أسربلها بالورد
فتكفنني بالاسود
قائلة لي
مت بعيدا عن أبريلي
من موتتي فصاعدا
سأموت و أبعثُ كلما اشتقت
أن أداعب نمل تربتي
بأنملها
سأُبعث كل صباح تقريبا
لأملأ كما كنت رقعة شطرنجها
لأسلي بسوادي حورها
هي بملكتها و ملائكتها البيض
و أنا ببيادقي السود
سأُبعث كلما أيقظ المطر عظامي
كلما أيقظ العطر مسامي
كلما افتقدت القصائد أحلامي
و كلما شعرت بكف رؤوم
تربت بوردة على عدمي
سأموت كما تشاء
و سأفتح هناك بريدا برزخيا
أطل منه كل صباح
لأطمئن بأن الدنيا بالتي فيها
ترفل في خير
صور أيها المصور
التقط عدمي كما تشاء
فقط حذار سطوعها من عيني
و من على جبيني
فهم لا يقبلون ألا صورة شبح
للبطاقة الثبوتية هناك
و إلى النساء المسميات باسمها
قرن أسماءا و أسماعا
فالذي يقرأ أسمائكن عن ظهر قلب
صار عليه تجريب سليمانيته
مع الرفات و شواهد القبور
سأموت الان
فانعيني على نافذتك
قولي لهم مات بأمري
و أمري عليه
إن تعلمون مطاع
.
هذه المرأة
تسكبني في فنجان
ترجني تمجني
ثم لا تسألني إلا عن الربع الخالي
و على المزيد من الزبد
و هو الذي يذهب جفاءا
هذه المرأة
تريدني أن أراها
في صمتها المطبق
فهل ينتفع من في دامس
إن أهديته مرآة
أحسبت أنها تتركني وحيدا
قد علمتني ما يؤنسني
جعلتني أحترف الحرف
فتعاطيته فرض عين
و من قبل أهدتني كراسة كبيرة
لأعاقر فيها سيرة الاشواق
فلا بأس أن تتعاطى حضورها
بفرض كفاية الصمت
هذه المرأة قاسية جدا
أنا الذي كنت أقول
رب قلبها أحن علي من قلبي
رب يدها أربت علي من يدي
و أنا المستمسك بعروة مسكها
المتنسك بمحراب همسها
المتنسم تضوع عطرها
أأغدو الغريب غربة الغراب
بين عصفوري عينيها
هذه المرأة
أعشقها في صمت
و في خجل عذري
حتى أدركت اخيرا
أن اثنان لا يعشقان
المستحي و المكابر
لهذا سأعترف لها بجنوني
أنها المرأة الوحيدة
التي تجعلني أقف
ألف ترميشة زائدة عن الحاجة
ألف من الاسئلة اللجوجة
و ألف ابتسامة تجريبية
أمام مراياها
فلدرجة جنوني مجنون
إنني كلما هممت
أن آخذ صورة
أمسح جبيني
و أفرك عيناي
كي لا تفتضح في صورتي
حتى و أنا أمضي على ورق ما
أعود مرات لأتبين
قبل أن أمضي و ما تيقنت
ما إن كنت وقعت
أم كتبت مسماها
حتى أنني كل ذات تسكع
أقصد بائعي الأسامي التذكارية
المنقوشة على الحجر
لكي أرى كيف ينقش اسمها غيري
و لندرتها العجيبة
لا أجد اسمها منقوشا
إلا في مرمر قلبي
حتى أن سيدة
التفتت إلي مستغربة
كيف تعرف اسمي
أنا الذي ما ناديتها
قدرت أن إلهام شوقي ناداها
لما عرف أن اسمها يطابق مسماها
لدرجة جنوني
كلما ذكر اسمها في التلفاز
أو من المذياع
قفز القلب من صدره
ليلبي
لكم هو اسم علمها المؤنث
نار عشق على علمي
/
أنا لا أريد أن أتذكرك
ببساطة
لاني لا أريد أن أنساك
أنا لن أعود إليك
ببساطة
لأني ما ذهبت عنك
أنا لن أخاصمك
ببساطة
لأني سأخاصمني
أنا لن أجرحك
لانني سأتألم وجعين
فحتما سأجرحني
و لا أحب أن أحبك ثانية
لأني باق بحبي الأول
عاشقا للأزل
اليوم عاتب قلبي ذاكرتي
لانها نسيتك أمدا
فقد مرت عشر دقائق كاملة
و هو ينتظر أن تصله بك
نعم يقرعه العتاب
فالحب الذي لا جديد له
مؤكد ستفنيه رتابة الوقت
و جديد حبي هذا العام
أني أشتاق إليك
خمسة عشر ساعة بالنهار
و أحلم مثلها ليلا
ثم إن مرآتي و أغراضها
كل صباح يحارون من وجهي و أعراضه
فأطمئنهم جميعا
أنا بخير الشوق
المسألة أنني
لن ألتقيها اليوم أيضا
فقد أكون ناقص الفعل
لأن جملتي الفعلية
لا يجملها إلا جمالك
و جملتي الاسمية
لا يزينها إلا اسمك
و قد أكون معتلا
لكني لا أحب أن أتعافى منك
فالذي قال أنني معتل
لا يفهم في صروف الحب
و لا في أحواله
و لا في أفعاله
إنني أشبهني بمعلم في الابتدائي
لا أريد أن أفسر جبرك و نحوك
شرحا أكاديميا و نهائيا
فلابد أن أعود للصفر مع كل فوج
و تقاعدي ما يزال بعيدا
ثم أليس الحب عقدا معقودا معقدا و تعاقدا
و ليس خدمة تنتهي فتقاعدا
ربما تعتقدين
أنني إذ أكتب عنك أفهمك
كأن أقشر برتقالة و أعد فصوصها
إنني أكسر الابجدية شظايا
لربما تتحول الحروف التي أذبحها
يوما لخروف يفتديك من خرفي
و يفتديني
فأي فراغ هائل
سيعصرني
إذا ما جفت قريحتي
أو إذا لم أجد ما يلهمني
لأكتب عنك
لا أعرف
لماذا يعاتبني الحرف
حين لا أكتبك
ألأنه كان الرسول الاول بيننا
فلماذا لا يعاتبك حرفك
أم أنه يغار مثلي
من قلم مطواع بين بنانيك
و مع ذلك
أدعوك لبعض كتابة
فليس منطقيا أبدا
أنْ من الصباح للعشية
يطارح قلمك الارقام
و يطرح قلبك الغرام
,
من قال أنها غائبة
هي لم تغب
فيكفي إطباق الجفن
لتحضر
يكفي فرك عشبهما
لتخضر
بل يكفي شم الهواء
لتزهر
هي لم تغب
لاني دائما بالأخضر
أتخيل خالات خديها
و دائما أرى
نمش وجنتيها
نجوما خضر
لم تتركني وحيدا
ما دام صوتها و مسكها
علامة مسجلة حصريا
في طبلة الأذن
و في قبلة الكف
و إن ظن أحد غيابا
فلا رجعت
لأنها في الأصل ما ذهبت
و لاني لا أريدها قط
أن تنصرف
ثم إن غيابها
ليس حزينا جدا
ما دام هو بعض
من بعض بعضها
فقد يكون الجمود
في علاقة ما
استراحة و هدنة
شرط التحكم به جيدا
كي لا يتحول إلى جحود
و يستحب للحب
أن يعاش بكل ألوان الطيف
فلا بأس بقليل بياض أيضا
مع التذكر دائما
أن الأسود وحده
ليس من ألوان الطيف
و يستحب في الحب
إن انتابه صمت
أن حينا يجمد نهره
فحتى المطر
ينزل ندفا بيضا
إذا ما شعر أن الارض
شعورها متبرد
حتى الماء
من خشية انتحاره
يغير فكرة اندلاقه
كل ذات برودة شلال
بالتجمد
حتى الحر
يسحب جمره
إذا ما القلوب هجرته
صوب قمم تتبرد
حتى المطر
يغيض أمواهه
إذا ما اعتقد العشب
ناكرا المعروف
أنه سيكفي عروقه
بعروقه
حتى الليل
يجن بلا معنى
و يأتي مطفأ النجوم خامل القمر
إذا ما أسبل من يزعم العشق
جفونه دون من يعشق
حتى النهار
يولد خديج الصباح
فاتر الشمس
إذا ما بُيتت نية
بمسح ظل عاشق
يلازم ظل معشوقه
.
و لماذا أسأل
كل غياب لها يطول
و حجتها كما دائما تقول
هي ظروف لا تزول
لماذا أسأل
و الأجوبة ذاتها لا تتبدل
ما عدت أسأل
لأني أعيش وهم حضورها
حد الحذر حتى من النوم
أنعس بنصف عقل
كي لا تغفلني الأحلام بحقيقة غيابها
و كي أعفيها و أنا المواطئها الكذب
من صدق قد تقوله بأنها غائبة
فما راودت النعاس عليها
إلا وجدت أحلامي سبقتني
تفبرك من دوني سيناريوهات حميمة
حلقات أعيش في الصباح تفصيلها
كأني أنا الذي حلمتها
و ليست حلما حلمه حلمي عني
ليس ذلك عجيبا على عاشق
فما دام معي حبها
فلن يقربني لو بسيط ضجر
لو بسيط نفور و كدر
لا و لن يعتورني لو خفيف خور
و لو جميع ما هم بالكون اجتمعوا
فالتقر كعصفورة
مطمئنة هانئة تنام
فما تزال مني في ذات المقام
و أنا الشجرة لا أنام
لأوفر لها أسباب المنام
ففي كل صباح جديد
يحذرني قلبي
هذه فرصتك الاخيرة
لتعشقها أكثر من أي يوم مضى
و يعود يحاسبني كل مساء قائلا
ما عشقتها كما تستحق يا هذا
فحاول غذا
و أتضخم بها عشقا هكذا
يوما إثر يوم
فأنا الولهان
أجتهد إليها بتفان
لان كل حلم بها امتحان
و يهمني أن أعز بحلمي
ليس أن أهان
فما أزال أنتظرها كنسمة
تماما كما انتظرتها من سنين
حائرا
من أي الجهات يحتمل أن تهب
من أي النوافذ
قد تأتي
لدرجة خجلتُ من أماكن انتظاري
تشعرني أني عليها ضيف ثقيل جدا
لدرجة خجلتْ ساعة يدي مني
أشعرها تود لو ينشق جلدي فيبتلعها
فدائما يطول انتظاري
و لا تأتي
فهل تلف شدو عصفوري
فما عاد يغري
تحت تيجان حديقتها
كيف في الماضي ما إن ينبري
حتى تجود براعمها بفاكهة و رحيق
كيف الآن صمًت الحديقة أذنها
و ضنًت حتى بالاصغاء
هي للأمانة تأتي
لكن فقط لتطمئ على مكانتها
و كلما حضرت بعد غياب
أتعمد دفن سؤالي بطمئنة بسيطة
كي لا أضطرها لاختلاق أعذار عبيطة
و كي أجنبني أيضا
هضم العسير على الهضم
هي لا تعرف حر الأشواق
فلدرجة شوقي سماع كلمة الحب بشفتيها
فكرت أول ما تأتي
أن أكتب لها عبارة
أنا أحبك
ثم أستدرجها لقرائتها لي
فربما هكذا أيضا فكر نرسيس
لمن اتهمه بحمق
فالآن أدركت بحق
وجع ألا تعيرك الحبيبة وجهها مرآة
ألا تنيلك بلور بسمتها مرآة
فكان الأفضل هو البحث عن ملامحه
في صدق ابتسامة الماء
لم يعد يهتم ديكي لطلوع الشمس
ليعلن الصباح
أليومٍ أرقت ليلته يُعلن الصباح
ما عاد يهمه أبدا
مجيء شمس
لليلة هي شمسها
و لنهار هي قمره
و تغيرت الفصول
فحتى البرد في وقته
لا يقرسني و إن رغبته
له عذره الوجيه جدا
فيعتذر مني كوني محموم جدا
و ينسحب خائبا
إذ يجدني أتسربل صهيل الشوق
و مع ذلك لا أقنع
و لا أشبع
إن فيها المثنى و الثلاث و الرباع
لذلك أبني من أجلها ديواني شعر
و أكتب لها ألف بيت و بيت
و حتى إن أعجزني فيها العجز
أكتفيت بإسكانها الصدر
;

لست أدري في أي يوم أنا
و لا أريد أن أدري
حسبه انتماءا لعصره الحجري
ليس الأيام إلا التي تأتي بها
تختلف من أنفاس صباحها
تتميز من تبسم ملمحها
و وحدها الجديرة بأساميها
أليس تتكفل بالضرب على الحجر
لتنفجر منه اثنتا عشرة ساعة
من فرح و مطر
كل يوم
أجرب أن أهجر القلق
ثم أحاول أن أضحك
معتقدا أن الدنيا لي ستضحك
نسيت أنها حتى لن تتبسم
و ليلاي ليست تبتسم
صباح هذا اليوم
وجدت وردة حافية في بريدي
فحتى على النعوش المسجاة
ترفق الباقات بكليمات
إنها فقط على القبور تنبت مهملات
و لا تنتابها الحسرات
فمن موقعها لا تتوقع دهشة النظرات
بغض القلب عن حبي
عن شوقي اليومي
فأنا أيضا اعتدتها
و ألفتها
بل أدمنتها
فأي الحانات تكفل لي
كأسا بإلف إلفها
و اشتقتها
لدرجة أنني من تحرقي
تتعقبني هوام الليل
التي تشتاق الانتحار بالضوء
لاني حتى في العتمات
أكاد من شوقي أتوهج
حتى الفراشات
و هي تنزح عن أيامي
لها ذريعة وجيهة جدا
لا تلام عليها أبدا
أن تلحق بالربيع الهارب معها
المزهر حيث هي
حتى القزح
يقلق يوم مطر
بالمثول بين عيني
يخشى و أنا غير موصول
إلا يلاقى بالفرح
و كل يوم أناديها
حتى عيي مني النداء
حتى بح الدعاء
حتى خرس الصدى
هائما على وجهه في المدى
و مع ذلك
أتعاطي الأيام بالشوق ذاته
لا أؤجل شوق يوم إلى غده
لا أدعه يتراكم على بعضه
و أشربه هنيئا لأعطش للذي بعده
ببساطة لأني متأكد جدا
أن لكل يوم شوقا يتخمر
و تحنانا ينتظر
.