لا فرق يا ورد
بين البوح الشفهي
و أن أتوارى خلف القصيد
إنني في الحالين رطب الوريد
مسكون دمي بعطر نضيد
مطوقة عنقي بأسر عتيد
و أهرق أنفاسي للعشق المجيد
الاهم ألا أكبح للشوق جموح النشيد
لا فرق بينهما
إلا أن يذوب الاول في خضم الكلام
و يسرح الثاني تخلد ذاكرته الاقلام
الكلام يتوقف حال الاصغاءة ثم ينطفيء
و الشعر يسير بلا توقف و لا ينكفيء
الاول فقط يخترق علامة الانتباه العارية
و الثاني لا تخرقه أبدا عوامل التعرية
نعم هناك فرق
من حقك كل الملام
فلطالما خبرت أثر الكلام
فرب كلمة لو من ضفة لضفة
وقعها كلثم الشفة للشفة
و رب همسة كتقبيل البضر للحشفة
و أخرى مريرة
على الهضم عسيرة
أجملهن الرقيقات على اللسان
الصادقات التحنان
يرحمن و يرحم بهن المنان
و كلمات فارغات بلا عنان
فقط تقعقعن بالشنان
نعم تمة فرق و صدقت القول
أوردة لها في البيان الطول
حكيمة بليغة أحنانيك
كم يتنرجس الجمال بعينيك
و كم تشتهى الاحبار من بنانيك
فكلماتك إكسير وبلسم
همساتك جوريات تتنسم
إيماءاتك شهد غير مطلسم
حتى خصامك شراب مسمسم
فصدقت القول وردة
تتنفس الحسن لونا و عطرا
من ذا يبز الورد عطرا و سحرا
:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق