الأربعاء، 21 مارس 2012

لا يجدي النسيان
















ألما اكتملت فيك الرؤيا
و ابتهجت بك الدنيا
و تنهدت منك وسائد شوق لياليا
و تبسملت بك الصباحات مثل رقيا
فانسكبت من كبد الاحلام سواقيا
و اندلقت من وحي الرجاء أمانيا
تطلبين إلي نسيان رجائيا
فقلت اهجرني مليا
أنا لست نبيا و لا وليا
حتى أعصم من شبق رغابيا
حتى أمحو ذاكرة ملئى بك و بيا

أكان لما طلبت سوء تدبرا
أكان منك تكبرا
أم كان تجبرا
أكان لما انحبست عطرا
و تقمصت فتورا
بسبب ندم بخل أم تنمرا
أم كان اختبارا
أكان الحب عارا
و قد عشناه سعيرا
أن نجازيه نارا
أن يكون له النسيان ستارا
و نغلق عليه التابوت دارا
أليس الدحنون لنا شعارا
متى اتخذ أشواكا و إبرا
وديع حالم رقيق فرح مسرورا
سخي حنون للربيع بشيرا
للكون معطارا
و للعشاق بارا

لا نسيان يجدي
ما كان مثل البلور
ما كان في الدم يفور
و زرعا في الشعور
و من أطلق الجذور
في الاغوار
و ما بين النور و النور
 
 
 
 
 

الأحد، 18 مارس 2012

هي و الدحنون الحنون


















كيف اقترنت أيا الدحنون الجميل
بأسطورة عشقي النبيل
برقتك استمطرتُ السحاب الجليل
ما كان أن يلهمني مثلك النخيل
من يوم استحممت بعبقها العليل
و أنا أحمل لها الشوق الغليل
أنت و هي توأم في الروح أصيل
من يوم آنس حرفي لديك الصهيل
و أنا في عشقكما أغرب قتيل
لا الصيف ينعيك لدي الرحيل
لا الشتاء الحزين الطويل
لا الليل لا الغروب لا الاصيل
أعانقكما حتى في الخريف البخيل
لا تخطيء روحي إليكما السبيل
حتى غدت كل الشهور عندي أبريل
من يوم لهوت ببتلاتك المحال و المستحيل
فعددت بكل بتلة قولي الثقيل
و أنا أرى عليها خدها الاسيل
أرى فيها حسنها البلامثيل




الدحنون الحنون














يا عبقا آويته شغف الروح من أول اللقاء
مذ حررت مضغتك من بين أشداق الشقاء
وأنا أتجدجد متغزلا لم يعيني النداء
ما أزال أمثل عاشقا يستهويه الإفضاء
إلى حيث أتفردس بين عرائش النقاء
إلى حيث الدحنون حنونا بلا انتهاء
ما أزال أتأبط إليك الربيع كله ثناء
لأغرسه لك مشتلا و ديارا و هواء
ما أزال على ضفافك أريقني كاسات رجاء
حالما أبتلع حتى الشقاء انتشاءا



الخميس، 15 مارس 2012

و أصبحنا غرباء














و أصبحنا غرباء
تنكرنا الكراسي الحالمة
فالنافذة الاثيرة تمضغ في ظل الغياب
أعشاب السراب بنكهة الرحيل
و رقعة الحروف في الكيبورد الحزين
لا تفهم ذخان أصابعنا المحترقة
و لا يفهم الشوق الماثل تلقاء الانفاس
كيف استحالت أكفنا الممدودة مطفاة 

و القلم بين أصابعها غليونا
كيف فقدت الكلمات في قاموسنا وخز الابهار
كيف تعرت في اللوحات التي رسمناها الاشجار
كيف طفقت الورود بقساوة الاحجار
كيف انطفأ الوهج في الامل الدفين
و هو يجتر في صمت عنين
بقايا مطر كان هطل أوائل الشتاء الضنين



و أصبحنا غرباء
مثل عصفورين التقيا في العراء
ينكرنا همسنا الما يزال يرابض في الخفاء
و ينكرنا اللقاء
و الحناجر التي صدحت بالغناء
حتى انكرتنا الاجنحة التي حلقت بنا في السماء



و أصبحنا غرباء
لا ينكرنا الماضي مثلما يخون الحاضر و الآت
نربت بالحنان على الحكايانا القديمة
فنعيش اللحظات مثلما كانت
تنجب من مخاضات الشوق قبلا
تروي من غدير الهمس عسلا
و نطبق على صناديق الذكريات الجميلة
نهاتفها في الغيب
ومن وراء حجاب نعانقها
كي لا يخضلها هواء الرحيل المسموم



و أصبحت غريبا كيف أستطيع
إستبعاد ما في الوريد من نجيع
ما قتل الصحراء إلا تمرد الربيع
كلما غافلتني عنك قيراطا
سمعت ثغاء شوقي في بساتينك



 

الخميس، 8 مارس 2012

لا تؤاخذني قلمي




















لا تؤاخذيني يا أورقي
فلا تثريب على عاشق يلاقي
من
يا من أطبخ على صعيدك الراقي
طحالب الروح اللازبة في أعماقي
ما إن تتناوشك أشواقي
حتى يقفز بين السطور مسماها
فتشرع بلا كلل تغنيها
تسرد لها من حكايا الحنين شيقها
تتآمر و قلمي و حروفي و الكثير مما يسكنني من سجاياها
تتنفسون الصعداء و أنتم تتخيلون عيناها
تحرثون لها السماء وردا
تنشؤون لها في الغيم مجدا
تزرعون لها الرمال رمانا عنبا و شهدا
و تريقون لها من أنفاسي راحا عنبرا و ترياقا
فتعشوشب المناجاة بكم
و أأتلق بكم لرضاها


لا تؤاخذوني يا أقنومي الجميل
أن توقف الصبيب 

إن ت
فهي من تستعجل الامور
في شوقها
في وصالها
و في تبريراتها
كل شيء عندها من قاموس جاهز
حتى في هروبها استعجلت
و تركتها كلمة حارقة على شفتاي
فلمن تقولونها
تحبونها
كلمة تقتطعون من بين أضاليعكم آهاتها
لترممون بالبوح بها
شقوق الفراغات

مسبحة كريمة




















لا أستطيع تخيلني بلا أنت
أحمل تفاصيلك معي حيثما كنت

أسكن إليك أنى أقلت
أتأبط شذاك أنى أقمت

أنثرك بذور خير أنى مررت
أمررك بأضلاعي على أكف الرجاء تميمة
على جيد العمر و مسبحة كريمة
ثلاثة و ثلاثين زمردة تتلألا
في خيط حريري ترجو صومعتي ضمته

حاشا أن أنوء بحمل هو أنت
أنا بوزنه أثقل تنهيدتين
من ومضة الشفق ومن آهة غمامتين
و أخف به مثقالين
من أهرامات خوفو و من تمثال أبو الهول
عصورا يناظران عين الشمس ما أعياهم التملي
فما أزال أنظر في عينيك عسى يوما أن أعانق التجلي
فأنت لسنونوات أحلامي الحصن الحصين
و أنت ملح الايام و سكرة الفناجين
لا أهدأ إلا حين أوهم الروح
أنني أتوسد ساعديك

أنني تحت رمشيك





الأربعاء، 7 مارس 2012

المهم أنني حي

















ما زلت أعزف في براري الروح
و على جريد العمر ألحان الغياب
و أُغمد طلعي الفائق الاشتياق في تجاويف الأماسي
أهازيج خصب أبثها عبر الاثير
عله يكتظ بك ذات مساء
بأفواجك الملتهبة
لتجتاحني


ما زلت ممشوق الإنتظار
أبرم من وخز الشوق أوتار أنس
أهيفا تتفضفض علي أوراق الزهر
يتوشحني الإهاب المعنف مذ قددته
فالدم مني بعطر المسك مفتضح
والعظم بأزيز ذاك الجدجد مبرح
و الأوردة روافد بالعنا تنضح


أحبك أيها المسكي العبير
و كلما أسهبت في التفكير
تلقفتني سهوب التكفير
بربك هل أنت جدير
لدرجة أن أوصم فيك بالسكير
فأي الآثام اقترفت
سوى أني أعتنقت الإخلاصوقراطية
راعي قطيع أحلام منذ استأمنتها لدي
و أنا مفطموم من ضجعة راحة
و من كأس راح أنقعه بزعفرانك لا تشاركينيه


و أطمس أغاريد الاطيار المدندنة في الجوار
ليهجرها الفرح فيتبناها الأسى
و البلل الشهي للتوت و التفاح و الرمان
أتعمد رؤيتها بريبة طوارق الصحراء
لا يقين لديهم إلا ما تلمسه شفاههم
ولا إيقاعات أستلذها و لا طربا
سوى ذاك الطبل اللجوج الذي يدك الحشا
يجعل كياني مستنفرا و في حالة حرب
كقبيلة غزت ليس من أجل الغزو
بل من أجل أن تغزى انتقاما آلالف المرات



أحبك أيها الغائبقراطي
و سأبقى أراكم وردي و عطري
إلى أن تتسلل يوما إلى قفيري
و لن أصنفك مغضوبا عليه في مملكتي
و كوني أعيش أزمة انفصام
و منهك لا يقبل الاستسلام
وشعوري بأعضاء حشاي تصطك
فهي أعطاب حين تؤوبين
سأعرف كيف أرممها
المهم أنني حي أرزق

الثلاثاء، 6 مارس 2012

عالق الى يوم تعتقين




















برغم جفاف الينابيع
برغم ذبول العناقيد
و تجلط الدم في الاماليد
ما يزال يعرش عطرك في الوريد
و العرق المسكي فيضان شديد
تحت جلدي مثل نبيذ لذيذ
ما أزال أشربه لو تحت الجليد
فيروي بالشوق حقول التناهيد


برغم الطرد من تياك البساتين
ما أزال تحت خذر الرياحين
و رهن اعتقال الياسمين

أضج بالحنين
لا الطرد كان بلسما للانين
لا هو احتضار و لا هو قيد التكفين
في برزخ أنا عالق الى يوم تعتقين


ما أزال بقيود الورد مسلسلا
في محاريب الشوق متبتلا
في زنازين الحلم مكبلا
بالرخيم من ذاك الهمس مزلزلا
بذات العيون مجندلا
و بنفس السهام مقتلا


و تتسائل أماتت اللواعج الكانت جياشة
أتوقف الرقاص عن أداء فالسات الحشاشة
هل انقضى سفيف الرمل من على البسيطة
أنا الذي نذرت العشق بعدد حباته
أنا الذي اجتباه الحب من علياءه
و اصطفاني العشق له في الارض خليفة
لا حكيما ينعي احتضاره
لا عرافا يدجل سريرته
و لا طبيبا يقرر سريريا موتته
حتى لو توقف نبض القلب
و تمزق شرياني الابهر

الأحد، 4 مارس 2012

الشمس بدونها




 



















لا تتورع الشمس عند كل مغيب في أن تنكص بنفس الطقس المختل عاطفيا المخلف في الروح خذلانا بحجم الهالة التي ترسمها تلويحتها في السماء
تمتقع احمرار كي يبدو تماديها اليومي في عدم البر بوعدها أمرا حتمي القدرية و أن الامر يخرج من مشيئتها في آخر لحظة
فبعد أن تبدأ النهار بسرابياتها الأقرب إلى الكمال و بفرضيات بعدد خيوط أشعتها التي تمرجح اللحظات و الثواني لتصنع الوهم الكبير كما يفعل محرك الدمى أمام أنظار الصبية البريئة التصديق
فهي تعود بنفس الصفاقة لتنجح في كنس الاف الاحتمالات المفعمة بالرجاء في لحظة واحدة و لتدس في الروح أكذوبتها الاثيرة
أنها ستعود في الغد بسفن ترسو مع الفجر محملة ببراميل من عطرها و بسلال من وردها
لا أملك إلا مسايرة الاكذوبة الجميلة و بنوع من التواطؤ المتعمد اللذيذ إذ ما الذي سأفعله بالمشط في كفي إن لم تأت الصباحات هكذا منفوشة فأواضب على تجميلها و تسريح عبوسها
قرأت ذات مطالعة أن الذي ينتهي ببطء لا يعود أبدا وكون الشمس تموت ببطء مقيت و تنجح في العودة في الصباح الموالي يعزيني كثيرا
فإنها و إن انتهى و مات ببطء شديد و حذر و على مراحل ما كانت عليها هيئاتها في الماضي إلا أنها تاتي على كل حال بعبق منها و لو من عنق زجاجة داكنة الاثير
هذا جعلني أكفر بالمقولة النظرية أن كل الاشياء الجميلة تنتهي صلاحيتها بسرعة
فكما كنت أقول لها سأحبك طول العمر
أعود لاعترف لها بحب كحب الشجر للمطر
و عشق لازم لزوم الليل للقمر
و أعود لأعترف لها
أن الايام مغمضة دونها
غاضة الخواطر إلا على عليها
خرساء إلا من رجع همسها
خاوية جيوبها إلا منها
فساعاتها لا تندلق إلا من كفيها
لا تشرق شموسها إلا من حاجبيها
لا تتنفس رئاتها إلا مسكيها
و لا تأفل إلا على أمل خطويها
ما من لحظة خالصة التجرد منها
و كل هنيهة أغفل قيد أنملة عنها
تتبعها صحوة جاحظة عليها
أستيقظ بحب البقاء فزعا إليها
مشتاقا بنزق شرنقة ضي عينيها
فلا الايام أيام إلا على قيد ذكراها
و لا الانفاس أنفاس إلا ما اختضل بعطريها
فما للصباحات هكذا تتضور بالانين
تستجدي جيما واحدا بألف من حروف السين
محتطبة مثلما يباب الغابة الحزين
تتعرى مثلما أشجار تشرين
وما أزا انتظر من يوقف هذا الطنين
و ريحا منسمة تميس الذخان من على البساتين
ألا من يغتال هذا الضباب الذي يقاسمني لذة الحلم الدفين
و يواريني كل ليلة بعيدا عن أرض الفرح العنين