الاثنين، 26 ديسمبر 2011

شيء منها رحل



















هذا المساء أحاول تجميع ما تفرق من رائحة عطرها
أشعر أنني أقتحم ذاكرة ليست لي أصلا
ففي مفترق طريق الخريف و الشتاء أضعتها
شيء منها ترجل و رحل مع الخريف
و أشياء أخرى رافقت حنيني إلى مخادع الشتاء
و على وسائده الباردة اشتقت الى عافية الآصرة القديمة
اضطهدتني الكلمات و الحروف
كون الوجع إن لم أدلقه حبرا تنهار في عزلتي السقوف
من أين أبدأ و كل الخيوط تشابكت
مثل كرة الحرير بين يدي جدتي الحسيرة النظر
الاشواق هذه الليلة تشبه الابرة
تمنحني سمها كأقصى كوة لاستنشقها من خلالها
و حين أفشل تخزني بوجع ذبابتها الحادة
كلما جملت حرفي لانحره لها قربانا
ردته إلى نحري خنجرا قاتلا
و اعترافاتي المجنونة تغازل فرحها فترديها باطلا
أي الاشياء تغيرت
هل انقضى رغيف الدفء من عجين الكلمات
أم أن السذاجة الاصفى من أي ماء قد ركدت
و أنها أخيرا كبرت و تعقلت
فأمضغ أصبعك يا حالما وحيدا على شط البحر
ما عادت أمواجه معنية بشكاوى الهجر
ما عادت الرومنسية تطيق أغاني الشعر
و لا تخاريف النثر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق