الأحد، 4 مارس 2012

الشمس بدونها




 



















لا تتورع الشمس عند كل مغيب في أن تنكص بنفس الطقس المختل عاطفيا المخلف في الروح خذلانا بحجم الهالة التي ترسمها تلويحتها في السماء
تمتقع احمرار كي يبدو تماديها اليومي في عدم البر بوعدها أمرا حتمي القدرية و أن الامر يخرج من مشيئتها في آخر لحظة
فبعد أن تبدأ النهار بسرابياتها الأقرب إلى الكمال و بفرضيات بعدد خيوط أشعتها التي تمرجح اللحظات و الثواني لتصنع الوهم الكبير كما يفعل محرك الدمى أمام أنظار الصبية البريئة التصديق
فهي تعود بنفس الصفاقة لتنجح في كنس الاف الاحتمالات المفعمة بالرجاء في لحظة واحدة و لتدس في الروح أكذوبتها الاثيرة
أنها ستعود في الغد بسفن ترسو مع الفجر محملة ببراميل من عطرها و بسلال من وردها
لا أملك إلا مسايرة الاكذوبة الجميلة و بنوع من التواطؤ المتعمد اللذيذ إذ ما الذي سأفعله بالمشط في كفي إن لم تأت الصباحات هكذا منفوشة فأواضب على تجميلها و تسريح عبوسها
قرأت ذات مطالعة أن الذي ينتهي ببطء لا يعود أبدا وكون الشمس تموت ببطء مقيت و تنجح في العودة في الصباح الموالي يعزيني كثيرا
فإنها و إن انتهى و مات ببطء شديد و حذر و على مراحل ما كانت عليها هيئاتها في الماضي إلا أنها تاتي على كل حال بعبق منها و لو من عنق زجاجة داكنة الاثير
هذا جعلني أكفر بالمقولة النظرية أن كل الاشياء الجميلة تنتهي صلاحيتها بسرعة
فكما كنت أقول لها سأحبك طول العمر
أعود لاعترف لها بحب كحب الشجر للمطر
و عشق لازم لزوم الليل للقمر
و أعود لأعترف لها
أن الايام مغمضة دونها
غاضة الخواطر إلا على عليها
خرساء إلا من رجع همسها
خاوية جيوبها إلا منها
فساعاتها لا تندلق إلا من كفيها
لا تشرق شموسها إلا من حاجبيها
لا تتنفس رئاتها إلا مسكيها
و لا تأفل إلا على أمل خطويها
ما من لحظة خالصة التجرد منها
و كل هنيهة أغفل قيد أنملة عنها
تتبعها صحوة جاحظة عليها
أستيقظ بحب البقاء فزعا إليها
مشتاقا بنزق شرنقة ضي عينيها
فلا الايام أيام إلا على قيد ذكراها
و لا الانفاس أنفاس إلا ما اختضل بعطريها
فما للصباحات هكذا تتضور بالانين
تستجدي جيما واحدا بألف من حروف السين
محتطبة مثلما يباب الغابة الحزين
تتعرى مثلما أشجار تشرين
وما أزا انتظر من يوقف هذا الطنين
و ريحا منسمة تميس الذخان من على البساتين
ألا من يغتال هذا الضباب الذي يقاسمني لذة الحلم الدفين
و يواريني كل ليلة بعيدا عن أرض الفرح العنين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق