آية حزني لحزنها
أني دون أن أدرك السر
آثرت ألا أكلم القلب ثلاث ليال سويا
و أن أهجر الحلم الوردي مليا
و أنكس في شواطيء الشوق
لواء الحنين الاحمر
و كنت هالتني دمعة القمر
فتمنيت مسحها دون أسأل ما به
لما ألفيته خاليا من عطره
يحتسي وحيدا ندبه
و يداري عن النجوم عويله
آية حزني لحزنها
إني أنكرت نشوى البسمة و الشاي و الفاكهة
من لزوج غامض بالصدر ألزم تخشعي
أعرف أني أغص بوجع ليس وجعي
لكن أسئلتي الحرى إذ تجس أضلعي
لا تقبض سوى على صرير يزيد التياعي
جحافل تجثو بين عيني تقض مضجعي
و نحيب ليس ببعيد أسمعه بمدمعي
فأشعلت في محراب الدعاء شموعي
و أنشدت تم للمجهول تضرعي
مرثيات من أحر سجعي
فليتني كنت كفكفت بكف رمشي
دمع عيناها
و الدمع ما يزال برعما
..
ليس للنعمان الصاخب
في الوريد سوى شقيقة واحدة
شقيقة بنقاء الدحنون و سحره
طاب لها نهر الحب المتدفق يحملها
على أكتاف الرجاء صوب عينيها
و قد راح نعماني ينحر لها عزلان عشقه
و ينسج لها من حرير أحمره الملتهب شغفا
نمارق وثيرة لمكوثها السعيد
ليس للنعمان إلا الوجه القاني الأحمر
ما تلون إلا بخجل المليحة من أول النظر
أو بحمرة شفق رطيب تدرج ذات همسة
بين شفتيها فطارت إليه فراشات اللهفة دهشات
لتشرب رحيق الورد المثمل في أكف الابتسام
و تنتشي بكؤوس ملائكية الانخاب
معتقها خمر من نهد توت مجنون
لقلبي لون تلك الدحنونة الحمراء
و لمساربه لون سيقانها و شعيراتها الخضراء
هكذا أودعت صفاتها و مذاقها لتجسد الفكرة و الصورة
لكي لا أعصم من الهذيان بها قيد تنهيدة
و هي من هي زهرة الاماسي الدافئة
و المنسمة بالايقاع الفينوسي الضارب عبقه في الوتين
فمساء الجمال و فصوص اليوسفي و أغاريد أقداح الفرح
لحكاية العشق المجيد و صباح الخيرات و تلاوات زارع الرمان
أيها العشق الكامن بين شهقتين الرابض بين شقوة و ابتسامة
السابح بين موجتي غربة و رجاء
الممغنط بين شهدة عسل و جمرة اكتواء
و المسجى بين سكين و كبش افتداء
أيها العشق الممشوق الرائع الفتون مع كل ذلك
لديك دائما متسع للغناء للرقص للحلم و لكتابة الشعر
ببساطة لأنك لست عاطلا عن النبض
.
اليوم جسست ذاكرتي بسماعات الحنين
و مليا أصغيت للنبض مترفا ممشوقا
خالدا يتماوج مثل موسيقا فيفالدي
فشعرتني كتحت الوابل أجري
أمكن القطر اللذيذ من صدري العاري
و أعيذ شذراته من الرقص إلا عليه
في خلفية اللحظة الجليلة
و قد بدت كزفاف تمتد ليلته لست سنوات
يترائى طيف خافت لشارد على غير هوى
منكسر يبحث عمن يٌشَمٍتُ همومه
جائع يفتش عن قضمة عطف تقوم أود فؤاده
مترنح كأنما يحاول القبض بفأل أهازيج العرس
على أجوبة تحوم حوالي راسه
أتراه كان ذاك حاضري
أيا يكن ذاك فإني وجدته يضارعني
لأني ما أوقفت إسرائي حتى تماهيت به
فقادني صوب الزاوية المنزوية عينها التي تخلق سعادتي
و هناك تواسينا و فضفضنا و شربنا من ذات كؤوس الظمأ
و هناك أفصح عني و أفصحت عنه
تلك المليحة أبت أن تفرج عن ابتسامتها المخملية
تريد عقابي لانها تعلم يقينا أن بسمتها تصريح نافذ للفرح
و هكذا تقول لي صراحة
إلزم هذيانك و ارتباكك و اكتل حنينك معادله قناطير يأس عميق
و انثره فهذا فصل النثار و استسق الامطار لتحصد بيادرا من حصار
خبريني فقط
أنت التي تلوين قلبي
كيف لي أن أرمم الذي ظننت توهما أنني كسرته
كيف أضمد الغصن الذي قلت جرحته
و بيني و بينك انقطع الكلام و عرش الملام و ساد الظلام
و انبرى الصدام و الخصام و انقسام بحسام يهدد بانفصام
كيف أفعل و بيننا صيام جمد الاحلام و دس الالغام في دم الاقلام
و كان بيننا ما بيننا التزام و انسجام بحجم الاهرام
أنكل كل هذا تقوضه الاوهام
اليوم جسست نبض الحاضر العاثر الفاتر بعبق الماضي الاخضر المكوثر
فكنت كالمبرزخ ما بين ضفتين متضادتين
فصراط الجحود و الجمود و البعاد و صراط الورود و الوداد و الاعياد
و ما بينهما أنشد طيفي و طيفك
و تباشير زخات مطر و ربيع في الافق
و بعض من عينيك
و شيء من فرحي
و طول ليلة أخرى
في أفق يرتقب
.
لأنها وردة
سأصف لها الشوق بالندى
فلا لون يٌرى له و لا رائحة
إلا في ذاكرة الوردة
لفرط كتاباتي عنها تمتحنني كراستي
تكتب اسمها و بعض مشتقات الحب و الشوق
بينهما نقاط ....
و تدعوني متحدية لأملأ الفراغات
تأخرت ببابها إذ طرقته
بعد لأي سمعت صوت قلبها
معذرة فربتي أضاعت مفتاحي
كان لي قلب آمر فيه و أنهى
تتسلق نافذته اللبلابيات
و أطردهن من الباب الخلفي
إلى أن احتلته وردة مهيبة
دخلتْ من بابه و أخرجتني من النافذة
فتحتْ كل الابواب التي تؤدي إلي
و أغلقت النافذة الوحيدة
التي تؤدي إليها
خلال كل هاته السنوات
ظللت أحفر نفقا تحت المسافة بيني و بينها
أحفر عموديا كلما قدرت أني وصلتها
و في كل مرة أجدها ضللت اتجاهاتي
أطلق صوبها من رشاش قلمي
آلاف الحروف و الكلمات
هامسات باسم الشوق مجراها و مرساها
و كل مساء يحاسبني قلمي
سلعتك يا قلب ردت إليك
من فرط معاقرة ليلتي لتحنانها
آتيها بأنغامي ثملة وسنانة
فما أبدأ بالعزف على طبلة أذن قلبها
حتى تقرعني بطبول صمتها
آتيها بشريط أحلامي
أدير ناعورة الفلم مترقبا دهشتها
منتظرا سقياها و رضاها
فيما لا تنفك تنظر ساعتها منتظرة سدول الستارة
منتظرة شارة النهاية
طال بي تحسس حركات نافذتها حتى أطلت أخيرا
فرحت ضحكت و ارتعشت كعصفور داهمه مطر
في لحظة أغلقَتْها....
غادرتٌ متأبطا إطار النافذة ككنز ثمين
تتوسطه صورة فرحي
.
ماذا سأصنع
بالكحل في يدي
و عيناك الجميلتان
تصران على مخاصمتي
ثرثرتي هي السبب
لكن تفنني معذور
فأنا لا أحب أن أطعمك العسل البائت
و الطباخ و الثرثار قد يخذلهما الملح
إن شاعرا يكتب
عن حبيبة حقيقية ملهمة
ينطفيء ما لم تشحنه
مرة كل أسبوع بخصومة
أتخاصمين الذي جعل
الليل يا ليلى
ترنيمة الصباح
لمنبه جواله
مزيدا من الخصومة
لا تخصم
من تشبثي أخمصا
و لا تبعدني قيد أخمص
تخاصمني
لا أقول تجرحني
بل تحرجني
فدائما ذات النقطة هي السبب
كلما خاصمتني
حاولت جهدك
عبثا أيضا
إخراجي من عنق زجاجتك
كل ما عليك فعله
لتضطريني للهجرة
عائدا إليك بقوة
هو أن تخاصميني
أفهمك جيدا
فأنت تخاصميني عمدا
فتطئطئين حاجبي عينك عني
لكي لا أعود إلا منحنيا هامتي
لكني عكسك تماما
أصالحك فأرفع سقوفي
فمتى ما عدت
عدت مرفوعة الهامات
لكثرة ما صالحتك
صرت عراف نوايا خصوماتك
فلم أعد قارئها فحسب
بل منفذها أيضا
عذر خصامك الوجيه
هو حتمية صلحي
الذي يجيئك دائما مسالما
على فرس أبيض
تصوري ماذا سيحدث لقمي
حين لا يصالحك
سيتحول في يدي فزاعة
تخيف أصابعي
حين تخاصيمني
لابد لي أن أصالح روحي
فانا لا أميز بينها
و بين روحك
ما قضمت تفاحة محرمة
حتى تحاولي طردي
من نور عينيك
صوب ظلام عصر حجري
أن تخاصميني
و لا أنبري لاصالحك
يعني موسميا
أن أقضي هذا الشتاء بلا معطف
فأبق على زهرك
يشرب علي
فإنك إن لم تصالحيني
يأكل علي
ثم يغسل يديه
و قدميه
.
أن تعترفي بالشوق
إنما تعطينني مرآة
فأراني حسب حجمه
على حقيقة جمالي
أن أعترف بالشوق
فإنما أمكنك
من سيرة القلب
تقرئين دفاتره
لكني أعترف بالشوق
جاعلك مرآتي
فيرتد المشهد بصورتك
و ما من صورتي
و أشعل في القلب شمعاتك
أستعير عيناك
أعترف بالشوق
أفعل .. لا أجدك
القمر 14
اليوم كاشفته الشوق
عاد لأول شهره
و ر بما لآخره
كنت أستدل في صحرائي
بعيونك البراقة
فلما أحببتها و أدمنتها
تلاعبت باتجاهات شوقي
هكذا أرسل لها
فراشات الشوق ولهى
فتبالغ في إلهاب ضوئها
لتحرق فراشاتي
أكلما رغبت قريحة شوقي
تصفيقا لوصال
علقت يدَها يدُك
و كلتها ليد الريح تصافقها
و كلما بحت لك بشوق
نشطت أسئلة الشك
و أبقيتها مشرئبة
أبواب الريبة مواربة
كشجرة ذات خريف
ألقي إليك كل ورقي
بعد أن كتبته شوقي
منتظرا ربيعك لأجدد عشقي
بين عشية و ضحاها
أحتاج لرمشي عينيك
وحدهما
ينفضان لشوقي وحشته
كل المشكلة
أنها تقرأ صدفتي الأولى ثم تتراجع
لا تفتح التاليات
لتفوز بهديتي
هذا الاسبوع
دخلتْ مباشرة لحصة الحب
أرجات تمارين الاحماء القاسي
إلى نهايته
أنا لا أطيق إحماءا
لثلاثة أيام بلياليها
لذا سأنكس راية الحب مؤقتا
إن استطعت إلى ذلك شوقا
.