ما بالكم لا تسهدون للهوى
لا يسهركم إلا جني المحاصل
و أنا يسهدني النسيم الرقيق
جوى يقض مضجع المفاصل
أحن إليك حنينا مسبغ عبقا
شوق المسك إلى مصرع الأيائل
ليلا تزبد لأشواقي السواحل
و تندلع نهارا بصهيل الجحافل
لا تعجبي فإني أشتاقك شوقا
يحسدني فيه الفراش و العنادل
لا تعتب حبيبي إذا عاقتني الأشعار
حسبي نجوى الروح إليك رسائل
فلو كنت أروج لحبي في كل محفل
لشغلت أخباري ألاقلام و القوافل
لا يخجلني الهذيان تحت سفح القمر
فالمعجز مد أحلامي و جزر الأنامل
أنا بين عينيك كالمقطوف من أيكه
و كالواصل و قد أينعت السنابل
فكِليني لأشواقي تبارحني لوعاتها
لا أريد سقيا تنسيني طعم الغلائل
دعيني قليلا لأتوحد مع الفصول
أشتاقك بها و أحبك بكل القبائل
دعيني أسبت فلن أشكو من طوله
أرقبك زنبقة تطل من بين الشتائل
إذا أمطرتْ فعينيك بهما لون المطر
و إذا أقلعت فالخريف بدفئك يتفائل
و إذا زقزق الطير و غرد بالغناء
قلت بأنفاسك الكون للعيد يتماثل
و إذا هفهف نسيم رطب ذات قيظ
قلت الأماليد ولهى للأجك تتمايل
الآهات على شفتي تتنهد صائمة
لا أدري أي السقيا لثغرك تعادل
إلا أني أنهل ضرع الشوق فأسعد
كسرور الشلال لغدوق الجداول
وددت ألقاك بما بي من لهيب الود
بأحضان نقاهتها غيابك المتواصل
لكن أغار عليك من لفيح الوجد
و مواويل العتاب أبكت العواذل
مولاتي دعين أعاقرك كهالة القمم
فراحتي في مدام عشق لا يتواصل
فإمًا تلقينٍي فاسبلي رمش زهرك
و اكبحي جماح عطرك فلا أتطاول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق