الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

أنقاض العسل














أترى ما يزال متسع للحلم
في هاته الصحراء الموحشة
و قد سف رملها
انقعر نخيلها
هج غزالها و طيرها
و لا تنبؤات لاخبار الطقس
بسماء تتلبد 
أو غيوم بعيدة تبشر بالمطر

مذ جف العشب على شبابيكي
و الحلم الذي كان طوق ورد
الكان ينام قرير الصحو في الخلد
ويبش على محيا الايام الابتسام
مذاك و هو حكاية من ملاحم المحال
تستنزف أنفاس الرجاء 
و تقود حتما صوب الهباء

و كنت أخالني و إياها شمعتان
و إن على شمعدانين ومشكاتين
شمعتان بشعلة واحدة
تحمران تتوردان تذوبان
فيلتقي سلاف الصهير المطهر على سطورنا
همسا يعبد الرمل تحت حلمينا
يوحد القلبين في تنهيدتين لا ثالث لهما
يعدم المسافة ما بين النبضين بدون معادلات أوعقد
كم كان المدى وقتداك مشبعا بالامل
مخضلا بالمسك 
و مخضرا كالربيع

ما زلت أذكر البداية
جاء إلي صباح ما بطيف من الجمال
نبذته في الروح كآية في الكمال
نفخت عليه بكل ما أوتيت من تحنان
رقيته ضد الاحزان
على عاتق الحرف و بأكف الورد
أنضجت إليه الخاطر و القصيد و الابتهال
حتى هجرت وسائدي من أجل ان أنام في عينيه
قبل أن ينأى عن جانب ضلعه الايسر 
فتسلل إلينا خناس مجهول الهوية
أقام بدل المرصوص صروح الظن
غلف بالشمع الاحمر حبال الوصل
و أذاب العسل مهراقا لذببة الريب
حتى زحفت كلها بنهم
لانقاض عسل بقطب تجمد

هناك تعليق واحد:

  1. شمعتان بشعلة واحدة
    تحمران تتوردان تذوبان تنيران معا
    و تحترقان معا بنار شوق تمزج صهيرهما و تتوأم فتيلهما
    لا أن تتركا مجالا لمداد حبر من قلم سوء ظن ان يخمد نورهما و يصلب شمعدانهما

    ردحذف