الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

هلوسة قبل ذات سهاد



Laszlo Gulyas


اليوم جسست ذاكرتي بسماعات الحنين
و مليا أصغيت للنبض مترفا ممشوقا
خالدا يتماوج مثل موسيقا فيفالدي 
فشعرتني كتحت الوابل أجري 
أمكن القطر اللذيذ من صدري العاري
و أعيذ شذراته من الرقص إلا عليه

في خلفية اللحظة الجليلة
و قد بدت كزفاف تمتد ليلته لست سنوات
يترائى طيف خافت لشارد على غير هوى 
منكسر يبحث عمن يٌشَمٍتُ همومه
جائع يفتش عن قضمة عطف تقوم أود فؤاده
مترنح كأنما يحاول القبض بفأل أهازيج العرس
على أجوبة تحوم حوالي راسه
أتراه كان ذاك حاضري

أيا يكن ذاك فإني وجدته يضارعني
لأني ما أوقفت إسرائي حتى تماهيت به
فقادني صوب الزاوية المنزوية عينها التي تخلق سعادتي
و هناك تواسينا و فضفضنا و شربنا من ذات كؤوس الظمأ
و هناك أفصح عني و أفصحت عنه

تلك المليحة أبت أن تفرج عن ابتسامتها المخملية
تريد عقابي لانها تعلم يقينا أن بسمتها تصريح نافذ للفرح
و هكذا تقول لي صراحة 
إلزم هذيانك و ارتباكك و اكتل حنينك معادله قناطير يأس عميق
و انثره فهذا فصل النثار و استسق الامطار لتحصد بيادرا من حصار

خبريني فقط
أنت التي تلوين قلبي
كيف لي أن أرمم الذي ظننت توهما أنني كسرته
كيف أضمد الغصن الذي قلت جرحته
و بيني و بينك انقطع الكلام و عرش الملام و ساد الظلام
و انبرى الصدام و الخصام و انقسام بحسام يهدد بانفصام
كيف أفعل و بيننا صيام جمد الاحلام و دس الالغام في دم الاقلام
و كان بيننا ما بيننا التزام و انسجام بحجم الاهرام
أنكل كل هذا تقوضه الاوهام

اليوم جسست نبض الحاضر العاثر الفاتر بعبق الماضي الاخضر المكوثر
فكنت كالمبرزخ ما بين ضفتين متضادتين
فصراط الجحود و الجمود و البعاد و صراط الورود و الوداد و الاعياد
و ما بينهما أنشد طيفي و طيفك
و تباشير زخات مطر و ربيع في الافق 
و بعض من عينيك
و شيء من فرحي
و طول ليلة أخرى
في أفق يرتقب



.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق