انتظر يا حرف قليلا
لا يزال في الكنانة أقلام صامتة
لم تبر بعد
لم يتح لمناقيرها الحالمة أن تشدو أنغامها
ألوانها فاتحة كما تخبرني الرفوف الزاهية المتبقية
لقد استهلكتَ البحر الاسود و زحفتَ للاحمر
حتى خشيتُ أن تفرغ منه فلا يبقى لك غير الميت
أخشى الموت عليك يا صديقي
في بحر خال من حوريات تشيعك
فلا أقيم لروحك طقوسا تليق بالمغادرة
على أمل لقاء في الآخرة
كان بيني و بينها أيام ماطرة
استطبتَ رعدها المدوي و برقها المكهرب ونفسيتها المكدرة
استهلكتَ سمائها الملبدة
و معاناتها كونها ستمنح الارض السعادة
كنت تناغي السماء الحبلى
كنت تقول أن الذين يعطون دائما يألمون
فلم لم تفكر في الذين يأخدون كونهم دائما يأملون
هكذا أرختَ للجرح
لم تجرب التأريخ بألوان الفرح
ببهجات القزح
بتدلي الرطب و البلح
بنيرفانا الماء العذب المترقرق
بالشفافية و الصفاء الذي ترتديه السماء بعد مخاضها
هات يا حرف أطباقك المبهرجة
و لتكن من فواكه البر و البحر الطازجة
صرتُ لا أحتمل العقلانية الناضجة
صرتُ أفضل التدحرج من عل و يحدوني أمل
على بطء الحكيم المتعقل
ما عدتُ أرغب في الوصلات المطرزة
و رسائل الغرام الجاهزة
دعني أعبر عني و عنها بالألوان الفاتحة
فلنكن بسيطين جدا
واضحين جدا
نعتنق السلاسة على سطح الأوراق
أجدى من التجديف في الاعماق
ها هي الاقلام متوثبة تشتهي الهمس اللماح
تشتهي تقشير البرتقال و التفاح
و المحار و النقر على كؤوس الراح
هات أحبارا كالعصافير تجيد الصداح
أحبارا تشتاق بطعم الورد الفواح
أحبارا صحية تتحدث الامل كالصباح
هاتها
فما تزال في الشهد شرنقات فتية
طاهرة لم يمسسها لغوب و نقية
ليس فطرتها إلا تذوق أجود الرحيق
و حتما ستستطيع الاشراق و التشويق
استعد قبعة وقارك مليا
اعفني منها كليا
استعدها الان
صرت أكره ظلها الرمادي المستدير كمظلة قش
دعني أخلي راسي من عقد العمش
لمع أبجديتك و ألبسها الفجر
و دعنا نتعاقر في البساطة كما الغجر
في ظل النور و عبق الحبر
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق