الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

فسيفساء حضورها














لحضورها فسيفساء أرخبيل
و فسيفساء أبريل
إئتلاف استهلاله و منتهاه ماء
و رحيق استدلاله نبيذ فإغماء
ما أبهاها تحيد أول ما تمطر
عن فجاجة اللون و اللامذاق
صوب ممشاها النهري الزلال

لحضورها أيد من شتلات نعناع و حباب
يشتاقها السكر و الشراب
تأتي فتصفع خد الغياب 
تهدر قسوته بمحض هشاشة الماء
فيرى الاضداد في غيبوبته
تتآخى ما إن تسيل
و قد استنكفت لإيجاب امتثال

يكفي أن تحضر
لكي يكفكف طفل الصحراء رمله
فتتحول حباته المشعثة 
بين عينيه لاصداف وردية
و زنابقا لربيع غادر خيبته فأسفر

أليس في غيابها ينكسر النخيل
على مستوى خط الاستواء
و هو يرتجل رقصة الاستسقاء
تنحني سعفه لتترمم بذل البقاء
و تفجر عروقه طبقات الهواء
لمزيد من الاكتواء

لكنها حضرت
فانفرج الملكوت على رحابات الامل
تطعمه أناملها الندية
فلا سقوفا بعد ترتطم بها قصائدي
التي طالما أطلقتها كطائرات ورقية
في أروقة الليل
الفرحة الان فصيحة الانهار
تخلت عن طقطقاتها أصابع الانتظار
أنى ألقي بشباك العين تصطاد لي ابتسماتها

و حضرت 
فالتعلن خيبتك يا هدهد الصبر
استأجرتك على المطر
ليس على زليخاء أو عرش البلقيس أو حتى القمر
لن تخاتل سنابلي لو عجفت بحرير و تبر
إن تنفسي الان أخضر
بعدما كنت أفترش اليابس و أتوسد الحجر


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق