الأربعاء، 21 يناير 2015

بألوان الطيف




















من قال أنها غائبة
هي لم تغب
فيكفي إطباق الجفن
لتحضر
يكفي فرك عشبهما
لتخضر
بل يكفي شم الهواء
لتزهر

هي لم تغب
لاني دائما بالأخضر
أتخيل خالات خديها
و دائما أرى
نمش وجنتيها
نجوما خضر

لم تتركني وحيدا
ما دام صوتها و مسكها
علامة مسجلة حصريا
في طبلة الأذن
و في قبلة الكف

و إن ظن أحد غيابا
فلا رجعت 
لأنها في الأصل ما ذهبت
و لاني لا أريدها قط
أن تنصرف 

ثم إن غيابها
ليس حزينا جدا
ما دام هو بعض
من بعض بعضها

فقد يكون الجمود
في علاقة ما
استراحة و هدنة
شرط التحكم به جيدا
كي لا يتحول إلى جحود

و يستحب للحب
أن يعاش بكل ألوان الطيف
فلا بأس بقليل بياض أيضا
مع التذكر دائما
أن الأسود وحده
ليس من ألوان الطيف

و يستحب في الحب
إن انتابه صمت
أن حينا يجمد نهره

فحتى المطر
ينزل ندفا بيضا
إذا ما شعر أن الارض
شعورها متبرد

حتى الماء 
من خشية انتحاره 
يغير فكرة اندلاقه
كل ذات برودة شلال
بالتجمد

حتى الحر
يسحب جمره
إذا ما القلوب هجرته 
صوب قمم تتبرد

حتى المطر
يغيض أمواهه
إذا ما اعتقد العشب
ناكرا المعروف
أنه سيكفي عروقه 
بعروقه

حتى الليل
يجن بلا معنى
و يأتي مطفأ النجوم خامل القمر
إذا ما أسبل من يزعم العشق
جفونه دون من يعشق

حتى النهار 
يولد خديج الصباح
فاتر الشمس
إذا ما بُيتت نية
بمسح ظل عاشق
يلازم ظل معشوقه


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق