أفتقدها
بكل ما تصوره كلمة فقد من رماد و ريش منتوف و هياكل عضمية و جماجم بلا أسنان
و إطارات سيارات و غابات محروقة و آخر ألسنة ذخان رفيع يتصاعد و رائحة شياظ تزكم
و جدران آيلة لسقوف متهالكة و منسوجات عناكب مهجورة عليها بقايا رؤوس وطاويط تسرد ما جرى
و غراب يقف على أقرب تلة يشحذ منقاره كأنما فرغ للتو من فقأ عين الشمس و بقر بطن الوقت
مزهوا متسيدا على الكون يراقب طاحونة هواء متسائلا في سره
أين دون كيشوت فأدله عليها ليصرعها فهي آخر ما تبقى
أفتقدها كمن يقرع أبوابا متكسرة
كمن يرشق بحنينه غمامات قصية
مثل من تفتك به الوحدة فيما هو يصغي لفوضى جارته
و الزغاريد تتناهى من عند جار جارته
أفتقد توق نافذتها لهرولة جيئاتي في الصباح
و شوق الائتلاف في ضمة الحلم في المساء
أفتقد عطرها المبتدأه شعيرات أصابعي
و خبره ارتعاشة مضمومة ترفع جسدي
أفتقد الشحرور الطرب على أثير صوتها
و النحام الوردي الذي يشبه هاء ضحكتها
بسمتها التي تشعر حتى الكفيف بحنانها
و البلسمة التي تنتهي الالام بلمستها
أفتقدها
بفداحة الطعن
باكتظاظ الحزن
و ببلل العين
أفتقدها
ليس لانها ماتت
أو رحلت
بل هي بين عيني زهرة تفتحت
إلا أنها استعصت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق