أين أنت
بدروبها و أزقتها و سطوحها المشرعة للسماء
كان بحجم الصحراء
و مثل بالون يتيه في الهواء
كل صباح
كان هذا السؤال يزين أصابعي كما خاتم القدر
بل قبلا كان يداهمني أوقات السحر
كعسكري يحمل رشاشا يطلب إلي أن أرفع يداي لأتسائله
أين أنت
و كان يبهرج ليالي بوخز يشنف مواويل السمر
فتحلى الأحلام كالسكر
أو ينداح الألم في السهر
قبل الأفول أحلب الشمس لآخر قطرات السلوى
و حين تغرق و يصًاعد البخار الحزين
تجتاحني قسوة السؤال
أين أنت
كالمزمن من السعال
كالجوع يجهض رغبة الأكل
كالضباب المضمخ بالذخان لا تثقبه الأبصار
أين أنت
و يرتشش الرذاذ على أوردتي الحارة
فترتعش مساماتي تهيبا من ليلة تعد برطوبة القطب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق