الأحد، 7 سبتمبر 2014

حبر على الارق
















ما تزال يا حرف تعاتب

تطلب أن أضفر بك الشوق
من حباب الندى الصباحي الثمل
الساهر على خدود الورد 
و جدائلا من رموش الشمس الناعسة
الما تزال بعد لم تتصدر عملقة السماء
و لم تسلط بعد سطوة واقعها 
على غمرة الحواس المسترخية فوق سحائب الاحلام
أن أنحر لاجلك القمر لتشرب كريات دمه
فأكتبك بطعوم التوت و الكرز و الرمان
وبنهاوند الآري المرضب 
و برحيق النرجس و الياسمين


ما تزال تطلب إلي

أن أنزف لاملأ الدواة نجيعا لعروقك المتصحرة
ان اسكب لك و أنا الصيفي المحتد
انفاس الربيع موالا لعقيرتك المبحوحة
ما تزال و ماتزال
تطالبني بترويض المزيد من غزلانك البرية
بتدجين المزيد من خيولك الضارية
بتهجين المزيد من سلالات الشجن
ما تزال تغويني بالانعتاق من غصصي الحرى
لتقوي بانشطاراتي الولهى
أود مجدك على شبابيك العنكبوث
ماتزال توهمني انني حين أنطلق بك في الخلجان
إنما أرتدي بردة الطلاقة
و أردي فيً عبثية الهذيان


ليس غريبا أن تعتب

تعرف جيدا وثرها في قيثارة الروح
مذ كنت القوس و الكنانة و النغم
و الصهيل و الحمحمة لخيول العشق
آمنت بقضيتي وقتذاك و وعدتني فاخلفت
فلم تصدقني رؤيا القمح لخمس سنين دأبا
لم تاتني بقميص مربكتي لارتد بليغا 
لذلك ساهجرك مليا
فما عدت مقتنعا أني أحول بك حصى الصحراء فستقا
و لا رملها زنبقا
و لا ملحها أجاجا


ساهجرك يا حرف كما هجرت

فاوقف عتابك 
انس ملامحك القديمة
تمة عرض آخر غير عروض الفراهيدي
اعف من اليوم رقيبك العتيد من على رعشات أصابعي
أكفر بلونك الاحمر و الازرق نهائيا
و وافني إن تشاء حيثني في السهر
في الليل البهيم
في العتمات 
بعيدا عن الدفتر و الورق
أكاتبها بحبر جديد على الارق




,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق