
لأنه أكثر شوقا
ليلثم ثغرها
و تلثمه
فمهلا أيتها المطيبة مسكا
فما يزال مسك الختام
بعض الشيء مستبعدا
دعي مسك الكلام
و مسك المدام و مسك الملام
يقترفون مناسكهم الحميمة
دعيهم للتلبية و المكاشفة
فلي عندك بهم ألف بيان
و لهم عليك ألف لسان
و لا يهمنك كثيرا أمر الاياب
فليس بين الاحبة من حساب
إني أثمن ذهبك حتى في الذهاب
تناسي قلبا كان منك في عذاب
لا تهتمي إلا بإنعاش السراب
لتظلي تطعمينه لي كالشراب
و اعزفي عزوفك على الرباب
لسنفونية الغياب
مقصية خلف ألف باب
و باب
..