الثلاثاء، 13 يناير 2015

أيام الشوق






لست أدري في أي يوم أنا
و لا أريد أن أدري
حسبه انتماءا لعصره الحجري
ليس الأيام إلا التي تأتي بها
تختلف من أنفاس صباحها
تتميز من تبسم ملمحها
و وحدها الجديرة بأساميها
أليس تتكفل بالضرب على الحجر
لتنفجر منه اثنتا عشرة ساعة
من فرح و مطر

كل يوم 
أجرب أن أهجر القلق
ثم أحاول أن أضحك
معتقدا أن الدنيا لي ستضحك 
نسيت أنها حتى لن تتبسم 
و ليلاي ليست تبتسم

صباح هذا اليوم
وجدت وردة حافية في بريدي
فحتى على النعوش المسجاة
ترفق الباقات بكليمات
إنها فقط على القبور تنبت مهملات
و لا تنتابها الحسرات
فمن موقعها لا تتوقع دهشة النظرات

بغض القلب عن حبي
عن شوقي اليومي
فأنا أيضا اعتدتها 
و ألفتها
بل أدمنتها
فأي الحانات تكفل لي
كأسا بإلف إلفها

و اشتقتها 
لدرجة أنني من تحرقي
تتعقبني هوام الليل
التي تشتاق الانتحار بالضوء
لاني حتى في العتمات 
أكاد من شوقي أتوهج

حتى الفراشات
و هي تنزح عن أيامي
لها ذريعة وجيهة جدا
لا تلام عليها أبدا
أن تلحق بالربيع الهارب معها
المزهر حيث هي

حتى القزح
يقلق يوم مطر
بالمثول بين عيني
يخشى و أنا غير موصول
إلا يلاقى بالفرح

و كل يوم أناديها
حتى عيي مني النداء
حتى بح الدعاء
حتى خرس الصدى
هائما على وجهه في المدى

و مع ذلك
أتعاطي الأيام بالشوق ذاته
لا أؤجل شوق يوم إلى غده
لا أدعه يتراكم على بعضه
و أشربه هنيئا لأعطش للذي بعده
ببساطة لأني متأكد جدا
أن لكل يوم شوقا يتخمر
و تحنانا ينتظر



.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق