و لماذا أسأل
كل غياب لها يطول
و حجتها كما دائما تقول
هي ظروف لا تزول
لماذا أسأل
و الأجوبة ذاتها لا تتبدل
ما عدت أسأل
لأني أعيش وهم حضورها
حد الحذر حتى من النوم
أنعس بنصف عقل
كي لا تغفلني الأحلام بحقيقة غيابها
و كي أعفيها و أنا المواطئها الكذب
من صدق قد تقوله بأنها غائبة
فما راودت النعاس عليها
إلا وجدت أحلامي سبقتني
تفبرك من دوني سيناريوهات حميمة
حلقات أعيش في الصباح تفصيلها
كأني أنا الذي حلمتها
و ليست حلما حلمه حلمي عني
ليس ذلك عجيبا على عاشق
فما دام معي حبها
فلن يقربني لو بسيط ضجر
لو بسيط نفور و كدر
لا و لن يعتورني لو خفيف خور
و لو جميع ما هم بالكون اجتمعوا
فالتقر كعصفورة
مطمئنة هانئة تنام
فما تزال مني في ذات المقام
و أنا الشجرة لا أنام
لأوفر لها أسباب المنام
ففي كل صباح جديد
يحذرني قلبي
هذه فرصتك الاخيرة
لتعشقها أكثر من أي يوم مضى
و يعود يحاسبني كل مساء قائلا
ما عشقتها كما تستحق يا هذا
فحاول غذا
و أتضخم بها عشقا هكذا
يوما إثر يوم
فأنا الولهان
أجتهد إليها بتفان
لان كل حلم بها امتحان
و يهمني أن أعز بحلمي
ليس أن أهان
فما أزال أنتظرها كنسمة
تماما كما انتظرتها من سنين
حائرا
من أي الجهات يحتمل أن تهب
من أي النوافذ
قد تأتي
لدرجة خجلتُ من أماكن انتظاري
تشعرني أني عليها ضيف ثقيل جدا
لدرجة خجلتْ ساعة يدي مني
أشعرها تود لو ينشق جلدي فيبتلعها
فدائما يطول انتظاري
و لا تأتي
فهل تلف شدو عصفوري
فما عاد يغري
تحت تيجان حديقتها
كيف في الماضي ما إن ينبري
حتى تجود براعمها بفاكهة و رحيق
كيف الآن صمًت الحديقة أذنها
و ضنًت حتى بالاصغاء
هي للأمانة تأتي
لكن فقط لتطمئ على مكانتها
و كلما حضرت بعد غياب
أتعمد دفن سؤالي بطمئنة بسيطة
كي لا أضطرها لاختلاق أعذار عبيطة
و كي أجنبني أيضا
هضم العسير على الهضم
هي لا تعرف حر الأشواق
فلدرجة شوقي سماع كلمة الحب بشفتيها
فكرت أول ما تأتي
أن أكتب لها عبارة
أنا أحبك
ثم أستدرجها لقرائتها لي
فربما هكذا أيضا فكر نرسيس
لمن اتهمه بحمق
فالآن أدركت بحق
وجع ألا تعيرك الحبيبة وجهها مرآة
ألا تنيلك بلور بسمتها مرآة
فكان الأفضل هو البحث عن ملامحه
في صدق ابتسامة الماء
لم يعد يهتم ديكي لطلوع الشمس
ليعلن الصباح
أليومٍ أرقت ليلته يُعلن الصباح
ما عاد يهمه أبدا
مجيء شمس
لليلة هي شمسها
و لنهار هي قمره
و تغيرت الفصول
فحتى البرد في وقته
لا يقرسني و إن رغبته
له عذره الوجيه جدا
فيعتذر مني كوني محموم جدا
و ينسحب خائبا
إذ يجدني أتسربل صهيل الشوق
و مع ذلك لا أقنع
و لا أشبع
إن فيها المثنى و الثلاث و الرباع
لذلك أبني من أجلها ديواني شعر
و أكتب لها ألف بيت و بيت
و حتى إن أعجزني فيها العجز
أكتفيت بإسكانها الصدر
;

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق