آية حزني لحزنها
أني دون أن أدرك السر
آثرت ألا أكلم القلب ثلاث ليال سويا
و أن أهجر الحلم الوردي مليا
و أنكس في شواطيء الشوق
لواء الحنين الاحمر
و كنت هالتني دمعة القمر
فتمنيت مسحها دون أسأل ما به
لما ألفيته خاليا من عطره
يحتسي وحيدا ندبه
و يداري عن النجوم عويله
آية حزني لحزنها
إني أنكرت نشوى البسمة و الشاي و الفاكهة
من لزوج غامض بالصدر ألزم تخشعي
أعرف أني أغص بوجع ليس وجعي
لكن أسئلتي الحرى إذ تجس أضلعي
لا تقبض سوى على صرير يزيد التياعي
جحافل تجثو بين عيني تقض مضجعي
و نحيب ليس ببعيد أسمعه بمدمعي
فأشعلت في محراب الدعاء شموعي
و أنشدت تم للمجهول تضرعي
مرثيات من أحر سجعي
فليتني كنت كفكفت بكف رمشي
دمع عيناها
و الدمع ما يزال برعما
..
ليس للنعمان الصاخب
في الوريد سوى شقيقة واحدة
شقيقة بنقاء الدحنون و سحره
طاب لها نهر الحب المتدفق يحملها
على أكتاف الرجاء صوب عينيها
و قد راح نعماني ينحر لها عزلان عشقه
و ينسج لها من حرير أحمره الملتهب شغفا
نمارق وثيرة لمكوثها السعيد
ليس للنعمان إلا الوجه القاني الأحمر
ما تلون إلا بخجل المليحة من أول النظر
أو بحمرة شفق رطيب تدرج ذات همسة
بين شفتيها فطارت إليه فراشات اللهفة دهشات
لتشرب رحيق الورد المثمل في أكف الابتسام
و تنتشي بكؤوس ملائكية الانخاب
معتقها خمر من نهد توت مجنون
لقلبي لون تلك الدحنونة الحمراء
و لمساربه لون سيقانها و شعيراتها الخضراء
هكذا أودعت صفاتها و مذاقها لتجسد الفكرة و الصورة
لكي لا أعصم من الهذيان بها قيد تنهيدة
و هي من هي زهرة الاماسي الدافئة
و المنسمة بالايقاع الفينوسي الضارب عبقه في الوتين
فمساء الجمال و فصوص اليوسفي و أغاريد أقداح الفرح
لحكاية العشق المجيد و صباح الخيرات و تلاوات زارع الرمان
أيها العشق الكامن بين شهقتين الرابض بين شقوة و ابتسامة
السابح بين موجتي غربة و رجاء
الممغنط بين شهدة عسل و جمرة اكتواء
و المسجى بين سكين و كبش افتداء
أيها العشق الممشوق الرائع الفتون مع كل ذلك
لديك دائما متسع للغناء للرقص للحلم و لكتابة الشعر
ببساطة لأنك لست عاطلا عن النبض
.
اليوم جسست ذاكرتي بسماعات الحنين
و مليا أصغيت للنبض مترفا ممشوقا
خالدا يتماوج مثل موسيقا فيفالدي
فشعرتني كتحت الوابل أجري
أمكن القطر اللذيذ من صدري العاري
و أعيذ شذراته من الرقص إلا عليه
في خلفية اللحظة الجليلة
و قد بدت كزفاف تمتد ليلته لست سنوات
يترائى طيف خافت لشارد على غير هوى
منكسر يبحث عمن يٌشَمٍتُ همومه
جائع يفتش عن قضمة عطف تقوم أود فؤاده
مترنح كأنما يحاول القبض بفأل أهازيج العرس
على أجوبة تحوم حوالي راسه
أتراه كان ذاك حاضري
أيا يكن ذاك فإني وجدته يضارعني
لأني ما أوقفت إسرائي حتى تماهيت به
فقادني صوب الزاوية المنزوية عينها التي تخلق سعادتي
و هناك تواسينا و فضفضنا و شربنا من ذات كؤوس الظمأ
و هناك أفصح عني و أفصحت عنه
تلك المليحة أبت أن تفرج عن ابتسامتها المخملية
تريد عقابي لانها تعلم يقينا أن بسمتها تصريح نافذ للفرح
و هكذا تقول لي صراحة
إلزم هذيانك و ارتباكك و اكتل حنينك معادله قناطير يأس عميق
و انثره فهذا فصل النثار و استسق الامطار لتحصد بيادرا من حصار
خبريني فقط
أنت التي تلوين قلبي
كيف لي أن أرمم الذي ظننت توهما أنني كسرته
كيف أضمد الغصن الذي قلت جرحته
و بيني و بينك انقطع الكلام و عرش الملام و ساد الظلام
و انبرى الصدام و الخصام و انقسام بحسام يهدد بانفصام
كيف أفعل و بيننا صيام جمد الاحلام و دس الالغام في دم الاقلام
و كان بيننا ما بيننا التزام و انسجام بحجم الاهرام
أنكل كل هذا تقوضه الاوهام
اليوم جسست نبض الحاضر العاثر الفاتر بعبق الماضي الاخضر المكوثر
فكنت كالمبرزخ ما بين ضفتين متضادتين
فصراط الجحود و الجمود و البعاد و صراط الورود و الوداد و الاعياد
و ما بينهما أنشد طيفي و طيفك
و تباشير زخات مطر و ربيع في الافق
و بعض من عينيك
و شيء من فرحي
و طول ليلة أخرى
في أفق يرتقب
.
لأنها وردة
سأصف لها الشوق بالندى
فلا لون يٌرى له و لا رائحة
إلا في ذاكرة الوردة
لفرط كتاباتي عنها تمتحنني كراستي
تكتب اسمها و بعض مشتقات الحب و الشوق
بينهما نقاط ....
و تدعوني متحدية لأملأ الفراغات
تأخرت ببابها إذ طرقته
بعد لأي سمعت صوت قلبها
معذرة فربتي أضاعت مفتاحي
كان لي قلب آمر فيه و أنهى
تتسلق نافذته اللبلابيات
و أطردهن من الباب الخلفي
إلى أن احتلته وردة مهيبة
دخلتْ من بابه و أخرجتني من النافذة
فتحتْ كل الابواب التي تؤدي إلي
و أغلقت النافذة الوحيدة
التي تؤدي إليها
خلال كل هاته السنوات
ظللت أحفر نفقا تحت المسافة بيني و بينها
أحفر عموديا كلما قدرت أني وصلتها
و في كل مرة أجدها ضللت اتجاهاتي
أطلق صوبها من رشاش قلمي
آلاف الحروف و الكلمات
هامسات باسم الشوق مجراها و مرساها
و كل مساء يحاسبني قلمي
سلعتك يا قلب ردت إليك
من فرط معاقرة ليلتي لتحنانها
آتيها بأنغامي ثملة وسنانة
فما أبدأ بالعزف على طبلة أذن قلبها
حتى تقرعني بطبول صمتها
آتيها بشريط أحلامي
أدير ناعورة الفلم مترقبا دهشتها
منتظرا سقياها و رضاها
فيما لا تنفك تنظر ساعتها منتظرة سدول الستارة
منتظرة شارة النهاية
طال بي تحسس حركات نافذتها حتى أطلت أخيرا
فرحت ضحكت و ارتعشت كعصفور داهمه مطر
في لحظة أغلقَتْها....
غادرتٌ متأبطا إطار النافذة ككنز ثمين
تتوسطه صورة فرحي
.
ماذا سأصنع
بالكحل في يدي
و عيناك الجميلتان
تصران على مخاصمتي
ثرثرتي هي السبب
لكن تفنني معذور
فأنا لا أحب أن أطعمك العسل البائت
و الطباخ و الثرثار قد يخذلهما الملح
إن شاعرا يكتب
عن حبيبة حقيقية ملهمة
ينطفيء ما لم تشحنه
مرة كل أسبوع بخصومة
أتخاصمين الذي جعل
الليل يا ليلى
ترنيمة الصباح
لمنبه جواله
مزيدا من الخصومة
لا تخصم
من تشبثي أخمصا
و لا تبعدني قيد أخمص
تخاصمني
لا أقول تجرحني
بل تحرجني
فدائما ذات النقطة هي السبب
كلما خاصمتني
حاولت جهدك
عبثا أيضا
إخراجي من عنق زجاجتك
كل ما عليك فعله
لتضطريني للهجرة
عائدا إليك بقوة
هو أن تخاصميني
أفهمك جيدا
فأنت تخاصميني عمدا
فتطئطئين حاجبي عينك عني
لكي لا أعود إلا منحنيا هامتي
لكني عكسك تماما
أصالحك فأرفع سقوفي
فمتى ما عدت
عدت مرفوعة الهامات
لكثرة ما صالحتك
صرت عراف نوايا خصوماتك
فلم أعد قارئها فحسب
بل منفذها أيضا
عذر خصامك الوجيه
هو حتمية صلحي
الذي يجيئك دائما مسالما
على فرس أبيض
تصوري ماذا سيحدث لقمي
حين لا يصالحك
سيتحول في يدي فزاعة
تخيف أصابعي
حين تخاصيمني
لابد لي أن أصالح روحي
فانا لا أميز بينها
و بين روحك
ما قضمت تفاحة محرمة
حتى تحاولي طردي
من نور عينيك
صوب ظلام عصر حجري
أن تخاصميني
و لا أنبري لاصالحك
يعني موسميا
أن أقضي هذا الشتاء بلا معطف
فأبق على زهرك
يشرب علي
فإنك إن لم تصالحيني
يأكل علي
ثم يغسل يديه
و قدميه
.
أن تعترفي بالشوق
إنما تعطينني مرآة
فأراني حسب حجمه
على حقيقة جمالي
أن أعترف بالشوق
فإنما أمكنك
من سيرة القلب
تقرئين دفاتره
لكني أعترف بالشوق
جاعلك مرآتي
فيرتد المشهد بصورتك
و ما من صورتي
و أشعل في القلب شمعاتك
أستعير عيناك
أعترف بالشوق
أفعل .. لا أجدك
القمر 14
اليوم كاشفته الشوق
عاد لأول شهره
و ر بما لآخره
كنت أستدل في صحرائي
بعيونك البراقة
فلما أحببتها و أدمنتها
تلاعبت باتجاهات شوقي
هكذا أرسل لها
فراشات الشوق ولهى
فتبالغ في إلهاب ضوئها
لتحرق فراشاتي
أكلما رغبت قريحة شوقي
تصفيقا لوصال
علقت يدَها يدُك
و كلتها ليد الريح تصافقها
و كلما بحت لك بشوق
نشطت أسئلة الشك
و أبقيتها مشرئبة
أبواب الريبة مواربة
كشجرة ذات خريف
ألقي إليك كل ورقي
بعد أن كتبته شوقي
منتظرا ربيعك لأجدد عشقي
بين عشية و ضحاها
أحتاج لرمشي عينيك
وحدهما
ينفضان لشوقي وحشته
كل المشكلة
أنها تقرأ صدفتي الأولى ثم تتراجع
لا تفتح التاليات
لتفوز بهديتي
هذا الاسبوع
دخلتْ مباشرة لحصة الحب
أرجات تمارين الاحماء القاسي
إلى نهايته
أنا لا أطيق إحماءا
لثلاثة أيام بلياليها
لذا سأنكس راية الحب مؤقتا
إن استطعت إلى ذلك شوقا
.
حين تضحكين
أفتش لي عن لقب
غير الصحراء
حين لا تضحكين
أحسد أبو الهول
على وجومه القصير
حين تضحكين
أندلع متوثبا
بأدرينالين حصان
حين لا تضحكين
أصوم
خشية أن تضحكني البلية
حين تضحكين
يحذف ديك الصباح
لام قلقي .. ق ق
أنت لا تضحكين
أنت ترسلين قارب نجاة
إلى منفى المناجاة
حين لا تضحكين
تتشقق الأخاديد في خدي
لكنها لا تنفلق عن الزهور
حين لا تضحكين
تعتل يماماتي
فتهجم النسور على رأسي
أنت لا تضحكين
إنما تؤسسين لفن
ما كان قط بقائمة الفنون
أنت لا تضحكين
أنت تطيلين عمر النهار
فتعود العصافير إلى أعشاشها متأخرة
أنت لا تضحكين
أنت تطلقين سراح الرحيق
ما يبشر بعسل أنيق
أنت لا تضحكين
أنت تبشرين الفراش
بربيع بشوش
و ضحكتك ذات استثناء
تشق رقبتي
لتبتلع رأسي
.
تعلقي بصمتك في شجرة الثريا
فأنت تفاحة فريدة
تنتظر صدور مرسوم جديد
يلغي لغو الجاذبية القديمة
حتما لا تعرفين
شعور الابريق
الذي صببتٍ منه الفنجان
الذي تقبلينه
و لماذا أتوقع اندهاشك
فالقارورة التي يُشرب
خندليسها حتى تسكر
عادة ما تبقى محايدة
تعتبين على لساني
كأنك لا تعلمين أن سبع سنين
بالكاد ستعلم طفل القلب
كيف يقول أحبك
كي أرضي غرورك الوجيه
سأعترف أني أتعاطاك بقوة
قوتي التي تحسد الاخطبوط
على أذرعته العديدة
منطقي جدا
أن تغضبي لأصالحك
و نعيد المشهد كل أسبوع
لاننا لا نريد لفلمنا أن ينتهي
الطبيعة لا تقبل الفراغ
مثل القلب تماما
فالوقت الذي لا نملأه ة حبا
نشعله عتبا أو حربا
الحب رياضة قلبية
لذلك كل بداية كل أسبوع
نعرضه مجبرين
لبعض الاحماء القاسي
و لأنك ليلى
لا بأس من بعض قسوة
فبغير القاف و السين
لا يمكن أن أكون قيسا
.
كالعادة سأبري قلمي
ليس لأكتب
بل لأضرب وتر أرقي
فربما أجمل الكتابة
أن تكون الان لحنا
سريا تدندنه عروقي
ما أسهل ألا أتوسل الحروف
منتظرا شفقتها
لتترجم أشواقي
فما لي أرصص جدراني
بأحلام لا تلهم غيري
ألا حري بها أعتناقي
سمني الان ما تشائين
بخيل صائم غاضب
المهم أني أوصد أعماقي
جربت أعصرني كأسا
قاب عطش لك
مع جفاف ريقي
جربت أكون بهلولا
إذا ما مسحة حزن مستك
فبضحكتك أشرب ترياقي
جربت أرقص بين عينيك
حروفي جائعة
لم يخجلني قط إملاقي
جربت تفتيتي إليك حد الحصى
شعورا فحسا فما دونهما
فرِحا ما همني استرقاقي
جربت أشعلني لعتمة تلقيها
ذات إسبالة جفن من أسى
فما اعترفتِ إلا بإخفاقي
الان قلتها صراحة
كسرت الموج و الشراع معا
فمن ذا يجبر انطلاقي
قلتها صراحة
وشحت يدي بقول غليض
من ذا يفك وثاقي
فيا ديواني لك الصمت عزاءا
و رايات سود
حتى أنال استحقاقي
.
أتراها رأتني شخت
فقالت ما لي و أحدب
لا تواتي الغمزة
عينا مائها منضب
لا تواتي الهمسة
شفاها أيبس من الخشب
لا تواتي الصبوة
قلبا بعمر أبي لهب
لا يواتي الشوق
أساريرا ما تنتحب
لا يواتي العشق
صدرا لا يضطرب
رتل موالك وحيدا
قد أكل الدهر عليك و شرب
أتحسب قلمك نايا
و دمه ما عاد ينتصب
فشارك هرك الهرم موقده
أنا في غاية اللهب
عاقر برودة قلمك
أنا في منتهى الصخب
عش بقية يأسك
أنا في أول الخصب
بالكاد أرج فنجاني
لأخبٍر مبتدأ الحب
.
كبرتْ على لعبة الحب
تبخس جد الجد
لطفل القلب
كبرتْ على لعبة الحب
قالت. لا ريب
قطار عمرك به عطب
كبرتْ على لعبة الحب
تعقلتْ فعلقت
لا تستساغ لهفة الأشيب
كبرتْ على لعبة الحب
قالت
الغزل لا يبتاع العنب
كبرتْ على لعبة الحب
نقرت بأذني
أما آن لك أن تتعب
كبرتْ على لعبة الحب
يمكنك الان أن تصمتَ
ما عدت تطرب
كبرتْ على لعبة الحب
أحرقتْ كل رسائلي
قالت محض شغب
كبرتْ على لعبة الحب
قالت.ما لي و أرقكَ
الطفل ينام بُعيد المغرب
كبرتْ على لعبة الحب
قالت.استغفرْ نون و القلم
عن جميع ما تكتب
و تذنب
فتب
.
نافذتي عليك
إطار أمنية مديدة
بطول الايام تتعافى
و ليس عليها الزمن يعفى
نافذتي عليك
تطل على بستان منعم
يؤتي أكله في شبع و سغب
حاشا أن يأكل عليها الدهر و يشرب
نافذتي عليك
باص يبعدني عنك
تغص رئة القلب بالشوق
فألوذ لنافذة الإغاثة لأتنفسك
نافذتي عليك
نافذة طائرة تتسربل بأصل المطر
أو نافذة غواصة تحت المحيط
ترى اللؤلؤة مقلدة في أصل محارتها
نافذتي عليك
انفراج التلابيب عن صدر يتنهد
انفراج البتلات عن رحيق يتورد
انفراج الجفون عن عينان تتوقد
نافذتي عليك
إفراج الصباح عن عصفور قلبي
ليغرد بعقيرة زادها حنين
كان طمسها غياب أو ليل
نافذتي عليك
قلبي مفتوح عليك
وجداني مطل عليك
و كلي مشرع عليك
نافذتي عليك
بالاخضر تتملى اخضرارك
بالاخضر تفرح باخضرارك
بأخضرك تكفن قلبي في انتظارك
نافذتي عليك
للقطار الطويل الذي يمضي بي إليك
نوافذ كثيرة تتراقص في الهامش
و نافذتي عليك تابثة في المقدمة
نافذتي عليك
كوة قشيبة في غربال الدنيا الغلابة
الفؤاد أعياه لذغ الورود الكذابة
و وحدها الخضراء المعطار الجذابة
نافذتي عليك
تباشير الربيع و الشتاء
تترى زخات و زقزقات و شهد
أو أحيانا بخصال صيف و خريف تتوعد
نافذتي و نافذتك
حق علي و عليك
أن نبقياها بحول الحب مخضرة
نذوذ عنها من كل عنكبوت يتحين بمضرة
..
و لها أن تقول مبتهجة
هو بدمعه يملح بحري
و بمعسوله يحلي نهري
فما أرغد سمكاتي
و لها أن تقول صادقة
مسكين ما أغشمه
كلما أتاني كشف عن ساقيه
يحسب ظلي الأخضر لجة ماء
و لها أن تقول متعجبة
قدرك أن تستكشفني
مع علمك أن لا قارة جديدة
إلا في طي غيب قلبك
و لها أن تقول واثقة
كل ما كتبته عني
لا يتعدى حجمه
قطر الخالة الواحدة على خدي
و لها أن تقول غير صادقة
ما أجمل شعرك يا هذا
كاذب أنت و لا ريب
فأكذب الشعر أعذبه
و لها أن تقول مزهوة
دعوه فلا ضير إن زاد
على مجانيني مجنون واحد
فأنا ليلى القرن العشرين و واحد
و لها أن تقول منصفة
هو شاعري المجنون
الذي يهيم في ودياني
ليخلد بالبحور ذكري
و لها أن تقول متذكرة
طبلة أذنه من صداي
لا يهتز تشنف تطرابه
إلا بالموافقة الصارمة لصوتي
و لها أن تقول مستبدة
هو بستاني حديقتي
فلا ضير إن حملته النير و الفأس و المحراث
جزاء استمتاعه بورودي
و لها أن تقول معترفة
متعمدة حملقت في عينيه
ذلك كي أروض صقورهما
لأصطاد بها غزلان عيناي
و لها أن تقول و أشكرها
صورتني لهدهده بلقيسا
كي يشيد لي كل صباح
قصرا ممردا من همسه
فأكشف له مرضية
عن سيقان الورد الراقص بداخلي
و عن ابتسامة معطرة تطمئنه
و ترضيه إلى غداة غده
.....
قالت عني
أنا قارورة افتتانه الازلي
جمدت جميع موج بحوره
منذ وصلت ساحله
قالت عني
أنا قصيدة خياله
و بناني يراعته
لهذا لا يكتبني إلا كما أريد
قالت عني
أنا طوق نجاته الوحيد
فليغرق إن يشاء الغرق
لن ينبري إليه إلا طوقي
قالت عني
أنا زفير شهيقه
فليغص بي
إن فكر ألا يتنفسني
قالت عني
إن أوتار قيثارتي
من مسام جلده
لذلك أفعل بقشعريرته ما أشاء
قالت عني
بكل مكان رأفة به
نصبت له مقاعد انتظاري
فحيثما فتش في صدره يجدني
قالت عني
اقتطعت له من الليل
جزءا لابد يسهره
فإن لم يكفه فالليل كله له
قالت عني
سحرته و أخذت بقلبه
حتى لو فكر في الشفاء
فالقلب المعني بالعلة بقبضتي
قالت عني
هو مملوك في مملكتي
فهل للملوك تعريف
غير وشمتي على جبينه
قالت عني
لمرة طوقته بحناني
كي لا يقول عني مستبدة
كي لا يفكر بأنني باردة
قالت عني
أحرقته مرة بلهيب شفتاي
كي يعلم أن أطباقي كلها
كلها حامية
و قالت أيضا بلساني عني
فطمته مبكرا عن صدري
و ألقمته بدل نهدي قلما و دواة
ملهاتين له يكتباني
و يشربني منهما
إلى ما لا ارتواء
....
هي تقول عني
العين التي أصدقتني جمالي
لم يعد فيها ماء
لتنرجس غيري عن جمالها
تقول أيضا عني
اليد التي لوحت لي
ذات صباح
قطفتها عن بكرة تلويحها
و تقول أيضا عني
إن عصاني
فسأريه نمشي
الذي في وجنتاي
نجوما في عز الظهر
تقول أيضا
الطريق الذي لاقاني به
حضرته عليه من العامة
سميته باسمي
تقول أيضا
النافذة التي واعدني منها
هي قبة صخرتي
لحائط مبكاه الازلي
تقول أيضا
فككت شيفرة أسرايره
منذ أول ضحكة
و غيرت إحداثياتها لي
فبسمته و لا ريب لي
تقول أيضا
حتى دندناته أسرت خواطرها
فلا أصدق من قوله
فليغن كل على ليلاه
تقول أيضا
قد سجنته مع صورة لي
في ذات قفص صدره
فكيف أغار عليه
تقول أيضا
لقيته بالكاد يتعلم المشي
و أنا علمته الطيران
و سحبت منه أجنحتي
تقول أيضا
لا خوف عليه
فهو العصفور
الذي كبلته برمش الجفون
تقول أيضا
هو يميزني من بين ألف
كنخلة في مرج
لاشك أنني وردته
تقول أيضا
فإن أمطرت السماء
و لم أره قوس قزحي
فلابد أن يكفر بالمطر
تقول أيضا
في شريط أحلامه
لا تلمع نجمة غيري
لا توجد بطلة غيري
تقول أيضا
أنا النسمة المهذبة
و القطرة العذبة
التي تحطان على قلبه التعب
هذا ما تقوله بلساني عني
..
عفوا حروفي
أقتطفك لها ورودا
فتحتطبها
لمواقد حجود
عفوا حرفي
أعصرك قطرة قطرة
من سلاف النجيع
فتسيلك يا للخيبة
لغدير يضيع
بريت لها قلمي
من قرون صغار الغزلان
فلم تبال
أكان علي
أن أنجرها من عاج الفيل
أو من قرن وحيد القرن
لا أدري يا حبري
ما الذي لا تستسيغه فيك
ربما كان القلم
الذي هو روتين عملها
تنقص و تنقص يا حبري
مع كل قصيدة
مع ذلك لا تهتم
لربما هي تنتظر
أن تستنهض جفافك
متى تنضب
هي لا تعرف
أن القلم يجف
تماما كما تجف ساقية
ترك جهدها سدى
قلمي الذي تتوكأ عليه حروفي
ليحب
تعطيه ظهرها
فينتحب
مشكلة قلمي
أنه لا يعرف من يوم عرفك
من الاسماء مع كثرتها
إلا اسمك
مشكلة قلمي
أنه ما إن عرفك
حتى رسم خطا مستقيما واحدا
يفصله من جهة عن سواك
و يقود قاطرته بلا لف
صوبك
هي لا تعلم بالتأكيد
حجم زخم حنجرة قلم
يلقي إليها كل ساعة
قول القلب الغليض
و لا تعلم ألم مخاض قلم رقيق
و هو يحبل بين العشية و ضحاها
لينجب لها في ذات الليلة
طفلا مدللا جميلا
من واجبي كأب
أن أحفظ بنات قلمي
من الوقوع في أيد
لا تحسن قرائتها
مشكلة قلمي
أن نِصاب المشاعر
لكتابة قصيدة عنها
يتوفر فور الانتهاء من أختها
ما يتعبه كثيرا
مشكلة قلمي
أنه لا يؤمن بالتعددية
فلا هو يغير الالوان
و لا هو يعدد الاسماء
و لا هو يكتب عن قضية
غير قضيته معك
هذا لان الموسيقى التصويرية
أجمل عندها
من الفلم و شخوصه
من السيناريو و نصوصه
و أخيرا يا قلمي
فلتغص غصصا علقية
في حلق مصاصي عطرك
و السارقين بلا إذن
عبيرك
...
النخلة مستوحشة
في الاعالي تربي بناتها
تخشى أن يخالط أصغريهم
(اللسان و القلب)
من يفسد مذاقهم
الغيمة
لا تشرك بني الارض
قرار هطولها
خشية التأثير
على صَرف صِرف نياتها
التي أنجبت
توأما بقلب واحد
خافت
من دنيا بمقلبين
تفصل بين قلبين
غيرت وسادة حرفي
و لم يصالحه أرقه
ابتعت له أخرى
عليها رسوم دراكولا
و لم يتعظ
اقتنيتها له وردية
فجَن ليل أرقه
و جُن
لا تشِك الوردة
إلا حافيا قلبه
من قفاز المراوغة
و أنا ماذا أقول
و البحر بكل ما حوى
ما فتئ لاهثا يبحر
و يمخر
و ما هدأ ساعة في عبه
عبابه
أصلع
و أمشط متجملا
شعري الكث بداخلي
يهرشني
و قد أضيع
في صمتها
إن لم تبحث عني بهمسها
أو تغريدها
ثم ماذا أريد
فمن أصغر منقار
يأتي أصفى تغريد
حشاها تتأسى ببلشون
أو بمالك محزون
سؤال
ألأني أعشقها
من وراء نافذة
يتكسر سريعا
زجاجها
و مزاجها
نصيحة وجيهة
إذا تحجر قلبها
فكن نحاتا
في يدك إزميل و مطرقة
ليس قلما و ورقة
..
ضحكتها أحيانا
عقد لؤلؤ بلا مشبك
لا تجد كيف
على جيد الفرح
تعقده
ساعة حائط بعقرب واحد
البندول يتمايل رقصا
لكن لا يٌعرف بالضبط
لأي مستقر يهفو
باقة سماوية بهيجة
لكن لا تدري
لبعدها عن ذات الحس
لزوم لزامها
قزح تمتد غمزته
من منبت الماء لمصبه
و أنت في صحراء
ما تمطر
تماس ضياء لامع
و أنت المحنط
بلغة عود قرنفلها
لا يصعقك ليزرها
القاف و الهاء
في حصة مخارج الحروف
استعارا صوتها الرخيم
فقلقلا الموال حتى أقلق
كرمة شائت المزاح قليلا
زمت شفتها
فعصرت بدل المعتق
حصرما
مظلة تفتحت بغتة
السماء منسحبة
الزمان أصيل مهرول
و المكان نافذة على خرير ما و زقزقة
إذا زاد رهفك
عن حد لطفها
انقلبت إلى جفافها
ضحكتها أحيانا
...
تنح أيه القلم
سأكتبها اليوم
بعطرها
فلي أن أتوضأ
لشوق في وقته مكتوب
بطيب مسكها على يدي
إن غابت مزنتها
لأن أنفي متهم
بالكفر بجميع العطور
يؤمن فقط بالمسك
الذي بين جنحيها
عطري الرجولي
حتى و هو على الرف
يغار من
عطرها الضواع
يشمه من عيني
عطري الرجولي
في قنينته
يرى عطرها من عيني
قبل أن يشمه
حاسة شمي
تبخس التاجر
أغلى عطوره
توصية عطرها لها
الغزلان
الورود
تأتيني متمسحة
تفتش عن مسكها
لربما تحتدي به
رصيد عطرها
على جلدي
وحده
لا ينفد
عطرها
جلد ثاني علي
فاخر تياه
سلهام السلطان
في عيون كافة العطور
عطرها
هو ساعي الوريد
ما بين أنفي
و باقي جوارحي
عطرها
عود الند متوهجا
في عيون العطور
الحاسدين
عطرها
ملاك معطر
يحرس أنفي
من غوايات المعطًرات
عطرها
قبل أنام
يقرأ علي مُرقيا
ما تيسر من مسكها
منسوب عطرها
في دمي
يقرر
هي الأنثى الخالدة
عطرها
رابط الجأش
في رواق فاخر
يتحدى القوارير بأنفي
يقول
أنفه و الايام
يحكمان بيننا
قبلة فمي
تُسر لشمة أنفي
مم تشتك
ما ضرك الهجر مثلي
ما أضناك الشوق مثلي
...