الخميس، 19 ديسمبر 2013

رباعيات الحب و الحرب


















عودي مثلما سبق
مدججة بالحبق
تتفجرين بالالق
انشطار قنابلك عناقيده عنب

عودي لحربك الرابحة
جنرالة حسناء متوجة 
سربا من الفراش تتوشحين
و على صدرك الربيع نياشين 

عودي و خصرك يتمنطق 
سلسالا رصاصه زنبق
أنملك على الزناد لا يرق
و رشقك لوز و فستق

ستلفين مملكتي في عرس
دفاعاتي الارضجبحرية في أنس
ألغامي أنبتت ياسمينا ونرجس
و متاريسي رملها صار دمقس

عودي قاتلي الغياب و الصد 
عليك بهما لا رأفة
هدي أسوار الهجر
دمري أعداء الحب

لن أقرع ضدك طبول الحرب
صافرات إنذاري معطلة
منذ وقعة العين الاولى
و غزوك بات المشتهى

لن تحتاجي لارتال و عسكر
وحدك تكفين لحصاري
دكي جدار برلين يفصلنا
فأحلى الهزيمة أنتصار الود

ذوبيني بأسلحة جمالك الشامل
لا تحالفي الناتو و لا وارسو 
فالحرب الباردة أعيت معسكرها
كم أرغبها الان حربا ساخنة

ستكون حربا سلمية
بلا رضوض بلا جراج 
هل يقتل الدم شقيقه
هل يقاتل العاشق عشيقه

عودي بلا مفاوضات
بلا شروط تعجيزية
متى كان المهزوم يشترط
حين يوقع المعاهدات الحميمية

عودي لمعركتك الخضراء
ستجدين حمام الصحراء 
مسالما و زيتونها أخضر
يغني طلع البدر علي

.

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

الورد الحكيم














لا فرق يا ورد
بين البوح الشفهي 
و أن أتوارى خلف القصيد
إنني في الحالين رطب الوريد
مسكون دمي بعطر نضيد
مطوقة عنقي بأسر عتيد
و أهرق أنفاسي للعشق المجيد
الاهم ألا أكبح للشوق جموح النشيد

لا فرق بينهما 
إلا أن يذوب الاول في خضم الكلام
و يسرح الثاني تخلد ذاكرته الاقلام
الكلام يتوقف حال الاصغاءة ثم ينطفيء
و الشعر يسير بلا توقف و لا ينكفيء
الاول فقط يخترق علامة الانتباه العارية
و الثاني لا تخرقه أبدا عوامل التعرية

نعم هناك فرق 
من حقك كل الملام
فلطالما خبرت أثر الكلام 
فرب كلمة لو من ضفة لضفة
وقعها كلثم الشفة للشفة
و رب همسة كتقبيل البضر للحشفة
و أخرى مريرة
على الهضم عسيرة
أجملهن الرقيقات على اللسان
الصادقات التحنان
يرحمن و يرحم بهن المنان
و كلمات فارغات بلا عنان
فقط تقعقعن بالشنان

نعم تمة فرق و صدقت القول
أوردة لها في البيان الطول
حكيمة بليغة أحنانيك
كم يتنرجس الجمال بعينيك
و كم تشتهى الاحبار من بنانيك
فكلماتك إكسير وبلسم
همساتك جوريات تتنسم 
إيماءاتك شهد غير مطلسم
حتى خصامك شراب مسمسم
فصدقت القول وردة
تتنفس الحسن لونا و عطرا
من ذا يبز الورد عطرا و سحرا


:

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

لا يتمثل المطر على هيئة السراب















و تسألينني كيف بعد غياب أراك
فهل أتاك حديث طيفك يغشاني
أنت اللوحة الجوانية الباهرة مذ رأيتك
و أنا أتهجاك على بدء الأمي و ترتدين حلة الربيع 
فكلما أذكرك يتراكم شذى المطر و يشب أريجك في الاثير
هكذا رسمتك في البدء منيفة تقبضين على أصول الجمال
الفراشات من كل صوب تتوق للرحيق الدواخ على شفتيك
البساتين المعربدة في اللون و البريق 
يسحرها كرنفال البهاء على ملمحيك
تسألينني فهل يغير الحلم القرير هناء ما بين إطباقتي جفناي

أما كيف أراني وأرسمني

فإنني التياه كآخر عاشق طعم رضاب الابدية من أهداب عينيك
و كآخر المستكشفين الواصلين لبرزخ سر الضياء
أشكك بوجود الحسن خارج أسوارك و أساريرك
أشكك ببقاء العطر بلا تضوعك
من جين صلصالة الدهشة الاولى
تخلدت فيً اللحظة التي تخطفتني صوب روائك
فسددت من حينها ذرائع الفلسفات المحدقة بايقاع الوجد الاول
مصرا على الإغماءة الشهية لدروشة لا تنفد

أنا عكس الذين يرسمونهم في لوحات 

و ينتظرون بفارغ الصبر
فرجا يرجى خارج إطاراتها
حتى قيل .. الصبر مفتاح الفرج
أنا الفرج يخيفني لانه يافطة الوصول لركضي المحتدم إليك
سيقتل اصطباري الذي أشتهيه متربصا أكتشف كيمياءات التحنان
و ينضب طلب كمال الشوق بقنوع المياومين عند سدرة المغيب
إنني أمدد الازمنة لأنفشها كجبل عهن باحثا عن زخة منك 
انفرطت من عقود الصدى المخضل به ازدحامك فلم ألتقطها
و أنبش في الاثير الهابط منك أفسحه 
فلربما قبسة منك اختلسها صباح ما لشمسه
أو لمسة وسيمة لك طفرت بها المحارات للؤلها السعيد

و لانني أخشى من نقص يعتري سويتي بدون كلك كاملة

أباري أعضائي ببعظها أيهم يجهلك
أو أضعني في سكانير بعد أن أجردني منك للحظة
لاختبر أن لا جارحة يتخلف تهافتها حالما أعيدني أليك
إنها حالة تشبه تطياب حرف .متى. لأجل قطافه لا يسمى
و لكن ما يفعل من ما يزال يتهجاك
بعبقرية ما أنا بقاريء

إن كان للصبر مذاق 

فقد ذقته و أسقيته جمالي 
طبخته مهيلا مترع الجلد
على موقد أثافيها ثلاث
عشق فشوق و الكثير من الرجاء
تسامرت بهم معه في وحشة الصحراء 
وما أزال حلما حلما
أتعقب طيوف المطر أنى يهطل
ما من عدو خشيته معه
فالتيه ما عاد يلعق خرائطي بألسنة لؤمه
و السراب لا يلقمني إلا ملاعقه الصديقة
حتى في نقاهات الليل المفترضة
تطرق الأضغاث باب أحلامي الوردية
فتدخل طرفا غير نشاز في رؤياي
تمرر رسائلا لم تعرف في تعريفها من قبل
تقول ..
لا يتمثل المطر للعاشق على هيئة السراب
فلا تفند رؤيا المطر 
لانه كائن أطهر
فأيما عاشق حق رآه فقد رآه بحق



.

الخميس، 12 ديسمبر 2013

شكرا إطلالتك
















كم من وقت نفيس للحب ضاع 
كم من التفاحات فاتني أكلها
لاني حين أقشرها 
يذهلني غيابك فأجرح القلب
كم سوء فهم سألني شرحه الصباح
لأن اللوحات الي أرسمها ليلا
لا يبقى منها في الصباح غير إطاراتها
كم ساحلا لك رسوته و لم أجد 
إلا أمواجا لا يكسرها إلا العادة
و لا تلوي على رذاذها اللذيذ
كم كشكا كنت أقتني لك ورده
شعرته يود الدمع لو له أعين
أنا الذي كنت أقول
ما أضيع العمر الذي لم أحببك فيه
و لم أنفق من سعة ما بين ساعاته
ضعفي ما أنامه 
لانام في عينيك

إليك شكرا
يا من ضمخت باطلاتك الشفيفة
المثلث الهرمي لانتظاري الطويل
كنت أراكمه لبنة لبنة
أبنيه لحظة لحظة
و في سنامته أنتظرت أن يقبل أبريل
من بعيد على سجادة الربيع
فشكرا شكرا يا مطر
فهناك توقفت لقالق القلق
عن تبييض الايام بمسودات الارق
و عند ذاك تبللت ذاكرة الدحنون
فذاكر العصفور درسه
و استعادت مسامه النبرات المخملية
لهمسك الرخيم

شكرا شكرا
لاطلالتك أنثر النرجس و الياسمين
لا يعلم كم هو مهم فك الحصار
إلا من ولد لكي يطير
من ولد ليعشق



.

تنهيدتان بطعم الورد


















لكم اشتقتها
و لكم اشتقت البوح بها
ما يزال الماضي الجميل
زمنا حيا يستعجله الات
من قال أن الفائت يموت
و قد نقعناه ضد المنون
من ادعى أن الماضي عاقر
لا يلد شبيهه 
أو أنه لا يعود

فيا رعشة الروح تمخضي
عن هذيانك الدفين
لا الدماء تيبست في الوتين
و ليس انقطعت دورة الأنين
فبعد الاربعين 
لا يرتاب الرصين من يقين
و جدا ينضج الحنين
فيحلى كما العنب و التين

الحاء و الباء
فاتنتان من قبيلة تدعى الغرام
تقع تحت ينابيع الاحلام
أسرنني ذات احتلام
فأنجبن مني أنجب شين و قاف
و أردفا بواو ألمعي جدا
يلكز بإضافاته الشقية صهوات الوجد
و يمزمز جذوة الاشتعال

أحبك
أشتاقك
تنهيدتان هما بنتا النبض
رطبتان موجعتان كالورد
تتكاثران كالموج
هكذا هما باختصار
ألا ليت إلاطناب يكفي
فأقيض له تهجيا على بدء
و أحلج السير عن بكرة أخبارها
و دواوين العشق عن أحبارها


.

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

فسيفساء حضورها














لحضورها فسيفساء أرخبيل
و فسيفساء أبريل
إئتلاف استهلاله و منتهاه ماء
و رحيق استدلاله نبيذ فإغماء
ما أبهاها تحيد أول ما تمطر
عن فجاجة اللون و اللامذاق
صوب ممشاها النهري الزلال

لحضورها أيد من شتلات نعناع و حباب
يشتاقها السكر و الشراب
تأتي فتصفع خد الغياب 
تهدر قسوته بمحض هشاشة الماء
فيرى الاضداد في غيبوبته
تتآخى ما إن تسيل
و قد استنكفت لإيجاب امتثال

يكفي أن تحضر
لكي يكفكف طفل الصحراء رمله
فتتحول حباته المشعثة 
بين عينيه لاصداف وردية
و زنابقا لربيع غادر خيبته فأسفر

أليس في غيابها ينكسر النخيل
على مستوى خط الاستواء
و هو يرتجل رقصة الاستسقاء
تنحني سعفه لتترمم بذل البقاء
و تفجر عروقه طبقات الهواء
لمزيد من الاكتواء

لكنها حضرت
فانفرج الملكوت على رحابات الامل
تطعمه أناملها الندية
فلا سقوفا بعد ترتطم بها قصائدي
التي طالما أطلقتها كطائرات ورقية
في أروقة الليل
الفرحة الان فصيحة الانهار
تخلت عن طقطقاتها أصابع الانتظار
أنى ألقي بشباك العين تصطاد لي ابتسماتها

و حضرت 
فالتعلن خيبتك يا هدهد الصبر
استأجرتك على المطر
ليس على زليخاء أو عرش البلقيس أو حتى القمر
لن تخاتل سنابلي لو عجفت بحرير و تبر
إن تنفسي الان أخضر
بعدما كنت أفترش اليابس و أتوسد الحجر


.

الخميس، 5 ديسمبر 2013

دحنون يستعتب المطر



















إخضر أيها المطر
فإليك بين الضلوع ألف وتر
صاخبين كقبيلة من الغجر
فأنت الشغف الاكبر 
و الشراب المبلسم الاعطر
أخضر بعيدا إن تشاء
على أي مرج آخر
لا يهم ... سأسكر
يكفي أن أرى قزحك 
يعانق أقحوانه

سأدين بسقياي
لنداك الفاخر
و إن لمسته في انتشاء الحقل المجاور
سأبتهج
حتى لو هجرتني غزلانك
ملء أباطها مخملي مسكك 
تقايضه عرائش رحيقه

العروق تتمرأى لبعظها
بخرائط النبض تحت لحاظها
و تؤثر على بعظها لو من خصاصة 
ستسرب أقاحيها المشبعة بك
إلي خراجا خصيب الطلع
يذكرني و ما نسيت
بخصال الإنبات العريق
به سأتململ قدر ما يسعفني الندى 
أثقب الظلمات لأتملاك
فما غاية بذرتي إلا انفجارها بالالق

أرح وجيبي عليك لو من بعيد
و سأدين بطمأنتي عليك
للسعادة تستعير الدمع فتندلق
للفرح يطعن وقاحة القلق
لصحوة الروح من الارق

و سربلني 
حيث أنا أتوسوس
تحت صحراء انحبست عنها فترملت
أحتارت
و تسائلت
أنى لمحتكر الحياة
ذهنية ميز تستثنيها
و شريانها التاجي
تتصل أحلامه برنوة من مقلتيك
و أبهرها يفتل حبل سرته صعودا
يستدر من بسمة على شفتيك
فارحم بورا يستمني لذة أبريلك الهارب
و اخضر
إني أنتظر


,

الأحد، 1 ديسمبر 2013

نواعير الذاكرة



















الرحى دوارة
ساعدها حنين عريق 
و جعجعة من وجع لذيذ
تمحص سلاف المسفوف
على أوتار الشجن
لتدكه نبضا بنبض
و ناعورة الذكرى على بدء
لا تنفك تقتفي
بأغوار الصدر باكورة ما ينضج فيه
لتستحلبه لبيدرها سنبلا
طازج الانين

كم من الارطال يلزم
كم من الحقول
كم من السنابل علي طحنها
من أجل نبيذ معتق فاخر
و دقيق صلب
لعجينة لينة
لحروف وردية
تستوعب كلمة الشوق كما أشعرها
جوعا ما من خبز يقيم أوده
و ظمئا لم يبق له إلا البحر ليعبه

الرحى دوارة 
والناعورة تدلقني في زنادها 
كيسا كيسا
دلوا فكأسا
و أنا أفتح إليها طواعية أوردتي
عسى ذكرى ما تقاعست عن المجيء للاعتراف
لتدلو بدلوها 
على كرسي التحنان

بعض الذكريات لهن رأي يستفزني
حين يلذن لشعاب أسافلي
عذرهن ألا جدوى من المكاشفة لغائب
ألا نفعا يرجى من الاعتراف لذاهب
فأقسم لهن أن ضمير ذاك الغائب 
مشتعلة أهلته نارا على علاماتي
و ليس تفقد هويته 
حتى الانفاس التي بين أنفاسي

أذاكرتي لا تساجليني
لن أملها فلا تحاججيني
إن تخشي على أشجارك فرط الاستهلاك
أو تجلط أوراقك على الاشواك
فإن تذكر الربيع للعلم لا يشيخ
هي الماء و هو فرحة انتعاشك
هي الخضرة و بها أشذب ترهلك
و هي الوجه الحسن و به أجمل ابتسامتك
أنا البستاني من أبراج الدلاء درجت
حتى ضيعت مفاتيح السياج متعمدا
كي أنام مفتوح الذاكرة أرويك 
لأرتوي


.

الخميس، 28 نوفمبر 2013

إعادة تمثيل الماضي













رأيت غير ما أرق
أن السحابة الرؤوم التي تعلقت بها
منذ المخاض المتطرف
لوليد في الثلاثين
و هي تمرجحني لاهية
تفلتني يدها فجأة
و في المسافة ما بين العلياء و الحضيض
أسبح في الخواء أحاول التشبث
أكثر خوفي ليس الارتطام
بل أن يستحيل بعدها الارتداد إلى العلياء

في كل مرة تتسع دائرة الحلم
أراني شعرة ضائعة في قش منذور للريح
أفتح ديوان قصائدي إليها
أرتلها كآخر ما يباهل به المنتفض
علها تشفع لي لدى الهاوية
فتكون علي بردا وسلاما

و أعاقب أفعال الماضي على نقصانها
أكملها بتجسيد اللوحات العتيقة صحوا
فإذا المحال الذي لم تسطعه ريشة الاقدار 
يفتح لها النوافذ على المروج الخضراء
و يحملها لبين شواهد الدروب
كي تعيد تمثيل المعجز على مقاسات الممكن
فلا يبدو على هيئة الماضي
ضربا من خيال فهوى


.

الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

ظلها الاخضر














ظل رمشيها الاخضر
يمتد لما وراء حدود البصر
كظل دوحة جليلة
تغالي بورفها حد البطر

أسير و أسير
و أنا أسير ظل أخضر
يتراكض أمامي كسرب فراش أخضر
يبحث عن منبع اخضراره
إن ملت مال
إن انبطحت انداح
و حين آوي إلى فراشي الحميم
يفتح في داخلي أرخبيلا أخضر

أبعدني عن الزحام
عن ضجيج الارصفة
عن ضيق الممرات
أخشى على ظلها من وطأة العابرات
من انكماشات الزوايا
من المسالك المنغلقة
و حين لا يكون بد 
أطويه كأعز الاسرار
لحين جلوسي على أفق رحيب
بعيدا عن غوايات الزليخات
فأنشره فيئا عطرا لعصافيري الحالمة

هي الورد
و الورد وحده يصنع الظل الاخضر
لانه لا يعترش إلا العشب الاخضر
هي درة نفيسة
و الزمرد وحده يبكي الضوء
أول نظره يخضر بصيصه
و هي الالق الحكيم
و الخِضر رجى الانبياء صحبته
فما اسطاعوا صبرا
أن يقتل و يخرق أو يطلب أجرا
وحدها الصحراء أدركت حكمته
فاخضرت ذاكرة رملته
و البحر شرب من فنجانه
فاخضرت أمواه خلجانه

لي في رفقة ظلها
صبر أيوب صدق رؤياه
و مناجاة ذا النون
ليس يحتاج قبسا في الظلمات
فالشمس من صدره تضوت
فاشرأب اليقطين من كل التلال
يعرض أخضر الظلال

هل يلزم الظل ضوء يتقمصه
فهي نور الصباح و قمر المساء
لا أوقاتي في التحنان
تعتل من لسع العقارب 
لا فصولا يتعبها الدهر
فتغير جلدها لمسميات أخر
فهي الربيع
و كل الشهور أبريل أخضر


.

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

شكرا حرف















سعديك أي حرف
ما تزال بحرا تلاطم صوب ضفافها جملك و جميلك
فتتهاوى من علٍ القلب لسفوحها عباراتك و عبيرك
تنام بمناقير العصافير المغردة تخلدها لحنا في أحلامك
و تصحو مراهنا كالشهرزاد على ديك لا يخذل حكاياك
قيثارتك يافعة من ألف وتر كلهم يجيدون عزف مقاماتك
سعديك تلبي دعوة ساعدي الشوق يضمها لأحضانك
فتريق لها إدمانك المحبب راحا و قربانا لارتوائك
حرفا فحرفا توشم الابجدية بحناء يخلد فتنتها و افتتانك
أليس بها تعبق و لها تتألق

أكتب عليها و فيها و لها و إليها 
و منها أيضا و لا غرو
فليس غير جورية الصفات يرقيك من شتاتك
و يزخم فرط اللهفة ليبلغانك أوج انتشائك
ليس غير سحرها المهيب المنزل مع بصيص القمر
و عبقها الطاغي يدفيء كأشعة الشمس شتائك
و ليس غير تهيام صاحبك الممهور بالجنون
يساورك لتقترف هذيانه و تفرغ حمحماتك
فاقبض سادنا قويا على الراية الوردية إلى آخر الرمق

و تسالني أي ملاك هذا الذي يبكيك
أنت البريء من آه العشق و إن كتبته
كلما تهدهد في شجن أذرفت عني
و ارتعشت بين يداي تلبي ما تؤمر
قد نهيتك آنفا أن السؤال محرم
فشكرا لك الوفاء أن تعتب تقول
هيت لك نحري أرقه عبيرا لمن تعشق


.

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

و قد انتفى الماء













الصحراء عزيز قوم أذلها الماء
فحمص رملها السراب
ما يقال أنها في الاصل رجل عطوف حالم
شعره غابات صنوبر و سرو و خيزران
و شواربه عشب مختلف ريان
تطاول يوما فعشق حورية من قبائل السحاب
لمحها ذات صبيحة مطيرة تنقر أوتار القزح
فيتساقط اللحن حنونا ينشر الفرح
مزق كل أتوابه أشرعة للابحار إليها حتى تعرى
فبدأ يبري أشجاره أقلاما ليكتب إليها قصائده
و يقص خيزرانه نايات ليسمعها أناشيده
حتى غزاه الصلع
فعكف على شاربه يقلمه
ليفتل منه ريشات لرسومه
لم يشعر بهيئة تصحره إلا و قد بدأت السحابية بالشكوى
أين الحرف أين النشيد اين المعتاد من النجوى
و  لما لم يجد من حيل يجدي
غير رسوم على الاطلال و الكتبان يهدي
عاقبته الحبيبة المطرية بالجفاف الابدي


مذاك و هو يرسم في خضم العطش
صورا للارتواء غاية في الجدل
ففي عرف الصحراء و قد انتفي الماء
تغدو الحورية غزالا
لذلك طفق يرسمه ورديا يطبطب على الورد
و الورد منعما يسكب له رحيقه
يرسمه رشيقا عزيزا في ذمة الفرح
و البسمة خصي أرستقراطي منتش
لا يستوعب ما يفعل بمسكه
و وسيما أنيقا على نبع رقراق
الماء يمد راحتيه ليسقيه 
و يرتشف بعدها من شذاه
يصور الخضرة تسقي الماء 
و الماء يستنشق الورد 
كل اللوحات تجلي الغزال مزهوا برواءه
كل جميل يتغنج له
كالقمر يلاطم النواميس بانزياحاته
كل نضيد منجذب نحوه
وفي الزخم يستثنى الرجل الصحراء نفسه 
هل لانه يغار عليه منه
جدلية تضج في أروقة العطش
بعدد حبات الرمل تتعدد  
و بعدد هبات الريح تتشكل و تتجدد


/

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

أنقاض العسل














أترى ما يزال متسع للحلم
في هاته الصحراء الموحشة
و قد سف رملها
انقعر نخيلها
هج غزالها و طيرها
و لا تنبؤات لاخبار الطقس
بسماء تتلبد 
أو غيوم بعيدة تبشر بالمطر

مذ جف العشب على شبابيكي
و الحلم الذي كان طوق ورد
الكان ينام قرير الصحو في الخلد
ويبش على محيا الايام الابتسام
مذاك و هو حكاية من ملاحم المحال
تستنزف أنفاس الرجاء 
و تقود حتما صوب الهباء

و كنت أخالني و إياها شمعتان
و إن على شمعدانين ومشكاتين
شمعتان بشعلة واحدة
تحمران تتوردان تذوبان
فيلتقي سلاف الصهير المطهر على سطورنا
همسا يعبد الرمل تحت حلمينا
يوحد القلبين في تنهيدتين لا ثالث لهما
يعدم المسافة ما بين النبضين بدون معادلات أوعقد
كم كان المدى وقتداك مشبعا بالامل
مخضلا بالمسك 
و مخضرا كالربيع

ما زلت أذكر البداية
جاء إلي صباح ما بطيف من الجمال
نبذته في الروح كآية في الكمال
نفخت عليه بكل ما أوتيت من تحنان
رقيته ضد الاحزان
على عاتق الحرف و بأكف الورد
أنضجت إليه الخاطر و القصيد و الابتهال
حتى هجرت وسائدي من أجل ان أنام في عينيه
قبل أن ينأى عن جانب ضلعه الايسر 
فتسلل إلينا خناس مجهول الهوية
أقام بدل المرصوص صروح الظن
غلف بالشمع الاحمر حبال الوصل
و أذاب العسل مهراقا لذببة الريب
حتى زحفت كلها بنهم
لانقاض عسل بقطب تجمد

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

إعادة التدوير



















بين الشفتين يزرع الريق مسماها
في الوريد عطرها نعار بالشغب
بين العينين تتركمج عيناها بصخب
فمن أي آلاء غياب أشتكي
و جل لحظاتي متن لها و ظهر
كل الخاطر لها علنا و جهر
فبأي آناء الصحو أفتقدها
و بأي آلاء الغفو أستوحشها
و كل الدم يدور على نفسه
و كل العروق 
كما تجري العادة
توصل الى القلب

هل هي العادة أن كمال الحب
شبيه باكتمال البدر
يحرر ناصيته من الغبش لليال عشر
ليكتنف شماله ضمور بطعن الهجر
أو مثل أبريل على حافة الحر
تنقضي دروة الزهر
بتمخض الدورة الربيعية عن العطر 
لاحقا تتناوشته فخامة القوارير 
إن كان الحب كالقمر كالورد خاضعان لاعادة التدوير
فلتغلقي أيتها النايات عيونك عن ترقب الاثير
و كفي الله المؤمنين شر القتال
و كفى الغياب العاشقين حر الوصال


.

الخميس، 7 نوفمبر 2013

لاسمها رائحة الفرح


















يترجل الفرح عن أساريره
متسكعا بين الشفتين
يراوغ طيش الابتسام إذ يتذكرها
فمع اسمها ترقص البهجة ببداهة البداهة
ككرنفال ربيع نهاراته خضر
و لياليه حمر 

الطين على الارض لا تؤمن بوائقه
و الرمل الذهبي ينسى ما إن يصيبه وابل
تطايره المهدم لاثرات الشجن
و السهر الصاخب في زبى الحلم يجامل الوسن
يقول ما أكفر وفاءا لم يحترس من رجس الهجر

أشتاق رائحة الحرف بلله توا همسها
فتنداح إلى نداوته يرقاتي من كل فج عميق 
لتذوق الرحيق المغموس في رضابه
و كم أشتهي القصيد بنافذة تطل على مروجها
فأوقف التأريخ و التقويم بأمر
مثل يوشع أوقف الشمس ذات عصر لدهر

للوفاء الذي اختار مزاولة الرحيل
و فضل التنظير بعيدا عن مروج تالودات
للذي هجر أشجار اللوز و البرتقال
و بدله بحب الرمان بين القتاد والادغال
له أقول أنني ما أزال أحافظ على مفطور العادات
ما أزال كل صبيحة أنضج بلهيبي العنب
أرصص كل ليل ما بين النجوم بعينيك
أنفخ تناهيدي و أنتف زغبي الناعم
علني أصنع لك أريكة من القمر


/

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

أركض صوبي


















لكم اشتقت أن أفلح في تخيل القزح يزنر المطر
و أفشل برغم حقول الذكرى المتماوجة في ندى السهر
العروق أمارة بالعطر
فأين الانتشاء يا أهل العشق
ترعد وتبرق 
لكن لا تباغت في الذكرى لومة الشوق


التحنان رحيق لا يندمل
أسيل كلعاب الوقت 
فواح كمشتل الزهر
يسري كأسراب الطير
ويحار كواحة وحيدة في فلاة البين
تنتظر العزاء من سيارة تنفض إزار المحال
لتشاطرها رقصة الوحشة المشمولة بالغياب


الابعاد مشروخة بين حدقتي الافق
تشع النجوم قبل الغسق
و يخسر الليل عنجهية عتماته قبل الشفق
يتزعزع يقين المرايا إذ أهم بمسائلتها
فلا تريني إلا زجاجها وديعا
يعتذر لي عن الاتيان بالمعجزات


للاخضرار حين أصادفه نكهة الوجع
أو ما يشبه ارتجاحة فكرة مستحبة أضاعتها زلة قلم
و كم فزعت طيور الحلم تلقاء الفراغ الهائل في المخيلة
تطير غير بعيد تناوش على رؤوس اللحن القديم
مسامات رقصة الجسد المتبلد
تحاول أن تطرق فيه أبواب الامل


ما أزال أتحسس موضع الرعشة العتيقة
أركض صوبي علني أجدك
أعانقني علني أحضنك
أقبلني علني أشعرك



...

الاثنين، 10 يونيو 2013

الحالم جدا




















كل الاماسي مستوحشة
في الاصيل تغير مذهب السكون للشغب
تخصف على أكمامها مسوح الرهب
و تتفاقع برغوة فورانها الذكريات
مضمخة بالصخب
ما يزال فنجان الروح الارق
مندمغ القعر بسلاف حنين يتعتق
 /
في صومعته الحالمة
يقعد بايرون
يرسم البدر على هيئتة القديمة
يرسم الملائكة تحوم حوله
تشرب الانخاب
و تعزف على الرباب
قال له أرمسترونغ
تالله إنك في ضلالك القديم
ما القمر الا صخور كلس
و صلصال خرس
جاوبه ...
سامرني العشاق حتى صرت سامريهم
قبضت من سلاف بوحهم نجواها
نبذتها على القمر
و إلى اليوم ما يزال بلا خوار ملهمهم
و ملاذ أشجانهم
 /

الشمس تأتي متأبطة عنابا
مع كل دقيقة يذوي
ليشهر مع الغروب قتاده
و تأتي على هيئة قوس
ينسحب لمنحناه المخيف
ليرتد شهقة حسرة
في صدر الحالم جدا

؟

الأحد، 9 يونيو 2013

ليل يغنى على بدره

















قم لبدرك جله يا ليل      و أطل له سجودك البتال
بالتحنان تزمل فالشفق       يتوظأ له برقيا المحال
تميمة ما ضاهاها سفر       بهيض الأنين و ابتهال
تهجد أورادك السمراء       و أطلق للتنهيد العقال
فلا يما تفاوض قواربه        ببر يتمنع فيه الوصال
لهف مثلك لحلمة دفء       رؤوم لا يتوعد بالفصال
و ضوء يتقلده الطبشور       إذ تحن سبورة الاوصال
هل لحالة الضوء سيرة       غير الذوبان و اضمحلال
يشفق بردح من سناه       حتى يقفر قاسيا بالزوال
أكان علينا قدرا نلقاه       نمد خدا ليصفع بالشمال
ولدنا حيث باض الوفاء      ذات عتمة على الرمال
بهرنا بأول مشرق أتى       و عشقناه بلا أي سؤال
أغوتنا سرابيله ممشوقة       و فتنا..كم نحن أطفال
و عز اللقاء إلا بحيز        واه كصدى بين الجبال
قد فارق النور مشكاتك     و هج غرنوقي إلى الشمال
شح المطر غيض الحب        فأين العطر أين الهلال
أينهما من سهاد أوهمانا      فيه أنا في العشق أبطال
أغرهما ثناء من عابر      فليكن فحلا كابد الاهوال 
فارسان نحن رغم الافول       يا رديفا و يشهد النضال
قم لبدرك غنه يا ليل       أنا متورط أغني و سال
 

.

الخميس، 6 يونيو 2013

من محبرة الهذيان ..02




















ذات يوم
حزم حقائبه
أنسل من بين حشود تردده
وجهته التي تجهلها خطاه
تتغنج في روحه
تترقرق في عينيه
انتظر كثيرا مباركة يمناه ليسراه
أخيرا أومأ بسبابتيه معا
أنتما .. فيم تختلفان
على أي آلاء عشقكما تأسفان


بثمانية و عشرين ناية
تحتك العراجين في الروح
تتنهد على جريدها أحلام
لأمنية هي أشهى الطموح
فلا يتضوع تفاح الغواية
إلا من ملمحها الصبوح


لا توقظ في هشاشتي إذرافها
فقبرات الحشاشة تحاذر الهموم
تخاتل الدمع بالصداح
قالوا النبل صبر ساعة
و هو عندي جلد لآخر الرمق


على أهبة الصلح
أؤبن الخصام
أطلق سهم الهون
صوب الغمام
ربما ارتد حين يتوظأ
علينا بالسلام


كثير أنا و وحيد
كرمل الصحراء
كثيف وفريد
كمزن السماء
عتيق و جديد
و واه كحبل الرجاء


تمهل يا ليل قليلا
ريثما ألملم شظفي
المبرح حوالي شفتيها
حلما مبعثرا أحاول ترتيقه
بحلكتك المتينة
بعدما الصبح لم يجدِ له وصالا




 /

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

رؤى ......

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


متيمة رؤى الغسق
ترنو لوميض الفلق
و القمر في بركته
واجم مهيب القلق
تعروها أشجاني التي
تتدبق بها كالعلق
لصباح غير مسمى
تصلب نجواها للملق
تهش حلمها الظمىء
كقطعان من البلق
لأي سدرة منتهاها
و خطاها تحذر الزلق
لهفها على اصطلاءة
أو قبس يزفها للالق
قالوا ركعتان نذرا
وضوئهما حين الجلق
أصح بنجيع مضرج
ليس بماء يتلقلق
براء أنا من ذنبهم
و غواية برجس تندلق
رؤى العاشق العذري
حيي من عفاف ينطلق



السبت، 1 يونيو 2013

تحليق على سجادة تتمزق




















سادن الاحلام
ذاهل في صومعته
بعد أن قض مضاجع العمر بالفراغ
سفح السقوف على مصراعيها للخريف
قد يكون هازءا أكثر من ذي قبل
أن يراني سادجا
كوني ما أزال أحلم

/
بأوسع من شدقتي قمر ماي
يرثي آخر نضرات طلع الربيع
المكتنز في عبق الذكرى
يا وسع الغياب
ترغب شلالات الوجد الهادرة
ألامواه الماتزال في أعاليها تعتصم بالصقيع

/
تتشقق البسمة على تضاريس مبرحة
يتماهى الحلم العتيق مع الشجن المقيم
تحت وسادة حبلى بالمواويل المتوجدة
و المعجزة قلب يترعه النقيضان شطرين

/
كضوء الشمس
تلقي ردائها الرؤوم
فترتد الكائنات مبصرة
تذرف الذكريات أنساغ الجسد
ترتيلا و فيضانا
تلهمه صناجة الحلم
لينازل بها في عليائه القمرا

/
و هي سجادة تدريجيا تبلى
لسندباد تطرده العواصم
و سفر على سراط رفيع
تتماهى في برزخه الخواطر
حزمة مشاعر قد تتناقض
كثلة وشائج قد تتعارض
ما بين الاسود و الأبيض
رمادية هي الحقيقة
و الحلم هجسها

.

الأحد، 26 مايو 2013

من محبرة الهذيان ..01























هذا الرأل الذي احتضناه
أتراه يوما يتنكر لنا
فيواري عينيه الثرى
و قد غدى نعامة
 
طيفاها جلنار الرمان
و آخر بين الصدف كهرمان
و هي تورق من بين الفقاقيع
و تشح مع سخاء الينابيع
 
في عيونهن الناعسات أوقظها
في زحامهن أتصفحها
 
عندما يفتر الصباح عن همهمة هجس
أعانقه و أغسله من أيما رجس
لاني أعلم أنه شعور لا يلتبس
هو منسوب الشوق تلقائيا يحدس
 
على أي البرديات أرسمها
على أي الرقائق
و المرمر عند أول الخاطر
قرأها في عيني
فسال لعابه
 
ما ضرها و هي تتلبد
أن تبدل الاحاجي أقاحيا
بدل أن تتبلد
فيذبل الجريد في بطاحيا
 
طفلة يرتق تصابيها مشيبي
و تغسل شاربي من البياض
فمقبلة كأني أستعيد شبابي
و مدبرة يطحنني الوفاض
 
فدعيني أقد لحاء الطين على ملمحيك
لتنبثق البسمة بلسمة علي و عليك
أقض هالات التيه على وجنتيك
ليسكر السفح من مسفوح خديك
فأنا أتلمظ حروفا إليك
تحتاج ربتة أنمليك
 

 .