الخميس، 19 ديسمبر 2013

رباعيات الحب و الحرب


















عودي مثلما سبق
مدججة بالحبق
تتفجرين بالالق
انشطار قنابلك عناقيده عنب

عودي لحربك الرابحة
جنرالة حسناء متوجة 
سربا من الفراش تتوشحين
و على صدرك الربيع نياشين 

عودي و خصرك يتمنطق 
سلسالا رصاصه زنبق
أنملك على الزناد لا يرق
و رشقك لوز و فستق

ستلفين مملكتي في عرس
دفاعاتي الارضجبحرية في أنس
ألغامي أنبتت ياسمينا ونرجس
و متاريسي رملها صار دمقس

عودي قاتلي الغياب و الصد 
عليك بهما لا رأفة
هدي أسوار الهجر
دمري أعداء الحب

لن أقرع ضدك طبول الحرب
صافرات إنذاري معطلة
منذ وقعة العين الاولى
و غزوك بات المشتهى

لن تحتاجي لارتال و عسكر
وحدك تكفين لحصاري
دكي جدار برلين يفصلنا
فأحلى الهزيمة أنتصار الود

ذوبيني بأسلحة جمالك الشامل
لا تحالفي الناتو و لا وارسو 
فالحرب الباردة أعيت معسكرها
كم أرغبها الان حربا ساخنة

ستكون حربا سلمية
بلا رضوض بلا جراج 
هل يقتل الدم شقيقه
هل يقاتل العاشق عشيقه

عودي بلا مفاوضات
بلا شروط تعجيزية
متى كان المهزوم يشترط
حين يوقع المعاهدات الحميمية

عودي لمعركتك الخضراء
ستجدين حمام الصحراء 
مسالما و زيتونها أخضر
يغني طلع البدر علي

.

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

الورد الحكيم














لا فرق يا ورد
بين البوح الشفهي 
و أن أتوارى خلف القصيد
إنني في الحالين رطب الوريد
مسكون دمي بعطر نضيد
مطوقة عنقي بأسر عتيد
و أهرق أنفاسي للعشق المجيد
الاهم ألا أكبح للشوق جموح النشيد

لا فرق بينهما 
إلا أن يذوب الاول في خضم الكلام
و يسرح الثاني تخلد ذاكرته الاقلام
الكلام يتوقف حال الاصغاءة ثم ينطفيء
و الشعر يسير بلا توقف و لا ينكفيء
الاول فقط يخترق علامة الانتباه العارية
و الثاني لا تخرقه أبدا عوامل التعرية

نعم هناك فرق 
من حقك كل الملام
فلطالما خبرت أثر الكلام 
فرب كلمة لو من ضفة لضفة
وقعها كلثم الشفة للشفة
و رب همسة كتقبيل البضر للحشفة
و أخرى مريرة
على الهضم عسيرة
أجملهن الرقيقات على اللسان
الصادقات التحنان
يرحمن و يرحم بهن المنان
و كلمات فارغات بلا عنان
فقط تقعقعن بالشنان

نعم تمة فرق و صدقت القول
أوردة لها في البيان الطول
حكيمة بليغة أحنانيك
كم يتنرجس الجمال بعينيك
و كم تشتهى الاحبار من بنانيك
فكلماتك إكسير وبلسم
همساتك جوريات تتنسم 
إيماءاتك شهد غير مطلسم
حتى خصامك شراب مسمسم
فصدقت القول وردة
تتنفس الحسن لونا و عطرا
من ذا يبز الورد عطرا و سحرا


:

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

لا يتمثل المطر على هيئة السراب















و تسألينني كيف بعد غياب أراك
فهل أتاك حديث طيفك يغشاني
أنت اللوحة الجوانية الباهرة مذ رأيتك
و أنا أتهجاك على بدء الأمي و ترتدين حلة الربيع 
فكلما أذكرك يتراكم شذى المطر و يشب أريجك في الاثير
هكذا رسمتك في البدء منيفة تقبضين على أصول الجمال
الفراشات من كل صوب تتوق للرحيق الدواخ على شفتيك
البساتين المعربدة في اللون و البريق 
يسحرها كرنفال البهاء على ملمحيك
تسألينني فهل يغير الحلم القرير هناء ما بين إطباقتي جفناي

أما كيف أراني وأرسمني

فإنني التياه كآخر عاشق طعم رضاب الابدية من أهداب عينيك
و كآخر المستكشفين الواصلين لبرزخ سر الضياء
أشكك بوجود الحسن خارج أسوارك و أساريرك
أشكك ببقاء العطر بلا تضوعك
من جين صلصالة الدهشة الاولى
تخلدت فيً اللحظة التي تخطفتني صوب روائك
فسددت من حينها ذرائع الفلسفات المحدقة بايقاع الوجد الاول
مصرا على الإغماءة الشهية لدروشة لا تنفد

أنا عكس الذين يرسمونهم في لوحات 

و ينتظرون بفارغ الصبر
فرجا يرجى خارج إطاراتها
حتى قيل .. الصبر مفتاح الفرج
أنا الفرج يخيفني لانه يافطة الوصول لركضي المحتدم إليك
سيقتل اصطباري الذي أشتهيه متربصا أكتشف كيمياءات التحنان
و ينضب طلب كمال الشوق بقنوع المياومين عند سدرة المغيب
إنني أمدد الازمنة لأنفشها كجبل عهن باحثا عن زخة منك 
انفرطت من عقود الصدى المخضل به ازدحامك فلم ألتقطها
و أنبش في الاثير الهابط منك أفسحه 
فلربما قبسة منك اختلسها صباح ما لشمسه
أو لمسة وسيمة لك طفرت بها المحارات للؤلها السعيد

و لانني أخشى من نقص يعتري سويتي بدون كلك كاملة

أباري أعضائي ببعظها أيهم يجهلك
أو أضعني في سكانير بعد أن أجردني منك للحظة
لاختبر أن لا جارحة يتخلف تهافتها حالما أعيدني أليك
إنها حالة تشبه تطياب حرف .متى. لأجل قطافه لا يسمى
و لكن ما يفعل من ما يزال يتهجاك
بعبقرية ما أنا بقاريء

إن كان للصبر مذاق 

فقد ذقته و أسقيته جمالي 
طبخته مهيلا مترع الجلد
على موقد أثافيها ثلاث
عشق فشوق و الكثير من الرجاء
تسامرت بهم معه في وحشة الصحراء 
وما أزال حلما حلما
أتعقب طيوف المطر أنى يهطل
ما من عدو خشيته معه
فالتيه ما عاد يلعق خرائطي بألسنة لؤمه
و السراب لا يلقمني إلا ملاعقه الصديقة
حتى في نقاهات الليل المفترضة
تطرق الأضغاث باب أحلامي الوردية
فتدخل طرفا غير نشاز في رؤياي
تمرر رسائلا لم تعرف في تعريفها من قبل
تقول ..
لا يتمثل المطر للعاشق على هيئة السراب
فلا تفند رؤيا المطر 
لانه كائن أطهر
فأيما عاشق حق رآه فقد رآه بحق



.

الخميس، 12 ديسمبر 2013

شكرا إطلالتك
















كم من وقت نفيس للحب ضاع 
كم من التفاحات فاتني أكلها
لاني حين أقشرها 
يذهلني غيابك فأجرح القلب
كم سوء فهم سألني شرحه الصباح
لأن اللوحات الي أرسمها ليلا
لا يبقى منها في الصباح غير إطاراتها
كم ساحلا لك رسوته و لم أجد 
إلا أمواجا لا يكسرها إلا العادة
و لا تلوي على رذاذها اللذيذ
كم كشكا كنت أقتني لك ورده
شعرته يود الدمع لو له أعين
أنا الذي كنت أقول
ما أضيع العمر الذي لم أحببك فيه
و لم أنفق من سعة ما بين ساعاته
ضعفي ما أنامه 
لانام في عينيك

إليك شكرا
يا من ضمخت باطلاتك الشفيفة
المثلث الهرمي لانتظاري الطويل
كنت أراكمه لبنة لبنة
أبنيه لحظة لحظة
و في سنامته أنتظرت أن يقبل أبريل
من بعيد على سجادة الربيع
فشكرا شكرا يا مطر
فهناك توقفت لقالق القلق
عن تبييض الايام بمسودات الارق
و عند ذاك تبللت ذاكرة الدحنون
فذاكر العصفور درسه
و استعادت مسامه النبرات المخملية
لهمسك الرخيم

شكرا شكرا
لاطلالتك أنثر النرجس و الياسمين
لا يعلم كم هو مهم فك الحصار
إلا من ولد لكي يطير
من ولد ليعشق



.

تنهيدتان بطعم الورد


















لكم اشتقتها
و لكم اشتقت البوح بها
ما يزال الماضي الجميل
زمنا حيا يستعجله الات
من قال أن الفائت يموت
و قد نقعناه ضد المنون
من ادعى أن الماضي عاقر
لا يلد شبيهه 
أو أنه لا يعود

فيا رعشة الروح تمخضي
عن هذيانك الدفين
لا الدماء تيبست في الوتين
و ليس انقطعت دورة الأنين
فبعد الاربعين 
لا يرتاب الرصين من يقين
و جدا ينضج الحنين
فيحلى كما العنب و التين

الحاء و الباء
فاتنتان من قبيلة تدعى الغرام
تقع تحت ينابيع الاحلام
أسرنني ذات احتلام
فأنجبن مني أنجب شين و قاف
و أردفا بواو ألمعي جدا
يلكز بإضافاته الشقية صهوات الوجد
و يمزمز جذوة الاشتعال

أحبك
أشتاقك
تنهيدتان هما بنتا النبض
رطبتان موجعتان كالورد
تتكاثران كالموج
هكذا هما باختصار
ألا ليت إلاطناب يكفي
فأقيض له تهجيا على بدء
و أحلج السير عن بكرة أخبارها
و دواوين العشق عن أحبارها


.

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

فسيفساء حضورها














لحضورها فسيفساء أرخبيل
و فسيفساء أبريل
إئتلاف استهلاله و منتهاه ماء
و رحيق استدلاله نبيذ فإغماء
ما أبهاها تحيد أول ما تمطر
عن فجاجة اللون و اللامذاق
صوب ممشاها النهري الزلال

لحضورها أيد من شتلات نعناع و حباب
يشتاقها السكر و الشراب
تأتي فتصفع خد الغياب 
تهدر قسوته بمحض هشاشة الماء
فيرى الاضداد في غيبوبته
تتآخى ما إن تسيل
و قد استنكفت لإيجاب امتثال

يكفي أن تحضر
لكي يكفكف طفل الصحراء رمله
فتتحول حباته المشعثة 
بين عينيه لاصداف وردية
و زنابقا لربيع غادر خيبته فأسفر

أليس في غيابها ينكسر النخيل
على مستوى خط الاستواء
و هو يرتجل رقصة الاستسقاء
تنحني سعفه لتترمم بذل البقاء
و تفجر عروقه طبقات الهواء
لمزيد من الاكتواء

لكنها حضرت
فانفرج الملكوت على رحابات الامل
تطعمه أناملها الندية
فلا سقوفا بعد ترتطم بها قصائدي
التي طالما أطلقتها كطائرات ورقية
في أروقة الليل
الفرحة الان فصيحة الانهار
تخلت عن طقطقاتها أصابع الانتظار
أنى ألقي بشباك العين تصطاد لي ابتسماتها

و حضرت 
فالتعلن خيبتك يا هدهد الصبر
استأجرتك على المطر
ليس على زليخاء أو عرش البلقيس أو حتى القمر
لن تخاتل سنابلي لو عجفت بحرير و تبر
إن تنفسي الان أخضر
بعدما كنت أفترش اليابس و أتوسد الحجر


.

الخميس، 5 ديسمبر 2013

دحنون يستعتب المطر



















إخضر أيها المطر
فإليك بين الضلوع ألف وتر
صاخبين كقبيلة من الغجر
فأنت الشغف الاكبر 
و الشراب المبلسم الاعطر
أخضر بعيدا إن تشاء
على أي مرج آخر
لا يهم ... سأسكر
يكفي أن أرى قزحك 
يعانق أقحوانه

سأدين بسقياي
لنداك الفاخر
و إن لمسته في انتشاء الحقل المجاور
سأبتهج
حتى لو هجرتني غزلانك
ملء أباطها مخملي مسكك 
تقايضه عرائش رحيقه

العروق تتمرأى لبعظها
بخرائط النبض تحت لحاظها
و تؤثر على بعظها لو من خصاصة 
ستسرب أقاحيها المشبعة بك
إلي خراجا خصيب الطلع
يذكرني و ما نسيت
بخصال الإنبات العريق
به سأتململ قدر ما يسعفني الندى 
أثقب الظلمات لأتملاك
فما غاية بذرتي إلا انفجارها بالالق

أرح وجيبي عليك لو من بعيد
و سأدين بطمأنتي عليك
للسعادة تستعير الدمع فتندلق
للفرح يطعن وقاحة القلق
لصحوة الروح من الارق

و سربلني 
حيث أنا أتوسوس
تحت صحراء انحبست عنها فترملت
أحتارت
و تسائلت
أنى لمحتكر الحياة
ذهنية ميز تستثنيها
و شريانها التاجي
تتصل أحلامه برنوة من مقلتيك
و أبهرها يفتل حبل سرته صعودا
يستدر من بسمة على شفتيك
فارحم بورا يستمني لذة أبريلك الهارب
و اخضر
إني أنتظر


,

الأحد، 1 ديسمبر 2013

نواعير الذاكرة



















الرحى دوارة
ساعدها حنين عريق 
و جعجعة من وجع لذيذ
تمحص سلاف المسفوف
على أوتار الشجن
لتدكه نبضا بنبض
و ناعورة الذكرى على بدء
لا تنفك تقتفي
بأغوار الصدر باكورة ما ينضج فيه
لتستحلبه لبيدرها سنبلا
طازج الانين

كم من الارطال يلزم
كم من الحقول
كم من السنابل علي طحنها
من أجل نبيذ معتق فاخر
و دقيق صلب
لعجينة لينة
لحروف وردية
تستوعب كلمة الشوق كما أشعرها
جوعا ما من خبز يقيم أوده
و ظمئا لم يبق له إلا البحر ليعبه

الرحى دوارة 
والناعورة تدلقني في زنادها 
كيسا كيسا
دلوا فكأسا
و أنا أفتح إليها طواعية أوردتي
عسى ذكرى ما تقاعست عن المجيء للاعتراف
لتدلو بدلوها 
على كرسي التحنان

بعض الذكريات لهن رأي يستفزني
حين يلذن لشعاب أسافلي
عذرهن ألا جدوى من المكاشفة لغائب
ألا نفعا يرجى من الاعتراف لذاهب
فأقسم لهن أن ضمير ذاك الغائب 
مشتعلة أهلته نارا على علاماتي
و ليس تفقد هويته 
حتى الانفاس التي بين أنفاسي

أذاكرتي لا تساجليني
لن أملها فلا تحاججيني
إن تخشي على أشجارك فرط الاستهلاك
أو تجلط أوراقك على الاشواك
فإن تذكر الربيع للعلم لا يشيخ
هي الماء و هو فرحة انتعاشك
هي الخضرة و بها أشذب ترهلك
و هي الوجه الحسن و به أجمل ابتسامتك
أنا البستاني من أبراج الدلاء درجت
حتى ضيعت مفاتيح السياج متعمدا
كي أنام مفتوح الذاكرة أرويك 
لأرتوي


.