الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

و هي تقود سيارة



















ها هي تسوق سيارة
تفتح في نافذتها كوة صغيرة
يهب كل فضولي يصحبها في تجربتها المثيرة 
تربعت باستقامة أميرة
لم تعط للكرسي قعدته الوثيرة
لم تستند بظهره فابتلعت رحابته غصة مريرة

السيارة من الداخل اتخذت هيئة يخت مدلل
تطامنت أجهزتها مثل طيور طلعت على حديقة فل
هدأت مثل غزلان داهمت زهرا و بل

تدوس البنزين يضحك المحرك
ينفرج لها الشارع على سلام الله المبارك

على ضفتي الطريق خرفت الاشجار
ليس حبا في خريف مستعار
بل كي تتلذذ بتطاير أوراقها النضرة
تحت عجلات السائقة الحذرة

تنساب السيارة الغزالة بين الاخريات برشاقة الند للند
لهن الفوضى معربدة و لها زمامات الود
لهن الهرج و لها الخرير مبشر كإقبال السعد
لهن الفزاعات مخيفة و هي تصافح بباقات الورد
لهن الادخنة مزكومة و عندها بعبق بخور العود و الند
 فاتنا رأيته يشبه زينة الرمش المؤثمد


الاضواء الحمراء عجبا لها تخضر
و علامات التشوير تقرأ نواياها فتؤمر
شرطي أذهلته سيارة متأنقة تمر
فكر ,, أم هي سحابة عطر تعبر
نفخ صافرته فلم تصفر
كاد يرقص إذ استحالت بين شفتيه مزمارا يزمر

و هي تمضي في عرضها الكرنفالي
تكللها السيارات ملونات كمهرجان احتفالي
لكأني أسمع الابواق تهلل باسمها يا عيني يا ليلي
و لكأني أراها تحلق كبساط السندباد في الاعالي

طالت الجولة حسب إنشتاين ساعات عدة
لان زخمها لم تحصره عيون و لا أفئدة

عرجت على حين غرة
في أجمل نصف دائرة 
تركت الجموع في دهشة و حيرة

ركنت السيارة باحتراف
أدهش الراكنات أن لاحظن جمال الاختلاف

أدارت المفتاح 
حمحم المحرك بصداح
يشكرها بالهدير المتاح

ترجلت الوسيمة
توقف الزمن للحظة يضبط تقويمه
يستعيد أعشار دقائقه الهائمة
التي تسارع نبضها غداة الرحلة الحالمة

عبرت الانيقة الشارع
بهامة مهيبة القد الرائع
الكل يرنو يتسائل أنى لها هذا الطالع
جاوبتهم ضمنيا تلك هبة الله الرافع
مكرمة لها الشكر الساجد الراكع

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق