الخميس، 29 ديسمبر 2011

هذا المساء





















لست أدري لم تجافيني الحروف هذا المساء
لم لا تكون الحروف قطع نرد صغيرة أبعثرها فأصنع كلمات كيفما اتفق
شرائح مقددة احتفظت بها ذات أضحى لسد الرمق

فقرات مملحة فاضت عن حاجتي ذات اصطياد موفق
جريعات حبر متعمدا كنزتها لاحتياج أحمق
لغو حنطته ذات ثرثرة فأركن إليه حين صمت مطبق
أو مكعبات شوكولا وفق ما أوده فابتاعها في أقرب بقالة
لن ألعن الحروف أبدا لأنها أقرب الطريق إليك
لكني أشعر بالاسى كون لدي الكثير مما أود قوله
إلا أن الحروف تجافيني مثلما النعاس كل أرق



الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

عذرا أيه العابرون














 

لكم يؤلم أن نكتشف أن مسك أحبارنا تحول فجاة إلى سخام متطاير يعمي العيون
أن نايات أنغامنا يتطير منها الاخرون مثل كير ينفث في الرماد

فسامحيني أيتها الحروف أن بسببي أتتك العيون الزائرات تتشح السواد
معذورة هي أن تخشى على بياضها على أعتاب نافخ كير
و سامحيني أيتها الاوراق الناصعة إن كدرت نقائك بكل هاته القتامة
إن أطلقت مساجين روحي المذنبين الاثمين فاعتصموا بحبال سطورك الغراء
إن تجشات حنيني و لواعج حرماني و إنهاكي
و واريته بين دفتيك ظانا أنها المثوى الاخير
فأذا بك تمنحينها حياة عنكبوتية ملعونة
إن اقترفت خطاياي و جرائم بوحي المسبقة بالترصد على صعيدك الطاهر
و أنتم أيها العابرون سبيل هاته الفجاج الدوامس
يا من أغوتكم لوحات فلاديمير فوليكوف الواعدة بالفرح
و الخضرة و الجمال و الوجه الحسن
اعذروني إن تذوقتم بدل السرور حنظلا
و مرارة

  

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

رباعيات الافتقاد

















أفتقدها
بكل ما تصوره كلمة فقد من رماد و ريش منتوف و هياكل عضمية و جماجم بلا أسنان 
و إطارات سيارات و غابات محروقة و آخر ألسنة ذخان رفيع يتصاعد و رائحة شياظ تزكم
و جدران آيلة لسقوف متهالكة و منسوجات عناكب مهجورة عليها بقايا رؤوس وطاويط تسرد ما جرى
و غراب يقف على أقرب تلة يشحذ منقاره كأنما فرغ للتو من فقأ عين الشمس و بقر بطن الوقت
مزهوا متسيدا على الكون يراقب طاحونة هواء متسائلا في سره
أين دون كيشوت فأدله عليها ليصرعها فهي آخر ما تبقى
 

أفتقدها كمن يقرع أبوابا متكسرة
كمن يرشق بحنينه غمامات قصية
مثل من تفتك به الوحدة فيما هو يصغي لفوضى جارته
و الزغاريد تتناهى من عند جار جارته
 

أفتقد توق نافذتها لهرولة جيئاتي في الصباح
و شوق الائتلاف في ضمة الحلم في المساء
أفتقد عطرها المبتدأه شعيرات أصابعي
و خبره ارتعاشة مضمومة ترفع جسدي
 

أفتقد الشحرور الطرب على أثير صوتها
و النحام الوردي الذي يشبه هاء ضحكتها
بسمتها التي تشعر حتى الكفيف بحنانها
و البلسمة التي تنتهي الالام بلمستها
 

أفتقدها
بفداحة الطعن
باكتظاظ الحزن
و ببلل العين
 

أفتقدها
ليس لانها ماتت
أو رحلت
بل هي بين عيني زهرة تفتحت
إلا أنها استعصت
 
 
 

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

شيء منها رحل



















هذا المساء أحاول تجميع ما تفرق من رائحة عطرها
أشعر أنني أقتحم ذاكرة ليست لي أصلا
ففي مفترق طريق الخريف و الشتاء أضعتها
شيء منها ترجل و رحل مع الخريف
و أشياء أخرى رافقت حنيني إلى مخادع الشتاء
و على وسائده الباردة اشتقت الى عافية الآصرة القديمة
اضطهدتني الكلمات و الحروف
كون الوجع إن لم أدلقه حبرا تنهار في عزلتي السقوف
من أين أبدأ و كل الخيوط تشابكت
مثل كرة الحرير بين يدي جدتي الحسيرة النظر
الاشواق هذه الليلة تشبه الابرة
تمنحني سمها كأقصى كوة لاستنشقها من خلالها
و حين أفشل تخزني بوجع ذبابتها الحادة
كلما جملت حرفي لانحره لها قربانا
ردته إلى نحري خنجرا قاتلا
و اعترافاتي المجنونة تغازل فرحها فترديها باطلا
أي الاشياء تغيرت
هل انقضى رغيف الدفء من عجين الكلمات
أم أن السذاجة الاصفى من أي ماء قد ركدت
و أنها أخيرا كبرت و تعقلت
فأمضغ أصبعك يا حالما وحيدا على شط البحر
ما عادت أمواجه معنية بشكاوى الهجر
ما عادت الرومنسية تطيق أغاني الشعر
و لا تخاريف النثر

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

لم تات من أنتظر

















سرعان ما تنزلق الدقائق على بعضها ذلك المساء
بندولها يشبه نبضي المتسارع الذي يطوح بالدماء الحارة في أوردتي
ذئابة رمشي ضاهت مرصاد لسان أفعى صحراوية تستشعر أدنى هبة نسمة من عطرها المضمخ به انتظاري
ضججت بتراكمات اللهفة حتى لتكاد تخرجني عن طوري المثقل بالحنين
على مضض مضى الوقت محترقا في غليون المساء بنهم نوتي يدخن آخر السجائر على مرفأ عشقه
فلول النوارس المتأخرة عن الركب القافل صوب الديار تجرجر أديال خيبة بادية من تجديفها المعول على ريح أتعبها هي الاخرى اصطخابها لنهار كامل
دقت ساعة الصفر ففاض الحنين من إبريق الحشاشة واستشاطت مساماتي أملا للهطل الموعود
في دهني فتحت دولاب أزيائها على مصراعيه

رصصتها كلها أمام ناظري فابرنشقت عيني تسقط تلاوينها على كل جسم يمر من أمام عدساتها
مرت الدقائق عارية من أية فضيلة تمت لهيبة اللحظة بصلة

و عاهرا طوى الوقت تلابيبه فتضائل ليخترق سَم الحدود التي رسمته له كحد أقصى
هجمت العتمة على المكان

و في السماء تخلفت بقعة ضوء علقت بسحابة حمرواية الخد ترسم طيوف ابتسامة ساخرة
توعكت في روحي مشاعر الفرح
لم تأت من كنت أنتظر


السبت، 17 ديسمبر 2011

على حافة قبلة
















 

و حين تشرب عيناي من مقلتيك
يستيقظ ربيعي من أكفان خريفه
فتتململ شرنقاتي صوب حلمات خديك
أولد أخرسا من رحم الغياب
رضيعا يغض طرفيه إلا على معصميك
نهما لنهد يطل من بين الترائب
وليدا لا يحسن من كلامه
إلا لثغة اسمك الهمال بالحنين
 

فاعذري أعطاب اللسان حينها
فشفتياي إليك تتلمظان صمتا
حروفه نداءات استغاثة لهفى
على حافة النطق
تستجدي أوراق الورد على خديك
و خالا يهيت على سطر حاجبيك
لتنهل لثمة الشوق المعنى
قاب آهتين أو أدنى من شفتيك
 
 اعذريني إن أنا ترنحت
فأنا بقربك و بعدك آيل للتداعي
بعدك أرضة تاكل منساة انتظاري
و الوصال خذر يطيح بالخافق
و عطرك المسكي الذي يموج في شرياني الابهر
ينداح بي هائلا
صوب التكسر على ضفافك
 

فاعذريني إن انفطمت
و قد حرمتيني
ما أشق على الصب أن ينفطم

الخميس، 15 ديسمبر 2011

ما زلت أحلم بها





















 
لا تنفض أهازيج الحنين في خلدي
حتى عتبات الرقود متخمة بطبوله
و غرفة النوم و الفراش و الوسادة
و بطانية الصوف التي تغمز لي بخبث
توشوش إلي
لا تخجل فأمور الشوق تٌغتفر
مارس ولعك الصاخب بعمق
كلها تكتيكات لوجستيكية
لعبور برزخ يفضي لحنين على هيئات أخر
 

ما يزال طيفها يمسك بتلابيبي
يشد بوثاق اللهفة على شفتاي
فلا أمل من نطق اسمها الذي يبهرج مساماتي
ما يزال عطرها المسكي
يحكم شركه الناعم حولي
يأخذني إلى ذروة انتشاء
أستبيح به عوالم ما وطئتها بنت خيال
ما تزال تفاصيلها المخملية
الرخيمة الدفء التي تشبه نبرات صوتها
تأسرني بسلسال من ريق عطرها
تقودني إلى مثواي الاثير
ما زلت أحلم بها
 
 
 
 
 

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

لا اريد النسيان
























دلوني على بائعة للنسيان
قلت لهم لا أريد في الحب السلوان
أعيروا فقط لأنفاسي مصرفا للغليان
فأنا تعتريني خلجان من الهذيان
يقرضني كما تفعل بالحقل الفئران
تائه أخرس في غابات السنديان
لا كوة ضوء لا أملا إلا تلك العينان
رقادكم لا يغويني فأكون وسنان
مرتاح في سهراتي مع القمر هيمان
ساهد بكل حواس المبحر الحيران
لا يكفني الوجد و الوجع و التحنان
أرغب بعذاب أحلى قدر الامكان

حتى إن شغلت المحركات الاحتياطية
حتى إن أشعلت الانوار الاضافية
حتى إن ألقيت قوارب النجاة كلها
و رفعت أشرعتي بلا استثناء
فلن أستنفذ طاقاتي
لم أستغفر قط للحب من وخز أشواقي
و بلا شكوى أوفيت احتراقي
حتى أنني وددت لو أشد إليه وثاقي


الاثنين، 12 ديسمبر 2011

مسكية العطر






















حتى في غيابك يا مسكية العطر
أفعل أشياءا أظن أنها قد تشبعني منك
فألفيني أمارس ولهي الشديد و أنا مضرج بالتحنان
أملأ جرار أنفاسي بهواء أخضله بالشوق إليك
و على حين غرة أسلم يمناي ليسراي في حلم يقظة حالم
فأغض الطرف عن قطط أناملي و هي تتمسح ببعضها
و أتنهد مصغيا لموائها الشبق
و أحيانا أشعر كأنني متمنطق بطوق من عطرك
فأشعر بالفخر و الخجل الشديد معا
كون طيفك يلاحق بالابتسامة الساخرة حماقاتي


لطالما صنعت بخيالي عصا الكليم
أهوي بها على المسافة فأشقها نصفين
فأغير عليك بجيوش التثار و قد أعرتها صهيلي
مستميتا حد الغرق في اللجة تحت أسوارك
أحاصرك حتى أستنزف أنفاسك
أشتعل حولك حتى أذوب زبر حديدك
و حين أفتحك الفتح المبين 
تحجل في ميادينك خيولي رقصتها العارمة
و يعربد النخيل السامق بين حشائشك
فلا أصحو إلا و قد قطفت من أجود نخيل مدائنك
عنقودا من أشهى رطبك


يا لوسادتي المأهولة بالتعب و الرجاء
ببرودة بياضك الثلجي
تزهقين أحلامي على صعيدك
أبعين الأسف أنادمك أشعاري
حين أرتل عليك أشجاني
تنتحبين
فتزيدينني بأسا و جلادة في سردي
أدمنتٌ أن أفض على بياضك بكارات الاماني
و أدمنتِ أن تشربي مما أريق من لوعاتي
حبلتِ كل ليل مني بأطهر بوحي
فكيف يا وخيمة الطعن تجهضين أحلامي






 

الأحد، 11 ديسمبر 2011

عز الطلب





















صيرني الشوق إليك ألسنة لهب
فلما أختضلت من ضيك تبذذت ذرات شهب
أنا الذي مددت يدي لدالية العنب
يحدوني الحنين و ألف سبب
تأبطت أضلاعي كلها طرب
لكن بحرك كان نارا و مراكبي من خشب
ترى هل عز في حضرة الاحباب الطلب
لما وجدتِ الاحباب أمهلتِ الصِحب
ألا لقد حز الوزر و المنقلب


لما قرأتِ طالعك
أي أيام السعد أخبرك فنجانك
ألم يخبرك أن المزخرف أيامه بهلاتك
أن الماسح أوجاعه ببسماتك
أن المقلم شقاءه بضحكاتك
أن المياوم بوجيبه تحت شرفاتك
المتوحد مع الإخضرار لمرتع إسعادك
ألم تخبرك ساعتها صحائفك
أن عاشق المسك المضمخ على أناملك
بالقرب لهفا يرجو لقائك

الأحد، 4 ديسمبر 2011

فترفعين عني القلم الأحمر



 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
إعذريني حبيبتي
فما إن تكتحل عيناي بعينيك
و تنفرج ستائر البون عن تفاح خديك
حتى يسحرني التوت المحرم على شفتيك
فأضج بشهوة اقتطاف قرنفليك
فإن تطاولت يوما إلى معين مهمسيك
فمن وطأة الرغبة في تذوق معسليك
ألا يشفع لي أنني أحتدم شوقا إليك
 

في غيابك
بخيالاتي الحرونة تشممت 
بأحلامي الهتونة تنعمت
بشبق الفحولة تسممت
و بعزاء احتسابك يوما تحممت
لم يكن يسندني إلاه أمل به ترممت
 

في غيابك
نبرة صوتك في وديف عضمي تصهل
و الغصة اللاهبة شهيقا في حشاي تحيي و تجندل
حبل السرة المضفور من عطرك معربدا يجفل
من إبطي نزقا إلى ضفتيك جامحا يرتحل
ألم تصلك طروب مواويلي بالوجد تنهمل
ألم يحرض الهمس الذي إليك يتدلل
شفتيك على اشتهاء راح القبل
 

في حضورك
أحسبني أتخفف من لهاثي
لكني أتدجج باشتعالاتي
و أحج إليك بكل جهاتي
أيمم نحوك كل بوصلاتي
ألوذ إليك بكل أمنياتي
و تستجير بك أغنياتي
تغوص فيك اندهاشاتي
و أتضمخ بكل ابتهالاتي
أنت حينها دنيا لا تسعها كلماتي
و رقعة أشتهي فيها انهزاماتي
 

في حضورك
أتمثلني بسريالية
فأتمنى لواعجي برتقالة
أعصرها لك خلاصة
ترتشفني بها شفتيك ارتشافة
فأسري في تعرجاتك اللولبية
أرتاد مزهوا تخومك الحالمة
و أقف منتصرا على قممك الشاهقة
 
ليتني أخطبوط بعدة أدرعة
لأحاصرك في التفافة فاتكة
فأقبض على خصريك و نحريك
ألتف على أعلاك و أوسطيك 
و أأسرك شمسا أخمد في لجتي جمريك
 
ليتني المسرنم في سواد عينيك
لأتسكع فيك كما أشاء
فترفعين عني القلم الأحمر
و يكون عذري أنني النائم الأبله
 
 
 
 

الخميس، 1 ديسمبر 2011

و تجزلني صفرا























شفة اللهفة تتبرقعها بحياء تلك النافذة الاثيرة
أي عبوس يا من ألف منها الفرح
تستدعي من مجاهل الضياع
لترميها به ظنا و إثما
و المرافيء المنتمية الى عوالم البسمة
تتحرش بلا ملل ضفافها
و تراود بلا كلل عطافها
سلني أنا الذي
من أرض الشتات أتيت
أجرجر تلابيب الغيوب حينا
و أنسج من نشيج الوجد حلما
مسافرا برؤى لا يقظ ألقها ليل
و لا أحلام النهار ترديها
كيف وجدت على مد البصر أيقونة
لما توضأت منها عيناي
تعانق فيً النرجس و الرمان و التفاح
و ارتجفت مني صبوة العمر
لم تنفك شفتاي تضمان اسمها
في وصال لذيذ

اتخذتها خاتما مضيئا
إذ أوميء به تنهمر الدنيا اشتياقا
و كنت لها شمعة تذوب
لتبقى دوما فراشتي الحائمة على قبس الروح
و أسكنتها راحة القلب
عكفت أمرجحها هنالك
أميرة على كرسي هزاز
آناء الليل و أطراف النهار

كنست من سمائها قمرا
تفنن في إغتامها دهر
ثأرت منه ثارا
بأن اصطدت لها من الغيم بدرا
أوصيته بها خيرا
فلا يريها ضرا
لا يريها قهرا
ألا يكدر من أماسيها سهرا
ألا يسقيها إلا طهرا
عنبرا
و يغرشها عطرا
أسميتها زهرا
فنحرت لها البحر نحرا
و سحبت لها الجبال جرا
فركعت تحت قدميها خرا
ألفت لها الكلام نثرا
و شعرا
غنيت لها الغناء مزاميرا
فرشت لها من خاطري حريرا
و اخيرا
تجزلني صفرا
صفرا
صفرا

صفرا
 0