أغوتني عتمات الليل و خلبتني وشوشات السكون
فأثخنني الشوق و أضاف إلى جنح الليل البهيم
زعنفة تتخم الحنين في بحر من أنين
تكاثفت علي مشاعر الوحدة
أحسستني مثل فنجان فاغر فاهه فوق طاولة قصية
فيما أريج بنه يغازل بالضفة الثانية وردة عصية
لذت إلى عبقك الصاخب في الروح أفتش عني
فهناك دائما أجدني إذ افتقدني
لأقبض علي متلبسا ألتبسك
أسلمت الوعي للحلم أسكبك في اشتهاء
ألتمسك بأدرعة الحنين
و أستذرٌك بعطش السنين
حتى رأيتك تقبلين
تمشين على سلاف عبراتي المعتقة الأنين
و تلتفين ببعض من وشاح أحمر قاني
جله متماوج يمتد خلفك كنهر شوقي العاني
ازدان الحلم بلا عسر مخاض
تبرعم حتى تجاوز الافتراض
مزمزت كؤوسه و لمظتها فاستفاض
لمست يدك فاحتكت عراجيني كما بداية نوبة صرع
و حين قبلت جبينك في ضرع
أقلعت بيوكميائياتي مثل سرب حجل فزع
رأيتك ترقصين و المطر منهمر خمرا من تحت إبطيك
فتضوع المدى خزامى و قرنفلا حيرانا بين ذراعيك
انتفت انتظارات الصحراء فشرعت تتعرى تحت قدميك
تستبين نضارة عمق ربما لاقت بالتورد الذي تفتق بوجنتيك
فلم تشهد من قبل الفاكهة اللبلابية التي تسلقت نهديك
و لم تذكر أن خيضت على رملتها حرب ضروس كالتي تخوضها عينيك
و أنا أتماهى مع عطش الصحراء رأيتني أني أشرب من حلمتيك
أعصر التوت و الرمان بين صقصلي شفتيك
و التهمنا كجيش نحل أقاحي غنجك المراق من على نحرك إلى أخمصيك
أعلنت في نخيل واحاتي أن تسيد
فالساعة سألهب قممك كما يحرق العود صبيحة العيد
انتصب و روض سعفك لتتهيأ لنافورة مائك العربيد
انتصب هذا أمر ليس خمرا أو أوان التهادي بالياسمين
هذه لحظات يعز فيها النخيل أو يهان
شوقي يشغل كل بوصة مني
لهذا سأرتوي من كل بوصة منك
كل بوصة كتبت شغفها لحميمتها بعطرهما السري
كل بوصة قرأت رديفتها بنهمهما السحري
لم يكن تمة فراغات تشغلها أشتهاءات متمردة
لا سوط لا حوط إلا من برزخ فضولي بارد
كلما رفعني عنك -قيد زغبتين- تصاعد أنفاسي يتسلل بيننا
يضطرني لهبوط إضطراري بإنعاظ ضليع على تضاريسك
حيث أطوي مجددا أنفاسك الملتهبة أصفعني بها
لتتلقف مساماتي خراطيم عطرك
وتلتفح جذوة جسدي بنيران جسدك
تكافئت كل الجوارح و ناضلت ندا لند في النزال الحميم
إلا صلعتي مسكينة قاومت عِنة لما هالها هبوب غذافك الغزير
شَعرك لوحده نشرة أحوال جوية معقدة
أذهل صنوف النسيم و الهبوب و كل الفصول في رقعة عشق شطرنجية واحدة
شَعرك يا أيتها التي جنن محياها البدر إذا اكتمل إنه إذا خسف يروعه سواده
كل شعرة منه رسالة الكترونية تفاقم أيما صبوة زاهدة
كان أنثى مستقلة تتصرف بسجايا عاشقة متوقدة
و هو يمارس شبقا أعثى من ريح صرصر لست أعيذني من سربلتها اللذيذة
صحوت و ما كان الصحو إلا محنة ليلة تزعم أنني أضغاثها
ليلة كانت ستمرق بذنبها من العقاب فسهرتها
أليس عقاب الليلة الجاحدة سهرها
أكان أضغاثا ذاك العرق المسكي النازف ضاريا شممتيه
من شهد قمحي البشارة كيف لم تمسح بهاءه إن كان أضغاثا عتماتك
أكان أضغاثا و قد كنت لنا يا ليلة لست أبخس صنيعك الضريح آوانا
أكان حلمي أضغاثا و قد شهدتِ انغماس فصيح كلي في صريح كلها
أكان أضغاثا أن أرضعتك مع حرماني من ضروع المتعة الفائقة ألبانا تشتهينها
أم حسد هو تحسدين روحين أسري بهما حتى عرجتا
على لحظة عشق في مستقبل تنتظر قدرها
ا