
و أي ترياق لهذا الألم
حين يعرش الفراغ دافقا في الوريد
و حين يكون رديفا للشجن
و حين تنمنم في الصدر تباريح الوهن
نافورة تتلألأ فقدا
و ترشح بخاخا حمضيا
هو لسان الغياب
يكتب على العتمات
مرثية المنفى
و يعزف لحن الاغتراب
للزمن العجل رائحة الشياظ
طريق كئيب تعرت فيه الأشجار
تورمت فيه نسائم العطر
تشظت فيه الذكريات
و ساعة الرمل في كياني
ضخت كل حبات الشط مع دمي
و على أسفلت طريقها السريع
طوت سنابك الزمن سريعا
أحلاما و آمالا مزهرة
و أدنت أياما تعد بالحرمان
التفاحة التي قتلناها غيلة
و تعاهدنا في طست دمها
على الحب الأبدي
لما تكسرت المرايا
بدت ابتساماتي بشعة النفاق
فولد الحب كسيحا
و الآن في المسير اليك
يهرب فؤادي من حقيبة السفر
و أحمل تحت معطفي جدث قلب
يسافر اليك ميتا
روحه فرت الى برزخ الرياحين
الى الزمن الجميل هنا
جوار الورد و الازاهير
ما أقسى غربة تجرني اليها الأقدار
ينفطر القلب أن تسلبني الحب و الشجر
ساعة الرمل تدور
و بوق السفين يمور
و نوح الحوريات يثور
و ارتعاش الأفق كهلال شفتين
حين تجهشان بالبكاء
كم يغمرني طيف أمنية
أن ينقطع حبل الزمن
عند هذا الرصيف
ما أصعب أن أزن بقش الخريف
مواسم الربيع المخضر
ما أقسى نهاية الاغنية بين شفتيك
ما أشقاني في غربة انفصامي
حين أردد اسمك تعويذة هناء
و ترتاد صدري صور عينان لا تدمعان
لما سأتوق لقرنفلك الأحمر الفتان
و تزكم شراييني ذرات البلور المنطفيء
لما أتفقد رموشي و لا أجدك
فتفزعني نسخة طبق أصل
لماكرة تعب من ذهولي
و ساحرة تنتشي لاحتراقي
أنا الهيثم الجريح
يأبى الموت على الأرض
يسلم جناحاه للريح
يتجرع الألم سلاما في السماء
يهدي قلبه للشمس
يود نعش السحاب
و بخور القمر
و لحد الفضاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق