ظل رمشيها الاخضر
يمتد لما وراء حدود البصر
كظل دوحة جليلة
تغالي بورفها حد البطر
أسير و أسير
و أنا أسير ظل أخضر
يتراكض أمامي كسرب فراش أخضر
يبحث عن منبع اخضراره
إن ملت مال
إن انبطحت انداح
و حين آوي إلى فراشي الحميم
يفتح في داخلي أرخبيلا أخضر
أبعدني عن الزحام
عن ضجيج الارصفة
عن ضيق الممرات
أخشى على ظلها من وطأة العابرات
من انكماشات الزوايا
من المسالك المنغلقة
و حين لا يكون بد
أطويه كأعز الاسرار
لحين جلوسي على أفق رحيب
بعيدا عن غوايات الزليخات
فأنشره فيئا عطرا لعصافيري الحالمة
هي الورد
و الورد وحده يصنع الظل الاخضر
لانه لا يعترش إلا العشب الاخضر
هي درة نفيسة
و الزمرد وحده يبكي الضوء
أول نظره يخضر بصيصه
و هي الالق الحكيم
و الخِضر رجى الانبياء صحبته
فما اسطاعوا صبرا
أن يقتل و يخرق أو يطلب أجرا
وحدها الصحراء أدركت حكمته
فاخضرت ذاكرة رملته
و البحر شرب من فنجانه
فاخضرت أمواه خلجانه
لي في رفقة ظلها
صبر أيوب صدق رؤياه
و مناجاة ذا النون
ليس يحتاج قبسا في الظلمات
فالشمس من صدره تضوت
فاشرأب اليقطين من كل التلال
يعرض أخضر الظلال
هل يلزم الظل ضوء يتقمصه
فهي نور الصباح و قمر المساء
لا أوقاتي في التحنان
تعتل من لسع العقارب
لا فصولا يتعبها الدهر
فتغير جلدها لمسميات أخر
فهي الربيع
و كل الشهور أبريل أخضر
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق