الأحد، 1 ديسمبر 2013

نواعير الذاكرة



















الرحى دوارة
ساعدها حنين عريق 
و جعجعة من وجع لذيذ
تمحص سلاف المسفوف
على أوتار الشجن
لتدكه نبضا بنبض
و ناعورة الذكرى على بدء
لا تنفك تقتفي
بأغوار الصدر باكورة ما ينضج فيه
لتستحلبه لبيدرها سنبلا
طازج الانين

كم من الارطال يلزم
كم من الحقول
كم من السنابل علي طحنها
من أجل نبيذ معتق فاخر
و دقيق صلب
لعجينة لينة
لحروف وردية
تستوعب كلمة الشوق كما أشعرها
جوعا ما من خبز يقيم أوده
و ظمئا لم يبق له إلا البحر ليعبه

الرحى دوارة 
والناعورة تدلقني في زنادها 
كيسا كيسا
دلوا فكأسا
و أنا أفتح إليها طواعية أوردتي
عسى ذكرى ما تقاعست عن المجيء للاعتراف
لتدلو بدلوها 
على كرسي التحنان

بعض الذكريات لهن رأي يستفزني
حين يلذن لشعاب أسافلي
عذرهن ألا جدوى من المكاشفة لغائب
ألا نفعا يرجى من الاعتراف لذاهب
فأقسم لهن أن ضمير ذاك الغائب 
مشتعلة أهلته نارا على علاماتي
و ليس تفقد هويته 
حتى الانفاس التي بين أنفاسي

أذاكرتي لا تساجليني
لن أملها فلا تحاججيني
إن تخشي على أشجارك فرط الاستهلاك
أو تجلط أوراقك على الاشواك
فإن تذكر الربيع للعلم لا يشيخ
هي الماء و هو فرحة انتعاشك
هي الخضرة و بها أشذب ترهلك
و هي الوجه الحسن و به أجمل ابتسامتك
أنا البستاني من أبراج الدلاء درجت
حتى ضيعت مفاتيح السياج متعمدا
كي أنام مفتوح الذاكرة أرويك 
لأرتوي


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق