
و هي قرب المطار
فكرت في صندوق أسود
أشحنه
بذكرياتها
الهوينى مشت
فعلى قلبي كانت أقبلت
و على بؤبؤ عيني تولت
عشب دعائي لها مداس
و شسع خطاها من وجيب الانفاس
كأنها تراني ظلا معتما
أو طللا مبهما
فحين أحضر
تشيح بعينيها
لتعاقر أيما شمس
فهل هي من ورود الانس
أم من سلالة عباد الشمس
أوهمت قلبي الصغير
الجائع
بحب وفير بين كفيها
فما أن نقر نقرتين
حتى رحلت
و أغرقتني
و اغرورقت منها خلجاتي
فبأي ذنب من خلجانها
ما إن تعلمت الغوص
لفضتني
ثم أقسمت
ألا تصادفني كل ذات صباح
حتى لو غدت ممراتها بلا أقنعة
حتى لو استنفذتُ
جميع وجوهي
و قتلتني
حيث رمت بي من عل
أدخلتني واسع قلبها
ثم أخرجتني من نافذتها
و أنا كما لا تعلم
كائن بلا أجنحة
أنا الذي
كلما غابت عني
حلت عليها
لهفتي
أنا الذي
من أضلاعي
صنعت الاطار
الذي وضعت فيه صورتها
و هل لها عنوانا
آخر أقصده
غير صدري و فؤاده
و هي التي
كانت تزرع في مسامي
نسيم عطرها
كي تحصدني كلما تشاء
عاصفة لبحرها
و كنت أطلب إليها
أن تمسك حرفي من أذنه
كما تفعل بفنجان قهوتها
لأنه أكثر شوقا
ليلثم ثغرها
و تلثمه
فمهلا أيتها المطيبة مسكا
فما يزال مسك الختام
بعض الشيء مستبعدا
دعي مسك الكلام
و مسك المدام و مسك الملام
يقترفون مناسكهم الحميمة
دعيهم للتلبية و المكاشفة
فلي عندك بهم ألف بيان
و لهم عليك ألف لسان
و لا يهمنك كثيرا أمر الاياب
فليس بين الاحبة من حساب
إني أثمن ذهبك حتى في الذهاب
تناسي قلبا كان منك في عذاب
لا تهتمي إلا بإنعاش السراب
لتظلي تطعمينه لي كالشراب
و اعزفي عزوفك على الرباب
لسنفونية الغياب
مقصية خلف ألف باب
و باب
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق